25-يونيو-2021

الأمير عبد القادر الجزائري (Getty)

فريق التّحرير - الترا جزائر

أصدرت مؤسّسة الأمير عبد القادر الدّوليّة التّي ترأسّها إحدى حفيداته بيانًا فنّدت فيه بعض الجوانب، التّي وردت في تصرحات نجل الشّهيد عميروش البرلماني السّابق نور الدّين آيت حمّودة، في الحوار الذّي جمعه بقناة الحياة لصاحبها هابت حنّاشي. 

مؤسسة الأمير: يَسعى المُفترونَ إلى إخراجِ  المُعاهدتيّنِ عن سِياقِهما الزّمنيِّ والظّرفيِّ

وأرجعت المؤسّسة تأخّرها في الرّد إلى التّريّث الذّي يمكّنها من قراءة مضامين الرّدود في فضاء التّواصل الاجتماعيّ، حيث انبرى كثيرون للدّفاع عن "أب وجدّ الجزائريّين"؛ حتّى يكون ردّ المؤسّسة حاملًا "لمعلومات جديدة ومطموسة". 

 وقال البيان إنّ المدّعي دلّسَ بِأنّ الأميرَ قد باعَ الجزائرَ بِمعاهدةِ تَافنَة عام 1837م؛ لِيُضلِّلَ النّاسَ بِهولِ المُصطلحِ، وكأنّ الأمير خَرجَ مِنَ الجزائرِ إلى المَنفَى بعد هذهِ المُعاهدة، بينما لم تدمْ هذه المعاهدة إلّا عامًا واحدًا؛ لِيستأنِفَ الأميرُ المعارِكَ بعدَها مع الفرنسييّن لِتسع سنواتٍ مُتَتالِيّةٍ، "لو سألنا هذا المُدّعِي؛ ما هو ثَمنُ البيع؟ الجوابُ العِلمِيُّ المنطِقيُّ هو: العَدمْ. فهل قصدَ بِأنَّ الأميرَ يملكُ الجزائرَ لِيبيعَها؟! فَمِن بديهيات الشِّراء والبيع  بيعُ ما يملِكُ المَالِك". 

هنا، قال البيان إنّ الأمير لم يفقد شرعيته بانتزاع الحكم منه ونفيه من طرف سلطات الاحتلال الفرنسيّ؛ فقد ظلّ الأميرَ المؤسّس، "و هذا النّوعُ منَ الشّرعِيّةِ يُؤرِقُهُم، فَليس لهُمْ إلّا رَمي التُّهمِ جَزافًا مُتوهِميّنَ بِأنّهم خَادِشونَ لِتلكَ الشّرعِيّةِ، وهذا ما يَسعى إليهِ المُتمادِونَ الجُدُدُّ على السِّياسةِ". 

ويرى موقّعو البيان أنّ معاهدتَي ديميشيل وتافنة اللّتين وقّعهما الأمير مع سلطات الاحتلال أدرجتاه ضمن خانةِ رِجالاتِ مُؤسِسِيِّ الدُّولِ في العَالَم. "هذه السُّلطةُ التي استَحقَّها الأميرُ شَرعًا، وقانونًا، فقد أقرَّ التّاريخُ الواسعُ لِصراعاتٍ الدُّولِ بِصِّحةِ المعاهدتين. فَالمُعاهداتُ الدَّوليّةُ لا تُصدَّقُ، ولاتُوقعُ من الثوّار بل تُبرِمُها الدُّول عِلماً أنّ أعظمَ ما قامَ بهِ الأميرُ في تاريخهِ السِّياسيِّ هُو هَاتانِ المُعاهدتانِ، ولو لمْ تُبرِّمُهما حكومةُ الأميرِ لَما حازَ على صِفةِ مُؤسسِ الدّولةِ، وقد انطلّقتْ العُقدُ الفِكريّةُ، والقلبيّةُ من هذهٍ الخلفيّةُ الباطنيّةِ".

من هنا؛ يواصل البيان، يَسعى المُفترونَ إلى إخراجِ  المُعاهدتيّنِ عن سِياقِهما الزّمنيِّ والظّرفيِّ، وتَجَنُب ذِكرِ تحصيلهما لمكاسب جَمَّةٍ استعادتْ بٍموجٍبِها الدّولةُ الحديثةُ عَافِيّتِها الدّاخِليّةِ على الصّعيدِ الحَربيِّ والاجتِماعيِّ والاقتصاديِّ، فالمُعاصرُ في زَمنِنا لا يُدركُ حَاجةَ السَّلَفِ لها؛ فَمَنْ كانتْ يدَّهُ في النّارِ أمسٍ ليستْ كَمَنْ يدهُ في الماءِ حَاضِرًا.

"افتِراءُ المُدّعِيِّ بِجَهالةٍ في التّاريخِ وخَفاياهُ حين تَجنبَ ذِكرُ المَصادرِ الفرنسيّةِ الّتي وَصفَتْ تِلكَ المُعاهدة على أنّها عارٌ على جَبَروتِ دولةِ فَرَنسا، ورأتهَا هَزيمةً مؤقتَة بعدَ اعتِرافِها بِتضاعُفِ مَساحةِ رُقعةِ سِيّادةُ الدّولةُ الوليدةُ إلى ثُلُثَيِّ مَساحةِ الجزائرِ الحاليّةِ. أي ازدِيادُ رُقعَة السِّيادةِ ضِعفَي ماكانتْ عليهِ قبلَ المُعاهدةِ، ولو استمرَ الحالُ على هذا النَّهج بِإبرامِ المُعاهداتِ، وإعلانُ الحُروبِ بِالتّمكينِ، والتَّمدُّدِ لَكانَ النَّصرُ مَسألةَ وقتٍ فقط، ولَولا المُعَاهدَتَان لَما استطاعَ جيشُ الأميرِ التَّفَرُغَ لتأديبٍ عُملاءِ الوطنِ في داخِلِ البِلادِ المُنخَرِطيّنَ بفي صُفوفِ الاحتِلالِ".

وردّ البيان على سؤال نور الدّين آيت حمّودة "لِماذا قدّمتْ فرنسا الأوسِمةَ إلى الأميرِ، ولم تمنح وِسامًا لِلشّهيدِ بن مهيدي؟" بالقول إنّه لم تَعُدْ تَخفى على أحَدٍ فِتنة المسيِّحيِّنَ العرب في بِلادِ الشَّامِ، ومَكانة الأمير فيها؛ "ولكنّ المدّعي حاولَ دَمجَ الصُّورة ومُقاَرنتِها مع صورِ عُملاءِ فَرَنسا في الجَزائرِ،  وإغداق السُّلطات الفرنسيّة مِيداليّاتِ العَارِ الّتي تَلَّقوها في الجَزائِرِ مُقابلَ بيعِهِم لِأوطانِهِمْ، لِتتشابهُ على الجَهَلَةِ كَمَا تَشَابهَ الْبَقَرَ على بَني إِسرَائيلَ بِأنّها ميدالياتِ العارِ، والفَرقُ كبيرٌ بينَ أوسِمةِ الشَّرف الأعلى الدَّوليَّةِ المُقدَّمَة منَ المُلوكِ والدُّولُ العُظمى، وبين مِيدالياتٍ قُدِّمتْ مِنْ جِنِرالاتٍ كالّتي عَلّقوهَا على صُدورِ آغَاواتِ فرنسا في الجَزائِرِ". 

وأسهب البيان في شرح خلفية العلاقة التّي جمعت الأمير عبد القادر الجزائريّ بنابليون الثّالث في مسعى تنزيهها عن كونها خيانة من الأمير لحربه على فرنسا الاستعماريّة؛ إذ كانت تقوم على احترام وتبجيل نابليون الثّالث للأمير بصفته شخصية إنسانيّة راقية. 

يشار إلى أنّه من تداعيات تصريحات نور الدّين آيت حمّودة غلق قناة "الحياة" لمدّة أسبوع بقرار من وزارة الاتّصال وسلطة ضبط السّمعيّ البصريّ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وزارة المجاهدين تتأسس طرفًا مدنيًا في قضية الأمير عبد القادر

 

نجل الشّهيد عميروش يزرع قنبلةً بين الجزائريّين.. الأمير عبد القادر عميل لفرنسا