21-يناير-2020

محمد القبلاوي، الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الليبية (الصورة: MCD)

في أوّل تعليق رسمي حول إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، استعداد الجزائر تنظيم حوارٍ بين الفرقاء الليبيين، رحّبت حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليًا برئاسة فايز السراج، بمبادرة استضافة حوار جميع الأطراف لحلحلة الأزمة، والجلوس على طاولة نقاش في أقرب وقت ممكن.

محمد القبلاوي:  "وقوف الجزائر على مسافة واحدة بين جميع الأطراف الليبية يؤهّلها لإنجاح هذه المبادرة"

وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الليبية، محمد القبلاوي، في تصريح للقناة الإذاعية الأولى، إنّ "هذه المبادرة الجزائرية لاقت ترحيبًا كبيرًا؛ فالجزائر دولة شقيقة وجارة، وهي من تتبنّى هذه المبادرة لجمع الفرقاء الليبيين، بعيدًا عن أيّة تدخّلات أخرى سلبية وليست إيجابية".
وشدّد القبلاوي، بأن "مصداقية الجزائر وثقلها الدبلوماسي، بالإضافة إلى وقوفها على مسافة واحدة بين جميع الأطراف الليبية، يؤهّلها لإنجاح هذه المبادرة، للعمل على خلق مسار سياسيٍّ حقيقيٍّ بين مختلف الأطراف".
واعتبر الناطق الرسمي للخارجية الليبية، دعوة الرئيس الجزائري، بـ "الموقف يعني لنا الكثير، خصوصًا وأنّ الجزائر محايدة تمامًا عن الصراع داخل الدولة الليبية، وهو معلن في كثير من مواقفها وهو محلّ ترحيب وإشادة من طرف الحكومة الليبية".
وتابع المتحدّث، الجزائر تبقى على مساحة حقيقية لمسار الوفاق الليبي، وهذا ما سيساهم في وقف شلال الدّم المستمرّ على الأراضي الليبية.
 وفي السياق ذاته، يرى رئيس القسم الدولي في صحيفة "الخبر"، رضا شنوف، أنّ ترحيب حكومة السراج بمبادرة الجزائر "لم يكن مستبعدًا، كونها ترى في الجزائر البلد الوحيد المحايد في النزاع الليبي"، كما أشار إلى أن "حكومة الوفاق، ثمّنت مبادرة الرئيس تبون، لبعدها عن كل الأطماع الأيديولوجية والاقتصادية بالتراب الليبي".
وبخصوص موقف المشير خليفة حفتر، أكّد الإعلامي رضا شنوف في حديث لـ"الترا جزائر"، أن مؤشّرات لقاء وفدٍ دبلوماسي جزائري، برفقة ممثلين عن حكومة عبد الله الثني، المدعومة من حفتر، قبيل ساعات من وقف إطلاق النار في ليبيا، تُشجّع على استجابة الطرف الثاني لدعوة الجزائر للحوار السياسي.
وتابع شنوف: "الجزائر أطلقت أيضًا، قبل مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، جولاتٍ دبلوماسيةٍ إلى حلفاء المشير حفتر، وهما الإمارات والسعودية من أجل إقناعهما بضرورة التوجّه إلى الحلّ السلمي بعيدًا عن لغة السلاح".
وعن الأوراق التي ستلعبها الدبلوماسية الجزائرية، من أجل اقناع طرفي النزاع الليبي للجلوس على طاولة واحدة بالجزائر، قال المتخصّص في الشؤون الدولية الإقليمية، بجريدة الخبر، إنّ "الجزائر تربطها علاقات دبلوماسية قويّة مع حلفاء أطراف النزاع الليبي، سيما كلّ من روسيا وتركيا، وهذه العوامل يمكنها أن تدفع بها إلى قبول وتزكيّة الجزائر لرعاية الحوار الليبي -الليبي".