28-سبتمبر-2019

نوميديا لزول في حفل افتتاح قناة (mbc5)/ فيسبوك

بداية متعثّرة، رافقت انطلاق البث الرسمي لقناة "أم. بي.سي 5" الموجّهة للمنطقة المغاربية، حيث دار جدل خلال الأسبوع الماضي حول طبيعة برامجها، وتوجّهاتها السياسية مستقبلًا؛ وكانت بداية هذا الجدل منذ اليوم الأوّل لانطلاقها، هو ما أثاره الفيلم المغربي "حياة" على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مشاهد جمعت الممثلة لطيفة أحرار بهشام البسطاوي في العمل.

قناتا "أم. بي. سي"، في مصر والعراق تحوّلتا تدريجيًا إلى بوق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان 

يطرح متتبّعون عديد الأسئلة حول طبيعة برامج "أم.بي. سي 5". إن كانت برامجها وأعمالها الدرامية ستلائم ذوق المشاهد الجزائري، وإن كانت أخذت بعين الاعتبار طبيعة المجتمع المحافظ في عمومه. والذي يتعامل مع القنوات التلفزيونية العربية بانتقائية عالية، غير أن ثمة أسئلة أهم مطروحة حول غاية إنشاء القناة، على المستوى السياسي تحديدًا.

اقرأ/ي أيضًا: #طبعًا_مقاومة.. الجزائريون "يؤدبون" سفير السعودية دفاعًا عن فلسطين

 عرف ظهور الفنانة الجزائرية نوميديا لزول، في حفل افتتاح قناة "أم. بي.سي 5" موجة من الانتقادات، وهي التي عٌرفت بأدائها المتواضع في الأعمال التلفزيونية الجزائرية، خاصّة ظهورها الباهت في مسلسل "باب الدشرة"، هنا تعلّق إحدى الصفحات الجزائرية على ظهور نوميديا: "أين هم الفنانون الجزائريون.. ألم تجدوا غير نوميديا لزول ومشتقاتها؟".

الترفيه أولًا

يبدو أن قناة "أم. بي. سي 5"، تتجه إلى حجز مكان لها في المنطقة المغاربية من خلال برامج ترفيهية وبرامج التوك شو، وكسب قاعدة جماهيرية أولًا قبل التوجه إلى تمرير توجّهاتها السياسية. هنا يعتقد الإعلامي عبد الرزاق طاهير في حديثه مع "ألترا الجزائر"، أن تركيز القناة على البرامج أكثر من الأخبار لدى انطلاقها مردّه أن "الطفرة التي وصلت إليها وسائل الاتصال الحديثة غير مسبوقة، إلى درجة لم يعد فيها نقل الأخبار مهمًا، ما دام الأمر متاحًا عبر الوسائط غير التقليدية، لهذا السبب فإن تلفزيون الواقع أصبح البديل المفضّل للجمهور، واتجاهات الجمهور المغاربي عمومًا لا تختلف عن هذا السياق".

حرص مديرو المجمّع السعودي، على أن تتزامن الانطلاقة مع بداية الشبكة البرامجية الجديدة في القنوات الجزائرية، التي لم تحمل جديدًا حتى الآن؛ بسبب الأحداث السياسية التي تعرفها البلاد، كما حرصت أن يكون خطابها موجّهًا باللغة التي يفهمها سكّان المنطقة المغاربية، بداية بنطق اسم القناة "أم. بي.سي 5"، باللغة الفرنسية المستعملة مغاربيًا، بدل الإنكليزية كما يطلق على باقي القنوات القديمة للشبكة.

وقال مجمع "أم. بي. سي" على موقعه الإلكتروني، إن "القناة الجديدة تسعى إلى الاستثمار في أفضل الإنتاجات المحليّة في المنطقة، وتعزيز السوق وتوسيعها، وذلك بحكم الفائدة المشتركة بين المنتجين والمخرجين والكفاءات المغاربية الوفيرة من جهة، وهذه القناة من جهة أُخرى".

تضمّ شبكة القناة المعلن عنها، برنامج "خالد وأحبابه"، من تقديم ملك الراي الشاب خالد، الذي يدخل مجال التقديم التلفزيوني لأوّل مرّة من بوابة هذا البرنامج. ومن البرامج المقترحة أيضًا "جلسات مع نجاة" من تقديم المغنّية المغربية نجاة اعتابو، و"سترايك مع حمزة الفيلالي"، وبرنامج التوك شو "ساعة سعيدة"، من تقديم الفنانين عبد الفتاح الجريني، وجميلة البدوي.

المغرب أولًا

يتّضح من قائمة مذيعي قناة "mbc5" الأوّلية وبرامجها، أن التركيز أولًا سيكون على المغرب الذي حصل فنانوه على حصّة الأسد من البرامج المُعلن عنها، حيث اقتصر الحضور الجزائري على الشاب خالد فقط، بينما غابت تونس وليبيا وموريتانيا عن المشهد تمامًا.

طيلة 30 عامًا الماضية، ظلّ مجمع "أم.بي.سي" محافظًا على علاقاته مع المغرب سواءً عبر قنواته الترفيهية العامّة أو عبر قناتيه "العربية" و"الحدث" الإخباريتين، إلا أنّ الأشهر الأخيرة، عرفت توترًا بعد أن تضمّن تقرير للعربية خريطة تظهر الصحراء بشكلٍ منفصل عن المغرب، على عكس الخريطة المعتمدة من طرف الرباط .

من الناحية السياسية، لم تقدّم التغطية الإعلامية لمجموعة "أم. بي. سي" حتى بقنواتها الإخبارية منذ انطلاق الحراك في الجزائر، صورة مختلفة عمّا نقلته القنوات الجزائرية، رغم فارق الإمكانات، بيد أن تخصيص قناة بأكملها للمنطقة في هذا الظرف، لم يكن مجّانيًا، ولكنّه يحمل مجموعة من الأهداف والأجندات التي ستكشف عنها الأيّام القادمة.

سوابق سياسية

لم تتوان قناة "أم. بي. سي"، التي أطلقت باقتيها في مصر والعراق، عن التحوّل تدريجيًا إلى بوق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في المنطقة، إذ  كثيرًا ما يطلّ الإعلامي عمر أديب، من خلال برنامج "الحكاية" على قناة "أم. بي. سي مصر"، إمّا مادحًا لولي العهد السعودي وملمعًا لصورته وقراراته، وإما مهاجمًا خصومه في فقرات البرنامج.

يبدو أن تورّط مجمع "أم. بي. سي" في القضايا السياسة، خدمة لتوجّهات السعودية السياسية في المنطقة، لن يقتصر على الجزائر، حيث قوبل افتتاح النسخة العراقية "أم. بي. سي العراق" بموجة انتقادات واسعة، من طرف الأحزاب السياسية في بلاد الرافدين، بسبب محاولتها إذكاء الخلافات الطائفية بين الشعية والسنة.

تُراهن إدارة "mbc5" على عامل الإمكانات لبث برامج ضخمة بهدف إيجاد مكان في السوق الجزائرية، بعد أن تراجعت معدّلات مشاهدتها إلى نسب متدنّية، بحسب إحصائيات قياس المشاهدة التي نشرت رمضان الفارط، والتي أظهرت خروج أقدم فضائية عربية من قائمة القنوات العشر الأكثر مشاهدة في الجزائر.

يعود تراجع نسب مشاهدة قنوات "أم بي سي" في الجزائر بصورة لافتة، إلى ظهور القنوات الخاصّة في السنوات الأخيرة، حيث اقتصر جذبها للمشاهدين، بأسبقية عرضها للمسلسلات التركية، إلا أنّ هذه الميزة قد فقدتها أيضًا بعد القرار الذي اتخذته منذ سنة وأكثر والقاضي بوقف بث المسلسلات التركية.

يعود تراجع نسب مشاهدة قنوات "آم بي سي" في الجزائر بصورة لافتة، إلى ظهور القنوات الخاصّة في السنوات الأخيرة

يبدو أن إدارة "أم. بي. سي" لاحظت مدى تقهقر جماهيريتها في المنطقة المغاربية بعد وقف المسلسلات التركية، لذلك قرّرت أن تخالف هذا الحظر، في برامج "mbc5"، ببث مسلسل "اصطدام" المدبلج للهجة المغربية والمنتج عام 2019، من بطولة الفنان كيفانش تاتليتوغ المعروف عربيًا باسم "مهند".

 

اقرأ/ي أيضًا:

السفير السعودي يهدد الجزائريين لتضامنهم مع القدس

بعد تصويتهما ضدّ المغرب.. الجزائريون ساخطون على الإمارات والسّعودية