كمال داود.. كاتب جزائري فرنسي يُفلسِف لـ"الخيانة"
13 مايو 2025
يثير الكاتب والروائي الفرنكو جزائري كمال داود في كل مرة، موجة جديدة من الجدل، بما يطرحه في تصريحاته وكتبه مقالاته التي تثير الصدمة لدى جزائريين يعتقدون أنه يتعمد استفزاز ذاكرتهم وتاريخهم، من أجل استمالة النخب الفرنسية ومؤسساتها الثقافية والإعلامية.
داود يثير في كل مرة عاصفة من التعليقات بسبب مواقفه الصادمة
ولا يفوّت داود، فرصة للتعبير عن مواقفه المثيرة للانقسام، والتي غالبًا ما تُقرأ على ضفتي المتوسط بتأويلات متباينة. ففي حوار أخير مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية، قال إنه يشعر بأنه "خائن في الجزائر وعربي سيئ في فرنسا",
وذكر أنه لا يريد أن يُرضي لا الفرنسيين الذين ينتظرون منه أن يكون ضحية دائمة لكراهية الاستعمار، ولا الجزائريين الذين يعتبرونه متواطئًا مع الخطاب الاستعماري.
وأوضح الكاتب أن النظرة إليه في فرنسا لا تنفصل عن الصورة النمطية المتوقعة من العربي، وأضاف: "يبدو أنني أُلام لأنني لست عربيًا جيدًا، أي ذاك العربي الضحية الذي يعيش على كراهية فرنسا".
وتابع: "أُعاقب من قبل المحاكم الإعلامية لأنني لا أتماهى مع أدبيات الضحية، ولأنني لا أتقمص دور المظلوم الأبدي. هناك إرث ماويّ (في إشارة لصحافة اليسار) لا يزال قائماً، وإن لم تكن من ‘مُعذَّبي الأرض‘، فأنت مرفوض".
وأردف قائلا: "أود أن أقول لكل أحفاد الجزائريين إن فرنسا تجمعنا وتحمي حرياتنا. يمكن للمرء فيها أن يقول ما يشاء، وأن يتظاهر".
تكرار نفس الخطاب
وهذا الخطاب ليس جديدًا على الكاتب المتوَّج بجائزة "غونكور"، فقد سبق له أن عبّر عن فخره بهويته الفرنسية الجديدة، حيث صرّح في إحدى إطلالاته الإعلامية بأنه يشعر بأنه "فرنسي أكثر من الفرنسيين"، مستلهماً تجربته ، كما قال، من الشاعر الفرنسي أبولينير. وقد رأى كثيرون في هذه العبارة تعبيرًا قويا عما يختلج الكاتب الذي بدأ يفقد علاقته بمجتمعه الأصلي.
ومن بين أكثر مواقفه إثارة للاستغراب، ما كتبه في سياق هجمات طوفان الأقصى على مجلة لوبوان الفرنسية، تحت عنوان "رسالة إلى إسرائيلي مجهول"، حيث تحدث بلغة وُصفت بالتبريرية تجاه "إسرائيل"، مبرزا أنه نشأ على كراهية هذا الكيان، لكنه حاول لاحقًا أن يفهمه، على حد تعبيره.
وذهب بعيدًا في مقاله حين أعرب عن تفهمه لما أسماه بـ"حق الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه" و"رغبته في البقاء"، وهو ما اعتبر في الجزائر تجاوزا للخطوط الحمراء من كاتب أراد دعم توجهات المجلة الفرنسية اليمينية التي يُداوم على الكتابة فيها.
وفي لحظة أخرى أثارت الاستياء، علّق داود على حادثة تصفير جماهير وهران على النشيد الفرنسي في إحدى المباريات، قائلاً: "جزائريون لم يعرفوا الحرب يصفرون على فرنسيين لم يشاركوا فيها"، وهو تعليق رأى فيه كثيرون استخفافًا بالشعور الوطني وتحقيرًا لردة فعل شعبية عفوية تعكس الجرح الاستعماري الذي لم يندمل بعد.
مراجعة التاريخ
ولا يجد داود حرجا في التماهي مع لفظ الخيانة، فقد كتب مؤخرًا نصًا بعنوان "يجب أن نخون أحيانًا"، نشرته دار غاليمار الفرنسية، يبرّر فيه الخيانة بوصفها "شجاعة"، معتبرًا أن "كل الأنهار خانت منبعها لتبلغ البحر"، وأن ما يقوم به هو محاولة لكسر الجمود، على حدّ قوله.
ووفق منتقديه، فإن تصريحات داود تدور في معظمها حول فكرة واحدة، هي محاولة القطع مع السردية الجزائرية، لصالح خطاب جديد يروّج له في باريس، وهو ما يطلق عليه البعض وصف "النيوكولونيالية". وقد أفرد الروائي الجزائري رشيد بوجدرة كتابا كاملا، عنونه بـ"زناة التاريخ" لظاهرة الكتاب الذي لا يتورعون عن القيام بمراجعة للتاريخ الجزائري، وفق ما ينسجم مع الأطروحات الفرنسية لفتح أبواب الشهرة والمجد أمامهم في هذا البلد.
وهكذا لا يكاد يمرّ أي ظهور لداود، سواء في الإعلام الفرنسي أو عبر مقالاته المنتظمة، دون أن يُثير عاصفة من التعليقات المتضاربة، بين من يعتبره مثقفًا حرًّا يُمارس النقد بجرعة زائدة، ومن يراه نموذجًا للنخبة التي اختارت الاصطفاف مع المُستعمر السابق، بدلًا من الانحياز إلى شعبها وذاكرته.
الكلمات المفتاحية

حوار| عبد القادر عفّاق: التّقمص غير المُغازِل عنصرٌ أساسي للخَلقِ في السينما
ينزوي الفّنان عبد القادر عفّاق في خلوته الفنية والانسانية بعيدًا عن وسط فنّي صاخب ومُبهم الملامح، مُستذكرًا مشوارًا طويلًا غير هيّن، في حين نتأمّل فيه الإنسان الذي عايش ويُعايش أحداثًا عديدة ومراحل مختلفة من سيرة الفن والمجتمع والسياسة في الجزائر، ليمنحنا ذلك الانطباع بأن الفنّان في الجزائر بإمكانه أن يكون ذاكرة حية وشاهدًا على انتصارات وهزائم عديدة، كما قد ينقل لنا صورة حية لهذا العالم من خلال…

بعيداً عن وزارة الثقافة.. هكذا يُقاوم الشّعبي والملحُون من صالونات الهامِش في الجزائر
في الجزائر يكفي بيت دافئ، ومقهى مطلّ على البحر، وقلوب تعشق الشعر الشعبي حتى النخاع، لتُولد سهرات لا تخضع لبرنامج ولا جدول، لكنّها تحفظ ما عجزت عن حفظه المهرجانات.

700 سنة بعد تدمير مكتبة بغداد.. يوم تشبّه الاستعمار الفرنسي بالمغول وأحرقوا 400 ألف كتاب بالجزائر
لا تزال حادثة حرق مكتبة الجامعة المركزية من قبل "منظمة الجيش السري" الاستعمارية، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت في حق الفكر والإنسانية، وذلك عشية انتصار الشعب الجزائري في معركة التحرر الوطني.

اليوم الوطني للفنان في الجزائر.. سطوة المُناسباتية وغياب الإرادة
مع حلول اليوم الوطني للفنان الذي يصادف الثّامن من حزيران/ جوان من كلّ عام في الجزائر، تجد فئة كبيرة من الفنّانين صُعوبةً في النّظر إلى هذا اليوم كمُناسبة احتفالية على شرفها، رغم كل تلك الالتفاتات والاحتفالات والعروض التي تتخلّل هذه المناسبة.

خط بحري جديد للمسافرين بين بجاية وميناء فرنسي.. هل تنخفض الأسعار؟
دخل خط بحري جديد حيز الخدمة بين ميناء بجاية وميناء سات الفرنسي، بعد أن أشرفت الشركة الإيطالية "غراندي نافي فيلوتشي" على التدشين الرسمي له اليوم الاثنين، تزامنا مع وصول السفينة "إكسلنت" إلى ميناء بجاية وعلى متنها 257 مسافرا و181 مركبة.

6 أشخاص في قبضة العدالة بشبهة الاعتداء على السيدة المتهمة ظلما بالسحر
عرفت قضية سيدة العلمة المتهمة ظلمًا بممارسة السحر تطورات جديدة، حيث أعلن عن توقيف ستة أشخاص يُشتبه في تورطهم المباشر في حادثة الاعتداء التي تعرّضت لها، بعد تحليل محتوى الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وثّقت لحظة محاصرة السيدة وتوجيه اتهامات علنية لها، من دون أي دليل مادي أو قانوني.

لجنة الدفاع عن بوعلام صنصال تنتقد "تقاعس" مؤسسات الاتحاد الأوروبي في الدفاع عنه
يُكمل الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، في 16 جوان الجاري، شهره السابع خلف القضبان في سجن القليعة، حيث أعلنت لجنة دعمه عن خطوة جديدة للضغط من أجل إطلاق سراحه.

تزايد لافت لاستعمال السلاح في تهريب المخدرات.. هل نتجّه لعسكرة الجريمة؟
تأتي العملية التي أعلنت عنها وزارة الدفاع بتوقيف ثلاثة أجانب مسلحين يوم الجمعة 13 حزيران/جوان الجاري في منطقة عين أمناس الحدودية مع ليبيا، في سياق تحول واضح في سلوك الجماعات الإجرامية التي باتت تلجأ لاستعمال العنف المسلح في تنفيذ عملياتها، بعد أن كانت تعتمد لسنوات على شبكات تهريب سرية محدودة الإمكانيات.