14-أغسطس-2022
تبون وماكرون

عبد المجيد تبون/ إيمانويل ماكرون (الصورة: جون أفريك)

فريق التحرير - الترا جزائر 

جدّدت الجزائر عزمها على استعادة جماجم وبقايا شهداء المقاومة الشعبية (1830-1962) المتواجدة بباريس، قبل الزيارة المبرمجة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر شهر آب/أوت الجاري، وق ما نقلته وسائل إعلام فرنسية.

الرئيس ماكرون مرتقبٌ في الجزائر قبل نهاية الشهر الجاري وملفات ثقيلة في أجندة الزيارة الثانية له للبلاد

وقال وزير المجاهدين، العيد ربيقة، أمس السبت، على هامش زيارته لولاية الشلف غرب البلاد، إن "العمل جارٍ ومتواصل على مستوى اللجان العليا المنصبة بدائرته الوزارية بكل موضوعية وطرح علمي"، وذلك ردًا على سؤال بخصوص جهود استرجاع جماجم الشهداء بمتحف الإنسان بفرنسا.

وأضاف الوزير ربيقة، خلال إحياء الذكرى المصادفة لمجزرة 12 آب/أوت من كل عام، التي راح ضحيتها أكثر من 2000 شهيد حرقًا، بمنطقة صبيح، بالشلف، قائلًا: "نستذكر اليوم شهداء محرقة صبيح لأنه من واجب الجزائريين الآن أن يبقوا على عهد هؤلاء الأبطال، الذين تمت إبادتهم بفعل الحرق العمدي والاختناق، لأنهم ساندوا مقاومتي الأمير عبد القادر والشريف بومعزة".

واسترسل: "المغارة شاهدٌ حيٌ على تاريخ المنطقة، حيث سيتم بالتنسيق مع السلطات الولائية، إقامة نصب تذكاري أو جدارية مخلدة لهذا الحدث التاريخي."

 

#الذكرى_177_لمحرقة_صبيح🇩🇿 ⬅️تصريح وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيڨة من من عين المكان ببلدية الصبحة.

Posted by ‎Radio Chlef إذاعة الشلف‎ on Saturday, August 13, 2022

وفي تموز/جويلية 2020، استرجعت الجزائر رفات 24 من المقاومين الجزائريين للاستعمار الفرنسي، كانت جماجم بعضهم معروضة في متحف بالعاصمة الفرنسية باريس؛ ثم أعيد دفنهم في مراسم خاصة بالبلاد.

وتلت عملية استعادة الجزائر للجماجم، مبادرات رمزية من باريس، بحسب وصف مؤرخين ومسؤولين جزائريين، على غرار اعترف ماكرون بتصفية الجيش الفرنسي للمناضل الجزائري علي بومنجل عام 1957، وتسهيل الوصول إلى جزء من الأرشيف السري المرتبط بفترة الثورة الجزائرية (1954-1962).

وفي كانون الثاني/جانفي 2021، رفع المؤرّخ بن جامين ستورا إلى الرئاسة الفرنسية تقريرًا يتضمن 22 توصية لمصالحة الذاكرة مع الجزائر، وهي الخُطوة التي رفضت الجزائر التعقيب عليها.

بينما اكتفى المستشار لدى رئاسة الجمهورية المكلّف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، بالقول إنّ "تقرير ستورا يمثل مشكلة فرنسية – فرنسية، ولا يعني الجزائر في شيء".

وأشار شيخي في تصريح ليومية "الوطن" إلى أن "عدم صدور أي موقف رسمي من الجزائر راجع إلى عدم تسلمها تقرير ستورا بشكل رسمي من الجانب الفرنسي، ولا يمكن أن ترد على ما جاء في الصحافة". وأردف: "العلاقات بين الدول لا تسير بهذا الشكل".

ونقلًا عن مصدر دبلوماسي، أكّدت "جون أفريك" أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيقوم بزيارة إلى الجزائر، تستغرق يومًا واحدًا، في 25 آب/أوت الجاري.

وتأتي الزيارة استجابة إلى الدعوة التي تلقاها ماكرون من الرئيس عبد المجيد تبون، بمناسبة إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية، والتي رد عليها الرئيس الفرنسي بالقول إنه "سيكون سعيدًا بالقدوم إلى الجزائر قريبًا لإطلاق الأجندة الثنائية الجديدة بشكل مشترك، والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل لسيادة البلدين".

كما سيزور نزيل قصر الإليزي الجزائر، في وقت استعادت العلاقات الجزائرية الفرنسية عافيتها، بعد أشهر من أزمة تسبب فيها ماكرون، بعد تشكيكه، في تصريحات نقلتها يومية "لوموند"،  في وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي في العام 1830، وهي الحادثة التي تسببت في استدعاء الجزائر سفيرها من باريس، محمد عنتر داوود.