28-يوليو-2019

تدخّل وحدات الحماية المدنية لم تكن كافية لإخماد الحرائق (أ.ف.ب)

تتعرّض الثروة الغابية والحيوانية في الجزائر إلى تهديدات بالجملة، بسبب سلسلة الحرائق التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة، وأصبحت الحرائق تهدّد اليوم حتى بعض القرى والمداشر والمجمّعات السكّانية.

الحقول الفلاحية والمواشي والممتلكات الخاصّة لم تسلم هي الأخرى من الحرائق المشتعلة في الغابات

ألسنة اللهب امتدّت نيرانها إلى محمية تيكجدة بأعالي مدينة البويرة وسلسلة جبال جرجرة بولاية تيزي وزو شرقي الجزائر، ومحمية ثنية الحدّ بولاية تيسمسيلت والشريعة بالتلّ البليدي غربي البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: إطفائيو الجزائر.. إفطار بطعم الحريق

الحقول الفلاحية والممتلكات الخاصّة لم تسلم هي الأخرى من الكارثة، إذ تكبّدت المنطقة خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية من الماشية والدواجن؛ فضلًا عن هلاك حيوانات برية منها عشرات القرود من فصيلة الماغو، وعشرات الطيور النادرة كالحسون وبعض الثدييات والزواحف.

وبحسب مديرية العامة للغابات، فقد تمّ تسجيل 678 حريقًا في السداسي الأوّل، ما نتج عنه خسائر بأكثر من 200 هكتار من الغطاء النباتي، و هي حصيلة قابلة إلى الارتفاع، مع الإشارة إلى أن الحرائق الغابية التهمت في 2017 حوالي 54 هكتارًا وتراجعت في 2018 سنة إلى 23 هكتار.

في الـ 48 ساعة الأخيرة، قامت وحدات من الحماية المدينة بتدخّل استهدف 21 حريقًا عبر التراب الوطني، مخلفًا خسائر بـ 71 هكتارًا من الغابات، ثلاثة هكتارات من القمح و6860 حزمة تبن، و2682 شجرة مثمرة.

كارثة أيكولوجية

في هذا السياق، يؤكّد أمير بركان، الناشط والمناضل الأيكولوجي والناطق بسم شبكة "البروبيوم" في حديث إلى "الترا جزائر"، أنّ  الحرائق التي تجتاحُ غاباتنا هذه الأيّام كارثة إيكولوجية لا مثيل لها، معتبرًا أن ما يحدث "تخريبٌ ودمار شامل للحياة والتنوّع البيولوجي، سيكون عبئه ثقيلًا جدًا في السنوات القادمة على المناطق المنكوبة".

من بين الآثار الناجمة عن هذه الحراق بحسب المتحدّث، هو ضياع الثورة النباتية والحيوانية، إذ يرى أن غابات الأطلس التلّي والمساحات القريبة من الساحل، هي رئة المدن الساحلية  الكبرى ذات الكثافة السكانية المهمّة.

هنا يستطرد بركان، أن "ضياع أشجار مثمرة خاصّة الزيتون واختفاء نشاطات فلاحية كانت قائمة مثل تربية النحل، والرعي وتربية المواشي، ينعكس آليا عن ارتفاعٍ في سعر المنتجات الفلاحية في الموسم القادم، إضافة إلى اختلالات في المناخ محليًا كالجفاف ونقص الأمطار، وما ينجرّ عن ذلك من انجراف للتربة واختلالات محسوسة محليًّا في الرطوبة ودرجة الحرارة".

آليات المعالجة

وعن آليات وكيفية معالجة الحرائق التي تهدّد الثروة الغابية، يقترح أمين بركان جملة من الإجراءات، كإعادة الاعتبار لقطاع الغابات ومنح الطابع العسكري لفرق حماية الغابات، وغلق بعض المسارات والطرق الغابية وتركها لأفراد الحماية، وضرورة تجهيز قطاعي الغابات والحماية المدنية بعتاد مهمّ ومتطوّر للصيانة والتدخّل السريع والفعال، كمروحيات وطائرات مضادّة للحرائق على حدّ تعبيره.

أمّا في الشقّ المتعلّق بإجراءات الوقاية، يشدّد بركان على ضرورة على ضرورة محاربة مافيا العقار ونهب الحطب ومافيا الفحم وكل المتورّطين في هذه الحرائق، ويقترح التركيز على الدور التوعي والتحسسي والوقائي، داعيًا إلى إنشاء عشرين محمية برّية عبر كامل التراب الوطني.

في إطار الحفاظ على الثروة الغابية والبيولوجية يقترح العهد الأيكولوجي، وهو جمعية تنشط في مجال المحافظة على البيئة والمناخ، غرس خمس مليون شجرة زيتون على مدار خمس سنوات القادمة، قصد الدفع بالصناعة الزيتية والتوازن البيئي وتوسيع المساحات الخضراء.

 الأعمال التخريبية أحد أهمّ العوامل التي تسبّبت في الحرائق التي تشهدها البلاد

المسؤولية مشتركة

من جهته،أوضح مسؤول الإعلام للحماية المدنية العقيد فاروق عاشور، في تصريح إعلامي، أن التحقيقات الأولية  في أسباب الحرائق، تُشير إلى أنها ناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة خلال فترة الصيف، متبوعة برياح تعمل على توسيع رقعة الحريق بشكلٍ سريع، الأمر الذي يعقد مهمّة وحدات الحماية المدينة، دون نسيان العمل العمدي التخريبي، وعدم احترام بعض الشروط الوقائية في المساحات المزروعة، كالأعشاب الجافّة القابلة للاشتعال على حدّ قوله.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عون حماية يتحوّل إلى بطل شعبي لإنقاذه امرأتين في وهران

ما بعد "العيد الكبير" في الجزائر.. الشواء والخلاء