محامٍ فرنسي يرفع قضية بوعلام صنصال إلى الأمم المتحدة

أعلن المحامي والحقوقي الفرنسي، فرانسوا زيميراي، عن رفع قضية الكاتب الفرانكوجزائري بوعلام صنصال إلى الأمم المتحدة.

بوعلام صنصال سبق وأن أبلغ هيئة القضاء بالاستغناء عن دفاعه

ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن المحامي زيمراي أنّه "قرّرنا رفع قضية الكاتب بوعلام صنصال إلى الأمم المتحدة". مبرزًا أنّه "لم أطّلع على التهم الموجهة إليه وعليه فإن الدفاع عنه مستحيل."

وتأسّف الحقوقي الفرنسي من دار النشر غاليمار، أمس الثلاثاء، بأنّه "عندما تُصبح حقوق الدفاع مستحيلة، لا يمكن أن يكون هناك محاكمة عادلة. لذا سنقوم باللجوء إلى الهيئات التابعة للأمم المتحدة التي تتولى تقييم ما إذا كانت الحجز تعسفيًا."

وأوضح بأنّ "هذه الطلبات تكون على شكل مذكرات قانونية، استنادًا إلى المعاهدات الدولية التي وافقت الجزائر عليها. وهو إجراء تقني يخضع لمراجعة من قبل خبراء قانونيين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة."

ومع ذلك، يوضح زيميراي أن القرار "سيكون له قوة معنوية، لكن ليس قوة ملزمة". ودعا الجزائر، باعتبارها عضوًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى "احترام حقوق الإنسان الأساسية"، وفقه.

وعن الوضع الصحي لصنصال، أفاد، أنطوان غاليمار بأنّ "حالته الصحية لا تزال مقلقة". ليكمل: "الوضع ضبابي جدًا"، خاصة وأنّه كان من المفترض أن يخضع منذ بضعة أسابيع للعلاج الإشعاعي لعلاج السرطان. لكنه لا يزال ضعيفًا جسديًا ومعنويًا، وفقه.

"بوعلام صنصال استغنى عن دفاعه"

ونهاية الشهر الماضي، أعلن، نقيب المحامين الجزائريين، بغدادي محمد، إنّ الكاتب الفرانكوجزائري بوعلام صنصال قرّر التخلي عن دفاعه.

وأوضح النقيب بغدادي، في حوار لجريدة الوطن (ناطقة بالفرنسية)، نّ "الكاتب صنصال أخبر قاضي التحقيق أنه استغنى عن دفاعه وهو من سوف يدافع عن نفسه".

وأكّد أنّ "الكاتب بوعلام صنصال كان قد لمّح بالفعل إلى إمكانية الدخول في إضراب عن الطعام. لكن كونه يخضع للعلاج وذلك سيكون ضارًا بصحّته؛ أعلم أنه لم يفعل."

وأضاف: "بوعلام صنصال موجود بمؤسسة الصحة العقابية المتواجدة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا". ليكمل: "ما أعرفه هو أنه لم يتوقف عن علاجه. على عكس ما هو مكتوب (يقصد في وسائل إعلام فرنسية)، فهو ليس مضربًا عن الطعام. وهذا جيد بالنسبة له."

ووفق نقيب المحامين فإنّه "كلما أسرعنا في معرفة ما هو موجود في الملف، كان ذلك أفضل. نحن بحاجة إلى رفع هذا الحجز قليلًا. هذا مهم جدًا."

وفي الصدد، استغرب النقيب بغدادي من تصريحات المحامي الفرنسي، بشأن ضغط جهات على الكاتب صنصال من أجل سحب المحامي الفرنسي زيمراي. قائلًا: "لم يرد إلى علمي عن فريق الدفاع أي شخص تقدم لصنصال من أجل سحب تأسيس محاميه الفرنسي والضغط عليه من أجل ذلك."

وشدّد بأنّه "كمحام ونقيب لن أتسامح مع أي تصرف من هذا القبيل أو يمس بالحق في الدفاع."

ويوجد الكاتب بوعلام صنصال رهن الحبس في الجزائر منذ نحو 4 أشهر، بعد اتهامه من قبل النيابة بـ"المساس بأمن الدولة وبسلامة الوحدة الترابية"، وفقًا للمادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري.

وتعتبر المادة 87 مكرر "فعلا إرهابيا أو تخريبيا (...) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي".

وسُجن الكاتب الفرانكوجزائري على خلفية تصريحاته لوسيلة إعلام فرنسية متطرفة، ادّعى فيها أن جزءًا من الغرب الجزائري "يعود إلى المغرب"، وهو تصريح اعتبر في الجزائر مساسًا بوحدة التراب الوطني.