06-نوفمبر-2022
مهرجان القدس السينمائي (فيسبوك/الترا جزائر)

في مهرجان القدس السينمائي (فيسبوك/الترا جزائر)

تنعقد الدورة السابعة من "مهرجان القدس السّينيمائي" في غزّة، ما بين 26 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري و6 كانون الأول/ديسمبر الدّاخل، تحت شعار "تراثنا هوّيتنا"، أي أنّ الأفلام المشاركة، في مختلف الفئات، ستركّز على التّراث الذّي يُجذّر ذاكرة الإنسان والمكان، باعتبار القدس تُواجه واحدةً من أبشع سياسات طمس الذّاكرة وتزويرها عبر التّاريخ. 

مخرج الفيلم: الاحتلال في جوهره كيان يقوم بإحلال حكايته بدل حكاية المكان الذّي يقتحمه

 وسيشارك الفيلم القصير "كان ياما كان"، سبع دقائق، للشّاعر الجزائري الشاب حكيم محمدي (1996)، في فئة أفلام الهواة والموبايل، ليكون واحدًا من الأفلام التّي ستمثّل الجزائر، إلى جانب 22 دولةً أخرى بمجموع 148 فيلمًا. 

سُجَّل الفيلم في مدينة سيدي بلعبّاس، 500 كيلومتر إلى الغرب من الجزائر العاصمة، حيث ولد وعاش الحكواتي ماحي الصديق (1962)؛ ومن خلاله يجيب على سؤال: ما الحكاية؟ وما دورها في ترسيخ الهوّيّة الحضاريّة للشّعوب، "كلّ شعب هو في حدّ ذاته حكاية معيّنة. والاحتلال في جوهره هو أن يقوم كيان معيّن بإحلال حكايته بدل حكاية المكان الذّي يقتحمه، ليكتسب شرعية الوجود فيه. فالحكاية إذن هي ما يمنح الشّرعيّة لا السّلاح. بالتّالي فهي بؤرة الحروب". 

من هنا، يضيف مخرج الفيلم الذّي سبق له أن أخرج فيلم "كاماراد" عام 2020 وفيلم "لوح محفوظ" عام 2021، اخترت مدينة سيدي بلعبّاس فضاءً مكانيًّا للفيلم، باعتبارها كانت واحدةً من الحواضر التّي واجهت الاحتلال الفرنسيّ الذّي يشبهه الاحتلال الإسرائيلي في نزعة الاستيطان، من خلال الحكاية التّي كانت تحتضنها الأسواق الشّعبيّة والسّاحات العامّة، منها ساحة "قومبيطة"، حيث كان الجزائري يخرج من حضرة الحكواتي مقتنعًا بكونه مختلفًا حضاريًّا عن الفرنسي. ولا بد أن يسترجع سيادته منه.

ووقع اختياري على الفنّان ماحي الصّدّيق، يقول محدث "الترا جزائر"، باعتباره خرّيج هذه السّاحة، فقد ولد تمامًا في العام نفسه الذي استرجعت فيه الجزائر استقلالها الوطني، حيث انتقلت الحكاية الشّعبيّة من دور تحريض الإنسان الجزائري على الثّورة، إلى دور تحريضه على البناء. فكان النّفَس الوثائقي أقربَ الأنفاس إلى تحقيق الهدف الذي يقوم عليه الفيلم. 

من جهته، قال بطل الفيلم الحكواتي ماحي الصديق الذّي سبق له أن نشر حكاياتٍ في شكل كتب إنّه لا يروي حكاياتٍ شعبيّةُ للنّاس حتّى يتسلّوا فقط، بل أيضًا حتّى يُدركوا من هم، في ظلّ تجاذب الحضارات والثّقافات، "فالحكاية مرآة هوّية حضاريّة وثقافيّة. وهذا ما أدركتُه خلال العروض التّي قدّمتها خارج الوطن، حيث كان النّاس يقولون إنّهم ازدادوا معرفةً بالمخيال الجزائريّ العربي والأمازيغي".

الحكواتي ماحي الصديق قال إنه إنّه لا يروي حكاياتٍ شعبيّةُ للنّاس حتّى يتسلّوا فقط

يُشار إلى أن الجزائر ستكون حاضرةً في الدّورة السّابعة من مهرجان القدس السينيمائي بثلاثة أفلام أخرى هي "حليم الرعد" لمحمّد بن عبد الله و"أكناو" لحورية حمادوش و"لا يمكن إصلاحه" لجمال باشا. ومن المتوقع افتكاك أكثر من جائزة، مثلما حصل في الدّورة السّادسة، حيث تمّ الحصول على خمس جوائز، منها جائزة لجنة التّحكيم لفيلم "أبو ليلى" لأمين سيدي بومدين.