انتقد محسن بلعباس، الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الكاتب الجزائري بو علام صنصال، واصفًا إياها بأنها خطوة غير مدروسة قد تزيد من تعقيد العلاقات بين فرنسا والجزائر.
رئيس الأرسيدي السابق يعتبر أن هذه التصريحات تتناقض مع الأساليب الدبلوماسية التقليدية
وقال بلعباس في تدوينة له على صفحته بفيسبوك: "إن هذا الموقف من ماكرون قد يظهر للوهلة الأولى دعماً مشروعاً لحقوق الإنسان، ولكن في الحقيقة هو يحمل وراءه العديد من التساؤلات حول الدبلوماسية الفرنسية والعواقب التي قد تترتب على العلاقات بين فرنسا والجزائر".
وأضاف رئيس الأرسيدي السابق: "إن دعم ماكرون لبوعلام صنصال كمناضل من أجل الحرية واعتبار سجنه في الجزائر اعتقالا تعسفيا، قد يُفهم كوسيلة للتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، ما قد يُلحق الضرر بكل من فرنسا والجزائر".
وأشار بلعباس إلى أن العلاقات بين فرنسا والجزائر ليست سهلة، فهي مثقلة بتاريخ طويل من الاستعمار والحرب من أجل الاستقلال والخلافات الجيوسياسية.
وتابع: "إذا كان ماكرون يهدف إلى الدفاع عن حقوق الإنسان، فإنه قد أغفل الواقع السياسي الداخلي في الجزائر، الذي يسعى للحفاظ على سيادته ويقاوم أي تدخل خارجي، وهو ما قد يُنظر إليه كضغط غير مبرر على الحكومة الجزائرية ومحاولة لزعزعة استقرار البلاد".
وفي نفس السياق، أكد محسن بلعباس أن اختيار ماكرون للحديث علنًا عن قضية بو علام صنصال، دون التطرق لقضايا أخرى مماثلة من المعتقلين السياسيين في الجزائر يثير تساؤلات عن نية فرنسا في الدفاع عن حقوق الإنسان بشكل انتقائي، وهو ما قد يقلل من مصداقية موقفها.
كما لفت إلى أن هذه التصريحات تتناقض مع الأساليب الدبلوماسية التقليدية التي كانت قائمة بين البلدين والتي كانت تركز على التفاوض الخاص وحل الخلافات بعيدًا عن الأضواء.
وقال: "بدلاً من اتخاذ هذا الموقف العلني، كان من الأفضل لفرنسا أن تتبنى أسلوبًا دبلوماسيًا أكثر تحفظًا، مما كان سيساهم في الحفاظ على الحوار بين البلدين دون تصعيد التوترات".
وفي النهاية، شدد بلعباس على أن تصريحات ماكرون قد تُعقّد الوضع وتزيد من التوتر بين البلدين، مما يعوق جهود تحسين العلاقات الثنائية، مبرزا أنه "على فرنسا إعادة تقييم أساليبها الدبلوماسية والتركيز على احترام سيادة الجزائر وتجنب التصريحات العامة التي قد تُفاقم الخلافات".
ويأتي تعليق محسن بلعباس، ردّا على التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها ماكرون في اجتماع بسفراء بلاده الثلاثاء في قصر الإيليزيه، حيث قال إن "الجزائر تسيء لشرفها بمنع رجل مريض من العلاج".
وكان صنصال قد اعتقل منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر بمطار الجزائر العاصمة، ثم أودع السجن المؤقت بتهمة المساس بأمن الدولة، وفق المادة 87 مكرر من قانون العقوبات.