29-مايو-2019

طلاب ينددون بموت كمال الدين فخار (أ.ف.ب)

صباح أمس الثلاثاء، 28 أيار/مايو 2019، توفي الناشط السياسي كمال الدين فخار في مستشفى فرانتز فانون بالبليدة، حيث نُقل إليها بعد تدهور وضعه الصحي في السجن.

اتهم محامي كمال الدين فخار، وزير العدل السابق الطيب لوح والنائب العام في غرداية بـ"اغتيال فخار" الذي توفي أثناء اعتقاله

وفي فيديو نشره عبر صفحته بفيسبوك، قال المحامي صالح دبوز، إن كمال الدين فخّار توفي بمستشفى البليدة، أين نقل على جناح السرعة بعد تدهور وضعه الصحي إثر إضراب عن الطعام بدأه منذ قرابة شهرين.

اقرأ/ي أيضًا: الحراك الجزائري.. حصاد تراكمي لا شيءَ من العدم

وبعد أن دخل فخار إضرابًا عن الطعام، جنبًا إلى جنب مع زميله إبراهيم عوف وهو ناشط مزابي، تدهورت صحة فخار بسرعة كبيرة طبقًا لمحاميه الذي قال إنه تمت معاملته بشكل سيء في سجن مدينة غرداية التي ينحدر منها كمال الدين فخّار.

"هل ينوي مسؤولو محكمة غرداية تصفية الدكتور فخار جسديًا، في خضم ثورة سلمية شعبية، بحيث لا يلاحظه أحد وتمر القضية في هدوء؟ لقد اتصلت بي زوجة فخّار اليوم، 26أيار/مايو 2019، وأعلنت لي، في حالة ذعر تام، أن زوجها لم يستيقظ طوال فترة زيارتها له في مستشفى غرداية"، هكذا كتب صالح دبوز على صفحته على فيسبوك. 

واتهم المحامي علانية القضاء الجزائري باغتيال كمال الدين فخّار، ويخصّ بالذكر، وزير العدل السابق الطيّب لوح والنائب العام في غرداية الذي ظلّ مرارًا يتهم فخّار بإثارة الأحداث التي عاشتها عاصمة بني ميزاب صيف 2015.

كبش فداء؟

وكمال فخار هو ناشط حقوقي وطبيب ترك مهنة الطب بسبب المضايقات التي كان يعيشها من طرف النظام الجزائري، كما سبق له ممارسة السياسة تحت لواء حزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم تشكيلة معارضة في الجزائر.

وألقي القبض عليه يوم 31 أذار/مارس الماضي، واحتجز بعد ذلك بثلاثة أيام لأنه ذكر في مقابلة له أن الإدارة تمارس فصلًا ممنهجًا في تعاملها مع سكان ولاية غرداية، التي تعرف أنها ولاية يسكنها بنو ميزاب، إضافة للعرب الشعانبة، وهما الفئتان التي طالما نشبت بينهما خلافات، كان أكبرها ما حدث في تموز/يوليو 2015.

"لقد تم احتجاز كمال الدين بسبب قضية فارغة قررها النائب العام في غرداية، ونفذّها قاضي التحقيق في الغرفة الأولى تحت ضغط من النائب العام ووكيل الجمهورية"، يؤكد صالح دبوز في شريط فيديو نُشر أمس الثلاثاء، لإعلان وفاة فخّار.

كمال الدين فخار

وتعود قضية كمال الدين فخّار لصيف 2015، حين تم سجنه في خضم العنف الذي هز منطقة غرداية لعدة أشهر. في ذلك الوقت قضى ما يقرب العامين في السجن، وتمت إدانته بـ18 تهمة، من بينها "تقويض وتهديد أمن الدولة" و"الإخلال بالنظام العام" و"التحريض على الكراهية والعنف"، وغيرها من التهم الأخرى.

 كان فخّار أثناء فترة سجنه قد بدأ إضرابًا طويلًا عن الطعام وحشدت قضيته زخمًا في جميع أنحاء البلاد. واتهمت السلطات فخّار مؤسس الحركة من أجل  الحكم الذاتي لمنطقة ميزاب بصلته المزعومة مع المغرب وأنه يستمد منها أفكاره الخاصة بالحكم الذاتي. فبالنسبة للسلطات، فإن المصادمات الطائفية في وادي مزاب هي نتيجة "مؤامرة" أجنبية بتواطؤ محلي!

صدمة أخرى

في بيان له أدان حزب جبهة القوى الاشتراكية، الذي كان ينخرط كمال الدين فخّار في صفوفه، "النهاية المأساوية التي واجهت الناشط الحقوقي، كمال الدين فخار، الذي توفي في السجن  بعد تدهور وضعه الصحي بعد عدة أسابيع من الاعتقال التعسفي في ظل ظروف غير عادلة وغير إنسانية". 

وطالب الأفافاس بـ"العدالة والحقيقة وأن يسلط كل الضوء على ظروف هذا الموت"، بالإضافة إلى "الإفراج الفوري عن سجناء الرأي الآخرين الذين يعانون بشكل غير قانوني مقلق في سجون الموت وأسوأ الإهانات أمام الكرامة الإنسانية".

وتوالت ردود الفعل على مواقع التواصل الإجتماعي بعد انتشار خبر وفاة فخّار، إذ اعتبر كثيرون أن ما حدث "صدمة وصفعة جديدة ووصمة عار للعدالة الجزائرية"، خاصة وأن وفاة فخار في السجن، تأتي بعد وفاة الصحفي محمد تامالت في 2016، بعد إدانته بتهمة "إهانة الرئيس ومؤسسات الدولة".

وقال المحامي مقران آيت العربي، في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "بلغني خبر وفاة مناضل القضايا العادلة الدكتور كمال الدين فخار في المستشفى وهو في وضعية الحبس المؤقت بسبب قضية رأي. لقد تم اعتقال الدكتور فخار عدة مرات لأسباب سياسية وبتهم ملفقة، وبناءً على تعليمات السلطة، وكان ذنبه في كل مرة الدفاع عن القضايا العادلة التي آمن بها إيمانا لا يتزعزع حتى الموت".

 

اقرأ/ي أيضًا:

 وفاة الصحفي تامالت.. عودة لجدل الحريات في الجزائر

الإضراب تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين ومطالبة بإطلاق سجناء الرأي