فاز بجائزة "رؤى أفريقية".. فيلم "الطيّارة الصفراء" يخطِف الأضواء في مونتريال

يُسطّر الفيلم الجزائري "الطيّارة الصفراء" للمخرجة والمنتجة هاجر سباطة، صفحة جديدة في تاريخ السينما الجزائرية، بعد أن فاز بجائزة أحسن فيلم عن فئة الفيلم الروائي القصير والمتوسط، في مهرجان "رؤى أفريقية" الدولي، بمدينة مونتريال الكندية.

 يعكِس فيلم "الطيّارة الصفراء" قُدرة السينما على نقل المعاناة الإنسانية وحفظ ذاكرة الشعوب

ويُعد هذا الفيلم الذي مثّل الجزائر في الدورة الـ 41 من مهرجان "رؤى أفريقية" السينمائي الدولي (من 3 إلى 13 نيسان/ أفريل)، أحد أبرز الأعمال السينمائية الجزائرية في السنوات الأخيرة، وهو من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما، وقد حظي بدعم من وزارة الثقافة والفنون الجزائرية. 

ويجمع العمل بين نخبة من نجوم السينما الجزائرية على غرار سيد أحمد أقومي، وفتيحة سلطان، والمبدعة سهيلة معلم، التي تألقت في دور "جميلة" الشخصية الرئيسية في الفيلم.

قصة الفيلم 

يستنِد فيلم "الطيّارة الصفراء" إلى أغنية ثورية شهيرة كانت قد أطلقتها الشابة الجزائرية "جميلة"، التي تؤدي دورها سهيلة معلم. 

تحكي الأغنية قصة مؤلمة لوداع الشهيدة شقيقة جميلة، التي سقطت ضحية قصف طائرات الاستعمار الفرنسي خلال حرب التحرير الجزائرية. 

تحولت الأغنية بمرور الوقت إلى رمز للثورة الجزائرية، حيث كانت النساء في القرى والمداشر يرددونها في مراسم الرثاء على ضحايا بطش الاحتلال الفرنسي.

الرمزية الثّورية للأغنية

تُعتبر الأغنية "الطيّارة الصفراء" إحدى الأيقونات الثورية التي تجسد معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار، وقد استمرت الأجيال في تداولها كتعبير عن الحزن والأمل في آن واحد. الفيلم يروي قصة هذه الأغنية وتحولها من مجرد كلمات حزينة إلى رمز وطني.

هاجر سباطة: رؤية سينمائية لتكريم الشهداء

أشارت المخرجة "هاجر سباطة" عقب فوز الفيلم إلى أنّ اختيارها لهذه القصة جاء في إطار الاحتفاء بمرور ستين عامًا على استقلال الجزائر. وأضافت سباطة أنّ الأغنية كانت لها تأثير كبير على الأجيال السابقة، حيث كانت جداتها وأمهاتها ترددها. 

وأكدت أنّها أرادت تقديم فيلم يعكس هذا الإرث الثوري بأبعاد إنسانية وقوة شعور، وتكريمًا لكل النساء اللاتي فقدن أحباءهن أثناء الثورة.

هاجر سباطة: التتويج هو تكريم لتاريخ الجزائر النضالي واحتفاء بالمرأة الجزائرية

كما ذكرت أنّ تتويج فيلمي الطيارة الصفراء بجائزة أفضل فيلم للأفلام القصيرة والمتوسطة في المهرجان السينمائي الدولي "Vues d’Afrique" في مونتريال، هو ليس مجرد انتصار شخصي، بل هو تكريم لجزء عزيز من تاريخنا النضالي، واحتفاء بالمرأة الجزائرية الحرة، رمز الكرامة والصمود.

وأضافت المخرجة هاجر سباطة: "هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الجهد الجماعي لفريق العمل المبدع، الذي منحني الثقة والإلهام طوال هذه الرحلة."

بالإضافة إلى القيمة التاريخية للفيلم، يعِكس فيلم "الطيّارة الصفراء" قُدرة السينما على نقل المعاناة الإنسانية وحفظ ذاكرة الشعوب. 

كما نجح العمل في جذب انتباه النقاد والجمهور على حد سواء، مؤكدًا أن الفن لا يزال الوسيلة الأقوى لتوثيق التاريخ وتحفيز الوعي الجماعي.