24-سبتمبر-2021

محند أرزقي فراد، مؤرّخ جزائري (الصورة: عربي 21)

فريق التحرير - الترا جزائر 

دعا الباحث في التاريخ محند أرزقي فراد، السلطات التونسية إلى تجنب منطق الإقصاء في معالجة الأزمة السياسية الحالية التي يمر بها الجار الشرقي للجزائر.

أبرز الكاتب الجزائري أن مصلحة تونس تقتضي تكريس التعايش بين التيارات السياسية المتنوّعة

وقال فراد في مقال مطول له حول الأزمة التونسية، إن ما يجب أن تحتاط منه التجربة الديمقراطية التونسية الناشئة، وأن تسعى إلى تجنبه بكل الوسائل السلمية، هو منطق الإقصاء الذي يستهدف حركة النهضة حاليا رغم التزامها بالقواعد الديمقراطية وتقديمها تنازلات كثيرة، مراعاة لوضع تونس المعقّد وللتجارب العربية الأليمة.

وأشار فراد إلى أن لحركة النهضة مسؤولية لا يستهان بها في ترنّح الثورة، لكنها لا تتحمل، حسبه، المسؤولية بمفردها، بدليل أن القوى السياسية - بما فيها الرئيس قيس سعيد- لم تلتزم بتأسيس "محكمة دستورية عليا" التي من مهامها الفصل في القضايا الخلافية بين الأطراف السياسية المختلفة، كالاحتقان السياسي الحالي مثلًا.

وأبرز الكاتب الجزائري والنائب السابق في البرلمان، أن مصلحة تونس تقتضي تكريس التعايش بين التيارات السياسية المتنوّعة، وإقصاء الإقصاء، واحترام مبدأ فصل السلطات وحرية التعبير واستقلال العدالة، وفتح المجال السياسي للمنافسة الشريفة لكل الأحزاب التي تحترم قيم الديمقراطية، على حدّ قوله.

وذكر أن ما يقتضيه العقل في بناء صرح دولة العدل والقانون، هو "الانتصار للقواعد الديمقراطية، وليس التخندق في خندق إيديولوجي معيّن ضد آخر، أو تغليب نزوة فردية تكرّس منطق النظام الشموليّ".

وقدّم فراد رداء بألاّ تُجْهَض الثورة التونسية الواعدة مثلما اُجْهِضَت إصلاحات خير الدين التونسي وأحمد بن أبي ضياف في القرن التسع عشر، من طرف موظفين انتهازيين متحالفين مع الدولة الفرنسية، بعد أن أدركوا، حسبه،  أن الإصلاح السياسي يضع حدا للفساد السياسيّ، الذي جعل منهم أثرياء على حساب  مصالح الشعب ودولته، على حدّ تعبيره.

واعتبر الكاتب في مقاله المعنون "أقوم المسالك إلى تجاوز احتقان تونس الشائك"، أن الخوض في المسألة التونسية "ليس تدخلًا في شأن هذا البلد، بل هو من صلب الواجب كمظهر من مظاهر الدعم لسيادة تونس الشقيقة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"أمنستي" تطالب بالتحقيق في تسليم تونس للناشط بوحفص إلى الجزائر

فراد يطالب بقانون لتجريم الاستعمار