14-أبريل-2022
في شارع موريس أودان بالجزائر العاصمة (تصوير: بلال بن سالم/Getty)

رغم أنّ الجزائر شهدت؛ خلال العشريّتين الأخيرتين؛ أو ما يُمكن تسميتها زمنَ ما بعد العنف والإرهاب؛ بحبوحةً ماليّة غير مسبوقة؛ ذهب شطر سخيّ منها إلى قطاع الثّقافة والفنون؛ وشهدت تظاهراتٍ ثقافيّةً كبرى منها عاصمة الثّقافة العربية عامي 2007 و2015، والمهرجان الأفريقيّ عام 2009، وعاصمة الثّقافة الإسلاميةّ عام 2011.

لقد اختفت مجلّات وملتقيات ومهرجانات وتظاهرات وتقاليد ثقافيّة كانت تميّز مدنًا جزائريّة بعينها

تداول على وزارة الثقافة؛ خلالها؛ ثمانية وزراء بعضهم محسوبون مباشرةً على الطّبقة المثقّفة؛ إلّا أنّ الرّكود الثّقافيّ ظلّ يُميّز الحياة الجزائريّة؛ ما عدا زخّاتٍ عابرةً وموسميّة في عواصم الولايات والمدن الكبيرة، أمّا البلديات والتّجمّعات الصّغيرة؛ فلا حظّ ثقافيًّا لها ما عدا ما يُقيمه المواطنون من أعراس!

ولئن قمنا بمقارنة بسيطة بين الواقع الثّقافيّ لنخبة من المدن الجزائريّة في العشريّة السّوداء حيث كانت الخزينة العموميّة فقيرةً وكان الفاعلون الثّقافيّون فيها ضمن الوجوه المهدّدة بالاختطاف والاغتيال؛ وقد ذهب العشرات ضحيّة ذلك؛ وبينه في السّنوات الأخيرة، حيث الرّاحة المالية متوفّرة ومفردات السّلم والأمان مستتبّة، فإنّ الكفّة حتمًا ستميل لصالح الأولى!!

لقد اختفت مجلّات وملتقيات ومهرجانات وتظاهرات وتقاليد ثقافيّة كانت تميّز مدنًا جزائريّة بعينها، مثل قسنطينة ووهران والعاصمة والعلمة وعنّابة وسعيدة والجلفة وبسكرة، رغم أنّ معظم الوجوه التّي كانت مشرفةً على تلك المبادرات ما تزال على قيد الحياة!

وهرن.. وهرن.. رحتي خسارة

لم تكن مدينة وهران جديرةً بالألقاب التّي التصقت بها منها "باريس الصّغيرة" وعاصمة الغرب الجزائريّ و"الباهية" إلّا لأنّها كانت حيّة ومتميّزة سياحيًّا ومعماريًّا وثقافيًّا وفنّيًّا؛ فهي لم تكن تقوم بالتّظاهرات فقط؛ بل كانت تنتج الظواهر أيضًا. ولولا بعض الأنفاس اليوم؛ خاصّةً في المجال المسرحيّ، إذ يوفّرها المسرح الجهويّ ونخبة من التّعاونيات والجمعيات، لعُدّت ميتة ثقافيًّا بالمقارنة مع ماضيها القريب!

يقول الكاتب والإعلاميّ والباحث المتخصّص في التّاريخ الثّقافيّ للمدينة محمّد بن زيان إنّ تراجع  المدينة ثقافيًّا مرتبط بدايةً بتبدّد وضياع مقوّمات المدينة/ المدنيّة بالمعنى الحقيقيّ للكلمة؛ "لا يمكن أن نراهن ثقافيًّا على مدن تغلق أبوابها عند غروب الشّمس. ولم تكن هذه عادة وهران".

والمدينة ليست بناءً فقط؛ يواصل محدّث "الترا جزائر"، إنّها أيضًا منظومة قيم تهذّبها الأفعال الثّقافيّة المختلفة. فوهران كانت في فترة ما قطبًا محوريًّا ثقافيًّا وأكاديميًّا. وكان ذلك محصّلة تفاعل بين مختلف مكوِّنات   الأطر الثّقافيّة والإعلاميّة والجامعيّة. وأيضًا بفضل فعالية مسيِّرين مثقّفين وفنّانين  امتلكوا مهاراتٍ وديناميكيّةً هائلتين.

يذكر بن زيان من هؤلاء الرّاحل عبد القادر جغلول الذّي كان يشرف على مركز الكريديش التّابع للجامعة؛ لكنّه جعله مستوعبًا للجميع. والرّاحل عبد القادر علّولة في المسرح. والرّاحل بختي بن عودة في طرح ورعاية السّؤال الفلسفيّ المرتبط بالمرحلة والميدان، والكاتب أمين الزّاوي في قصر الثقافة. والرّاحل  ملياني الحاج، مع رفاق لهم في نادي السّينما وفي مواقع أخرى.

وينفي محمّد بن زيان أن تكون الوصاية هي المسؤولة الوحيدة على المشهد الثّقافيّ حضورًا وغيابًا، رغم محوريّة ذلك؛ "بل إنّ الأمر يرتبط أيضًا بدور المثقّفين والمبدعين. فالمصيبة أنّ ّأكثر الذّين دمّروا وعطّلوا الفعاليات المختلفة هم من هذه الشّريحة! سواء الذّين تقلّدوا مسؤولياتٍ إداريّة أو سيّروا واجهاتٍ توصف بالمستقلّة. فبدل التّأسيس للعمل الثّقافيّ برؤية استراتيجيّة، أغرقوا المدينة في الارتجاليّة والمناسباتيّة".

  ويبدي صاحب رواية "متاهة المغراوي" أسفه على اختفاء قاعات السّينما في وهران؛ رغم أنّها كانت إلى وقت قريب تحتضن مهرجان الفيلم العربيّ؛ وعلى غلق نخبة من المكتبات، وعلى استمرار غلق قصر الثّقافة، "واستمرّ مسرح واحد فقط بُني في مطلع القرن الماضي لساكنة تلك المرحلة؛ وكأنّ المدينة توقّفت ديموغرافيًّا عندها!

يختم: "إنّ الوضع مرتبط بغياب استراتيجيّة ثقافيّة لدى الوصاية الرّسمية، وبضعف دور المثقّف والفنّان والمفكّر، وبهشاشة المجتمع المدنيّ".

برج بوعريريج.. يد واحدة لا تصفّق

اختيرت برج بوعريريج عام 2020 عاصمةً للثّقافة الجزائريّة، من طرف نخبة من النّشطاء والمنابر الإعلاميّة؛ بالنّظر إلى الزّخم الذّي صنعته منصّات وجمعيات مستقلّة؛ منها جمعية فسيلة الإبداع الثّقافيّ.

ورغم ذلك، يقول رئيس فسيلة الشّاعر والزّجّال رشيد بلمومن؛ فقد مرّ الحدث بلا انتباه أو تثمين من طرف القائمين على القطاع الثّقافيّ الذّين يتصرّفون؛ إلى غاية اليوم؛ بمنطق الإداريّين المكتفين بتسيير الأجور وتقسيم مخصّصات النّشاط الثّقافيّ على الجمعيات؛ بعيدًا عن أيّة رؤية أو استراتيجيّة أو استشارة للفاعلين الحقيقيّين في الميدان؛ "بما فوّت على الولاية أن تمضي في رهان أن تكون عاصمة فعليّة للأفعال الثّقافيّة في الجمهوريّة".

نؤمن بصفتنا طرفًا في المشهد الثّقافيّ المحلّي والوطنيّ؛ يقول "محدّث "ألترا جزائر"، بكوننا مطالبين بتقديم ما تقتضيه المرحلة الوطنيّة من اقتراحات ورؤًى وبرامجَ ومبادراتٍ ذات روح ميدانيّة وواقعيّة ومدروسة وغير واهمة؛ "لكنّ يدًا واحدةً لا تُصفّق. لا نستطيع وحدنا أن نفعل كلّ شيئ مثلما لا تستطيع الوصاية أن تفعل ذلك؛ بما يجعل التّكامل بيننا حتميّة ثقافيّة ووطنيّة".

ويقول صاحب ديوان "بعض الشّك قصيدة" إنّ المدينة لا تصل إلى مرحلة التّشبّع الثّقافيّ إلّا إذا وقع تكامل وتنسيق بين كلّ المنظومات المعنيّة؛ "فإلى متى تستمرّ القطاعات تشتغل بمعزل عن بعضها كأنّها لا تنتمي إلى نفس الدّولة ونفس المجتمع؟".

من هنا؛ يقول بلمومن؛  أطلقنا في فسيلة المقهى الثّقافيّ التّربويّ والمقهى الثّقافي البيئيّ والمقهى الثّقافيّ المسرحيّ والمقهى الثّقافيّ الجامعيّ والمقهى الثّقافيّ السّياحيّ، والمقهى الثّقافيّ الإنسانيّ والمقهى الثّقافيّ لذوي الهمم؛ إلى جانب مبادرات أخرى.

قد تكون بعض هذه المشاريع تأخّرت في الانطلاق وقد يكون بعضها متذبذبًا؛ بالنّظر إلى بساطة إمكانياتنا؛ لكنّ هدفنا منها هو التّنبيه إلى ضرورة إشراك المدرسة والجامعة والبلديّة والولاية والمجتمع المدنيّ في البرامج الثّقافيّة. ذلك أن الثّقافة منظومة وليست قطاعًا. يختم رشيد بلمومن بالقول: "إذا كانت هناك مرحلة تحتاج فيه المدينة الجزائريّة إلى رؤية ثقافيّة ميدانيّة؛ فهي هذه المرحلة".

الجزائر العاصمة.. غياب في قلب الضّوء

ظلّت الجزائر العاصمة مهيمنةً على المشهد الوطنيّ، على مدار سنوات الاستقلال؛ بما في ذلك الحقل الثّقافيّ، بالنّظر إلى الإمكانيات المتاحة لها منها تمركز المؤسسّات الثّقافيّة المفصليّة فيها؛ حكوميةً ومستقلّةً، غير أنّها في السّنوات الأخيرة فقدت بريقها الثّقافيّ؛ ولم تعد قادرةً حتّى على منافسة بعض المدن الدّاخليّة. فما عدا تظاهراتٍ معيّةً تحظى بأغلفة مالية كبيرة، مثل معرض الكتاب ومهرجان المسرح المحترف.

لم تعد "الدزاير" ترسل أو تستقبل أشعّةً ثقافيّة تليق برمزيتها وحجمها وإمكانياتها! يقول الكاتب المسرحيّ سيد علي بوشافع إنّه كان يتوقّع ؛ بعد تعيين المدينة عاصمةً للثّقافة العربيّة عام 2007، أن تبني على تلك الفرصة والتّجربة حضورًا ثقافيًّا مستمرًّا ووازنًا وشاملًا لكلّ الفنون ولكلّ الضّواحي العاصميّة، ذلك أنّ الضّاحية العاصميّة الواحدة، مثل الحرّاش وباب الواد ورويبة ورغاية، هي في حجم ولاية. غير أنّ الذّي حدث، يقول محدّث "الترا جزائر"، يمكن اختصاره في عبارة "انطفاء المدينة" التّي باتت تتصرّف كأنّها لم تعد معنيّة بالفعل الثّقافيّ!

ويتساءل المتحدّث: "أين اتّحاد الكتّاب الجزائريّين؟ أين اتّحاد التّشكليّين؟ أين الجمعيات الكبرى مثل الجاحظيّة؟ أين المتاحف المختلفة؟ أين مؤسّسة فنون وثقافة؟ أين الدّيوان الوطنيّ للثّقافة والإعلام؟ أين وكالة الإشعاع الثّقافيّ؟ أين ديوان رياض الفتح؟ أين قصر الثّقافة؟ أين مديريّة الثّقافة والفنون؟ أين مئات الوجوه المثقّفة المستقرّة في العاصمة قادمةً إليها من كلّ الولايات؟ لنعترف؛ حسب بوشافع، بأنّ أدومَ وأعمقَ وأثرى ما يعرفه المشهد العاصميّ من نشاطات ثقافيّة هي تلك التّي تنظّمها المراكز الثّقافيّة التّابعة لبعض السّفارات الأجنبيّة المعتمدة؛ خاصّة المركز الثّقافيّ الفرنسيّ؛ وهذا بقدر ما هو مكسب لصالح ثقافة الانفتاح والاختلاف والتّثاقف الحضاريّ؛ فهو في ظلّ الرّكود المتعلّق بنا يُديننا ويخدش وطنيتنا.

ويختم سيد علي بوشافع: "كنّا ننتظر أن تشعّ الجزائر العاصمة ثقافيًّا على أفريقيا والحوض المتوسّطي والمنطقة العربيّة؛ فإذا بها تعجز حتّى عن الإشعاع على ضواحيها!".

العلمة.. تراجع الجمال لصالح المال

رغم أنّها ليست عاصمةً لولاية؛ إذ كانت وما تزال دائرةً تابعةً لولاية سطيف؛ إلّا أنّ مدينة العلمة استطاعت خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين أن تفرض نفسها ضمن قائمة المدن النّشيطة ثقافيًّا؛ من خلال جملة من التّظاهرات الوازنة، كانت في مقدّمتها الأيّام الأدبيّة التّي تعدّ، إلى جانب تظاهرات ثقافيّة أخرى؛ مثل "المدينة والإبداع" في عنّابة، ومهرجان محمّد العيد آل خليفة في بسكرة؛ وملتقى القصّة القصيرة في سعيدة، حاضنةً لعشرات الأقلام الأدبيّة التّي باتت مكرّسةً اليوم وطنيًّا وعربيًّا.

ورغم وجود نخبة من التّعاونيات والجمعيات المدنيّة والمؤسّسات الحكوميّة مثل المسرح الجهويّ؛ التّي تحاول أن تضمن الحدّ الأدنى من الحضور الثّقافيّ للمدينة التّي أصبحت قطبًا تجاريًّا مختصرةً في "شارع دبي"، إلّا أنّها لم تستطع أن تحافظ على كونها قطبًا ثقافيًّا.

في ظلّ هذا الوضع؛ أرسل الأديب محمّد العيد بهلولي رسالةً فيسبوكيّةً إلى رئيس المجلس الشّعبيّ البلديّ قال فيها إنّه قبل هذا التّاريخ كانت المدينة مقصدًا للطّاقات المبدعة والمواهب في شتّى الفنون أدبًا وفكرًا وتشكيلًا ومسرحًا وغناءً وإنشادًا ومعارضَ للكتب والتّكنولوجيات وتنمية المحيط؛ "فما هو العائق لإعادة وبعث مثل هذه النّشاطات الحيويّة من جديد؟ هياكل الاستقبال موجودة. المجمّع الثّقافيّ. المسرح الجهويّ. المكتبة العمومية. المتحف؟".

بالنّسبة للمجلس البلديّ المنتخب؛ يواصل بهلولي في رسالته، يتوفّر على إطارات تتمتّع بالكفاءة والمسؤوليّة. وهم يعرفون جيّدًا طاقات ومواهب المدينة، وبوسعهم بل من واجبهم التّقرّب منهم ودعوتهم للتّشاور والتّحاور وضبط برنامج ثقافيّ متنوّع يشعّ على المدينة ويمتدّ الى الضّواحي. أعتقد أنّ هذه الدّعوة ممكنة التّحقيق اذا كان مسؤولو الثّقافة على مستوى البلديّة يعنيهم النّشاط الثّقافيّ المسطّر في مخطّط البلديّات والمرصود له جزء من المال العامّ.

أدرار.. بوّابة أفريقيا المهملة

إلى زمن غير بعيد، كانت أدرار بحواضرها الأربع: تنزروفت، تيديكلت، توات وڨورارة مشتلةً من النّشاطات الثّقافيّة والفنّيّة والفكريّة التّي تجاوزت منطق المناسباتيّة والموسميّة. إذ كانت تعقد الملتقيات والنّدوات والمهرجانات في مختلف الفنون والاختصاصات؛ مرفوقةً أحيانًا بالفعاليات الاقتصاديّة والتّجاريّة.

بل إنّ بعض الفعاليات ذات الطّابع الاقتصاديّ كانت تُنظّم بروح ثقافيّة؛ مثل عيد الجمل في برج باجي مختار وعيد الطماطم في توات. لكنّ المتأمّل اليوم في المشهد الثّقافيّ المحلّي؛ يقول الفنّان المسرحيّ عقباوي الشّيخ، سيقف على تراجع خطير وغير مسبوق للفعل الثقافي في الولاية؛ إذ صارت الفعاليات واللّقاءات نادرةً بين المثقّفين والجمهور. ولم تعد الفضاءات المتوفّرة تتيح للمواطنين مواعيد ثقافية قارّة أو ظرفيّة على الأقلّ، كأنّ المثقّفين والفنّانين في حالة اعتزال غير معلن، والقائمين على الشّأن الثّقافيّ في اعتكاف داخل المكاتب.

وكتجربة خاصّة؛ يضيف عقباوي الذّي جابت مسرحياته عشرات المهرجانات في العالم، منذ عقد من الزّمن وأنا أدعو إلى إقامة مهرجان مسرحيّ دوليّ باسم "ليالي مسرح الصّحراء" ليكون حدثًا جامعًا للمسرحيّين، ونافذةً لجمهور أدرار يطلّ منها على التجارب المسرحيّة العالميّة؛ ولكنّني فشلت وشركائي في إيجاد أذن مصغية محلّيًّا ومركزيًّا! إنّ أدرار، بحسب محدّث "الترا جزائر"؛ بوّابة أفريقيّة بامتياز؛ وهي قادرة على أن تصبح عاصمةً ثقافيّةً أفريقيّة تمارس الجزائر من خلالها رهان الدّيبلوماسيّة الثّقافيّة، في واحدة من أقرب البقاع إليها وأخطرها عليها هي أفريقيا.

ويختم صاحب مسرحيّة "ضجيج الصّمت" بالقول: "إذا كان مسموحًا لنا بشكل ما في السّابق بالتّساهل في إسناد الإدارات الثّقافيّة لوجوه بلا رصيد ورؤية ثقافيّة؛ فإنّ ذلك بات غير مسموح لنا تمامًا؛ بالنّظر إلى خطورة الوضع الحالي وما يتطلّبه من حرص على وجوه الأمن القوميّ العامّ؛ منها الأمن القوميّ الثّقافيّ.

 

محمّد بن زيان: الوضع مرتبط بغياب استراتيجيّة ثقافيّة لدى الوصاية الرّسمية وبضعف دور المثقّف والفنّان والمفكّر

ما قيل عن مدن وهران وبرج بوعريريج والجزائر العاصمة والعلمة وأدرار؛ يمكن أن نسحبه على بقية مدن وولايات الجمهوريّة. وإنّه آن للمنظومة الثّقافيّة الوطنيّة أن تطرح الأسئلة الجذريّة؛ منها "لماذا تراجعت المدينة الجزائريّة ثقافيًّا؟"؛ وتشرع في وضع ميثاق وطنيّ للعمل الثّقافيّ واضح المنطلقات والأدوات والآفاق.