14-أبريل-2023
من برنامج الكاميرا الخفية "الشوفور المزهمر" (يوتيوب)

من برنامج الكاميرا الخفية "الشوفور المزهمر" (يوتيوب)

وقف المشاهد الجزائري هذا العام، على تراجع الانتقادات التي لاحقت لسنوات برامج الكاميرا الخفية، واختفت نقاشات السوشيل ميديا التي كانت تثيرها مثل هذه البرامج، واختفت الإنذارات التي كانت توجهها سلطة الضبط كل سنة، حيث تنازل مخرجوا برامج الكاميرا الخفية عن مشاهد العنف والتخويف والصراخ  في "الكاميرا كاشي"على الشبكة البرامجية للقنوات التلفزيونية.
تابع جزائريون برنامج الكاميرا الخفية "الحصلة" وبطله سائق سيارة أجرة يستولي على حقائب زبائنه
في كل موسم رمضاني يُبادر منتجون ومخرجون بتقديم برامج غايتها تسلية المشاهد والترويح عنه بعد "مشقة" الصيام، مع تقديم مضمون كان يتّسم بمشاهد صادمة، مشاهد عنف وترهيب، تحطيم ممتلكات وتهديد بالقتل وغيرها، غير أنّ رمضان 2023 لم يكن كالمواسم الماضية على صعيد برامج الكاميرا الخفية.. حيث اختفت في هذه الأعمال مشاهد العنف؛ وذلك بعد الانتقادات اللاذعة التي طالتها سابقًا وجعلت سلطة ضبط السمعي البصري تتدخل عديد المرّات وتوقف بعض البرامج.

برامج الكاميرا الخفية في رمضان الحالي، تعدّ على رؤوس الأصابع مقارنة بالحضور اللافت للمسلسلات التلفزيونية الكوميدية والدرامية على الشبكة البرامجية التي سطرتها القنوات التلفزيونية (حكومية وخاصة).

ومن بين بعض برامج الكاميرا الخفية التي سيطرت لسنوات، وأبرزت مدى تصاعد العنف في مضامينها استقطابًا لنسب المشاهدة،  برنامج  "دار التكسار"، حيث يدخل "الضحية" الذي عمل له المقلب في حالة هستيريا، و"استوديو التكسار" وأساسها استضافة فنان واستفزازه من قبل منشط الحصة الذي يتهمه بأشياء لم يقم بها.. ومن هنا يبدأ العنف داخل البلاطو التلفزيوني.

كما تابع المشاهد سابقًا برامج مقالب حملت في مضامينها، حسب متابعين، إهانة للمرأة الجزائرية والمساس بالحياة الخاصة للأفراد مثل برنامج "أنا وراجلي" سنة (2020)، ومحتواه دعوة مواطن إلى برنامج لمنحه بعض الهدايا، لكن هدية ستكون هديته إمرأة للزواج بها، بعد إيهامه أنّ أهلها موافقون على زواجهما ويشترطون زواجه في فورًا.

وقد أوقف هذا البرنامج الساخر بعد مطالب رافضة على منصات التواصل، حيث قررت سلطة ضبط السمعي البصري وقف البرنامج الذي عرضته قناة خاصة آنذاك، بينما ذهب نشطاء، إلى رفض هذه الفكرة التي تدعو إلى تسليع المرأة وتخل بالأعراف المجتمعية.

في هذا السياق، يعتقد متابعون أن عدة برامج لم تخرج مضامينها من "سياق العنف وإهانة المرأة والسحر والشعوذة، العنصرية"، وغيرها من القضايا التي لا تسهم في جذب المتابعين وإنّما تنفرهم منها.

رمضان 2023.. بلا عنف

يستعرض "الترا جزائر" بعض هذه البرامج التي أضحكت الجزائريين في سهرات الشهر الفضيل دون أن تدخل إلى بيوتهم العنف، السب أو الشتم أو مظاهر أخرى تسيء للعائلة الجزائرية وقيم المجتمع الجزائري.

وفي السياق استمع الجزائريون في رمضان 2023 بمشاهدة برامج فكاهية خفيفة، أسرّتهم وأعجبتهم وتفاعلوا معها وعلى منصات التواصل من بينها كاميرا خفية بعنوان "ما تزعفوش علينا" فكرة وإعداد حسين الجيجلي كما يلقب.

هذا البرنامج في موسمه الخامس على التوالي عفوي جدًا وليس معدًّا مسبقًا كما يفعل بعض المنتجين الآخرين، عندما يقدمون برامج كاميرا خفية مخطط لها مسبقًا بالاتفاق مع مختلف الأطراف المشاركة، حيث يقوم برنامج "ما تزعفوش علينا" على مقالب طريفة فجائية يقوم بها حسين الجيجلي، مع مواطنين بسطاء سواءً كانوا في عملهم أو داخل مطعم أو في السوق أو على الرصيف...، فيستفزهم بأسلوب عفوي، لكن دون أن تتطور الأمور إلى السب والشتم.

كما استمتع المشاهدون ببرنامج كاميرا خفية عنوانه "الحصلة" من إخراج إسلام مأمون، وبطله سائق سيارة أجرة، يقلّ "ضحايا" بطريقة عادية كما هي طبيعة عمل سائقي سيارات الأجرة، لنقلهم إلى المكان الذي يريدونه، وفي الطريق يبدأ المقلب، حيث يخبر "ضحيته" أنّ امرأة تركت في السيارة حقيبة يد فيها مبلغ من المال، ويبدأ السائق في تفتيش الحقيبة، مع إصراره على أخذ ما فيها من مال وأغراض أخرى، هنا يتدخل الراكب "الزبون" ويمنعه، وتختلف ردود فعل زبائنه معه دون تجاوز حدود النقاش العادي.

لاقت برامج كاميرا خفية أخرى على قلّتها استحسان الجمهور الجزائري 

ولاقت برامج كاميرا خفية أخرى على قلّتها، استحسان الجمهور الجزائري على غرار "واش داني"، "المفتاح"، "داولي راجلي"، "الشيفور المزهمر"، وهي برامج اجتهد بعضهم على نشرها على قنوات يوتيوب مثل صاحب صفحة "الصادق 07"، ابتعدت في مجملها كثيرًا عن سيناريوهات العنف والتهديد بالاعتقال والتخويف بالأسلحة مثلما كان يحدث في سنوات ماضية.