04-أغسطس-2019

من سيختار عز الدين توفيقي ليمثله: المنتخب الجزائري أم المغربي؟ (Paris Saint Germain)

بعد مرور أسبوعين من انتهاء بطولة أمم أفريقيا 2019 في مصر، لا يزال عشاق الساحرة المستديرة إلى اليمن، يتذكرون تتويج الخضر بالتاج الأفريقي، والأداء المميز للاعبين خاصة إسماعيل بن ناصر، الفائز بلقب أحسن لاعب في الدورة، الأمر الذي جعل كل فريق يمنّي نفسه بأن يضم فريقه لاعبًا في مثل مواصفات الوافد المقبل لإسي ميلان الإيطالي.

بعث اللاعب عز الدين توفيقي، صراعًا بين الجزائر والمغرب للفوز بخدماته خاصة وأنه يحمل الجنسيتين المغربية والفرنسية وأمه جزائرية

العارفون بخبايا كرة القدم يعلمون أنه في مجال اللعبة الأكثر شعبية في العالم، لا يمكن استنساخ اللاعبين، فلكل واحد فنياته ومميزاته، لكن الكل أيضًا يقولون إن الكرة ليست علومًا دقيقة، فيمكن أن تحصل على نسخة طبق الأصل للاعب آخر حتى ولو كان اسمه بن ناصر.

اقرأ/ي أيضًا: محاربو الصحراء.. فوزٌ مستحق بالكأس الأفريقية الثانية

وهو ما يبدو أنه سيحدث مع لاعب باريس سان جارمان عز الدين توفيقي، الذي بعث صراعًا بين الجزائر والمغرب للفوز بهذا اللاعب الذي في إمكانه، مثل بن ناصر، أن يلعب للبلدين العربيين المتنافسين، ولفرنسا أيضًا التي ولد بها.

مدرسة العاصمة

يلعب توفيقي مثل بن ناصر في خط الوسط، مع نادي العاصمة الفرنسية الذي تكوّن فيه، ووقع معه عقد احتراف في موسم 2016/2017، ضمن فئة أقل من 17 سنة، وتدرج معه في الموسم التالي لفئة أقل من 19، لينتقل العام الماضي إلى الفريق الأول.

إسماعيل بن ناصر
إسماعيل بن ناصر، لاعب المنتخب الجزائري والحائز على لقب أحسن لاعب في أمم أفريقيا 2019

ولد عز الدين عام 1999 بمدينة كاين شمال غرب فرنسا بمنطقة نورماندي، لأب مغربي وأم جزائرية. ويحمل اليوم الجنسيتين المغربية والفرنسية بسبب المولد، يبلغ طوله 175 سنتيمتر، ويتميز بقدم يسرى قوية مثله مثل بن ناصر.

تتضمن سيرة عز الدين التنافسية المشاركة في سبع مباريات في مسابقة الدوري الأوروبي للشباب في موسم واحد، بمجموع 361 ساعة، واكتفى بالبقاء في دكة الاحتياط في مباراتين بالدوري الفرنسي، أمام كل من بوردو ومنبولييه في الموسم الماضي خلال شهر شباط/فبراير.

يرتبط توفيقي اليوم بعقد مع باريس سان جارمان يمتد حتى 30 حزيران/يونيو 2020، لكن يبدو أنه لا يريد الانتظار حتى هذا التاريخ لتبديل الأجواء بالنظر إلى أن فرصه في الوقت الحالي ضمن ناد مدجج بالنجوم يتقدمهم البرازيلي نيمار تبقى صعبة، لذلك سيكون الانتقال إلى ناد آخر اللحظة التي انتظرها من أجل اللعب كثيرًا وتفجير طاقاته الكروية.

وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فقد غادر توفيقي معسكر ناديه بالصين عائدًا إلى باريس للبحث عن مغامرة جديدة قد تكون خارج البلد الذي ولد فيه، والذي كان في كثير من المرات محيطًا لكبح مواهب لاعبي الكرة الجزائريين والمغاربة والأفارقة، ولعل تجربة رياض محرز أبرز مثال.

صراع مغاربي

الأجواء القادمة من داخل كتيبة باريس سان جارمان لم تمر مرور الكرام على اتحاديْ الكرة في الجزائر والمغرب، خاصة بعد التألق اللافت الذي أظهره إسماعيل بناصر في موقعة القاهرة، واختياره لمرتين أحسن لاعب في المباراة أمام السنيغال وكينيا، وبعدها أحسن لاعب في البطولة.

ولحد الآن، لم يصدر أي تصريح من الاتحادية الجزائرية لكرة القادم (فاف) بشأن نيتها في الاتصال بتوفيقي للحصول على الجنسية الجزائرية التي يسمح له القانون بامتلاكها بالنظر لأصول أمه الجزائرية.

عز الدين توفيقي
عز الدين توفيقي

غير أن وسائل إعلام جزائرية وأجنبية أكدت دخول اتحاد الكرة الجزائري في سباق مع الزمن للظفر بخدمات توفيقي، سباق لن يكون سهلًا مع وجود نية مغربية من طرف رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع، لحث اللاعب على تفضيل أسود الأطلس، خاصة وأن اللاعب يملك حاليًا الجنسية المغربية، ولم يحصل بعد على الجزائرية.

ووفق الصحف المغربية، فإن فوزي لقجع لا يريد تكرار الخطأ الذي ارتكبه سابقوه عندما لم يعطوا أهمية لابن ناصر، الذي أصبح اليوم "الجوكر" الذي يتمنى أي مدرب أن يكون ضمن تعداد لاعبيه.

 لكن هذا الصراع يبقى لحد الآن غير رسمي، خاصة وأن اللاعب لم يصدر موقفًا بشأن اللغط الذي يثار حوله، والذي قد يكون صادمًا للطرفين في حال ما قرر الأخير اختيار منتخب الديوك في حال اتصل به المدرب الفرنسي، حتى وإن كان هذا الاحتمال يبقى في الوقت الحالي مستبعدا بالنظر إلى وجود منافسين أقوياء له في تشكيلة ديدي ديشون.

نجاحات سابقة

يستمد الجزائريون أملهم الكبير في الظفر بخدمات عز الدين توفيقي من تجربتهم الطويلة في الاستفادة من "قانون البهاماس"، الذي يسمح للاعبين متعددي الجنسية باللعب لأي فريق يريدونه في فئة الأكابر، حتى ولو لعبوا في الفئات الصغرى لبلد آخر.

واستطاعت الجزائر أن تستفيد من خدمات عديد اللاعبين المكونين في المدرسة الفرنسية، بما في ذلك الذين ليسوا من أب جزائري، فقد نجح اتحاد الكرة الجزائري في ضم الحارس رايس وهاب مبولحي عام 2010، والذي ينحدر من أب كونغولي وأم جزائرية، وتوالت بعدها العملية مع سفير تايدر الذي ينحدر أبوه من أصول تونسية، ولعب شقيقه لنسور قرطاج، ليأتي الدور بعدها على بن ناصر وأندي ديلور.

عز الدين توفيقي
عز الدين توفيقي

ويستفيد اللاعبون الجزائريون من التعديلات التي مست قانون الجنسية في 2005، والذي أصبح يسمح للأم المتزوجة بأجنبي أن تمنح الجنسية لأبنائها.

الأكيد أن هذا التنافس على الاستفادة من عز الين توفيقي، سيشتعل خلال الأيام القادمة، بالنظر إلى خوص المنتخبين بداية من أيلول/سبتمبر، مباريات التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2021 بالكامرون، وبعدها تصفيات مونديال 2022 بقطر.

 استطاعت الجزائر أن تستفيد من خدمات عديد اللاعبين المكونين في المدرسة الفرنسية، بما في ذلك الذين ليسوا من أب جزائري

لكن يبقى  تحقيق الالتحاق بأحد المنتخبين مربوطًا في الأخير بالوجه الذي سيظهر به اللاعب هذا الموسم، سواء بقي في باريس سان جارمان أو انتقل إلى ناد آخر، على أمل أن يشكل تألقه إضافة للكرة في إحدى البلدين، لكن دون أن يكون هو الآخر سببًا جديدًا للاعتماد على المدرسة الأجنبية وإهمال التكوين في النوادي المحلية سواء بالمغرب أو الجزائر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

روح الحراك ترافق الفريق الجزائري في مصر

5 مشاهد مثيرة في احتفال الجزائريّين بـ"الكحلوشة"