04-مايو-2022
حزيم

محمد حزيم (الصورة: فيسبوك)

"كُنّا نعرض مسرحيّاتنا الفكاهية، ونسجّل بعضها في التلفزيون العمومي، لم نكن أبدًا نشعر بالخوف، هدفنا الوحيد كان إسعاد الشعب، كنا نسافر بإمكانياتنا الخاصة، دون حراسة، كانت أعمارنا بيد الله، فالفنان كان مستهدفا في تلك الفترة، لقد كنا ننتج "سكاتشات" يشاهدها الكبير والصغير، لقد منحنا الشعب لحظات فرحٍ في وقت عصيب ومنحنا بالمقابل محبّة لا تنتهي".

الراحل كان مبرمجًا نقله إلى الخارج لاستكمال العلاج

بهذه الكلمات لخصّ الفنان محمد حزيم تجربة فرقة "بلا حدود"، التي كانت تنشر الابتسامة في وطنٍ كان عامرًا بأصوات الرصاص وأخبار الموت.

بلا حدود.. شهادة ميلاد حزيم

ارتبط اسم محمد حزيم المولود بوهران في 19حزيران/جوان 1951، مع فرقة بلا حدود، التي اشتهرت بتمثيلياتها الفكاهية التي بثّتها التلفزة الجزائرية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.

هو الفنان الذي بدأ مسيرته في المسرح مع فرقة "مسرح العمال"، لوهران، في بداية الثمانينيات، والتي أدى معها العديد من الأدوار قبل أن يمِيل إلى المسرح الفكاهي مع الثنائي مصطفى وحميد.

واشتغل الفنان حزيم كثيرًا في الفترة العصيبة التي مرت بها الجزائر في التسعينيات، من خلال الجولات الفنية التي كانت تُقام في مختلف أنحاء الوطن.

كما مثّل في العديد من الأفلام الفكاهية التي أنتجتها التعاونيات الخاصة في وهران.

انطلقت مسيرة "عمي حزيم" المسرحية، عام 1965، مع فرقة مسرحية في من ولاية معسكر، كما كان حبه للفن دافعًا له لدخول المعهد البلدي لفنون الموسيقى بمدينته وهران، أين تعلم أبجديات العزف على الكثير من الآلات الموسيقية.

حزيم

بين أحياء مدينة وهران، بدأ نجم حزيم بالظهور رفقة صديقه مصطفى وحميد، الثلاثي الذي أصبح أيقونة وهرانية بامتياز، خاصة بعد أن ولجُوا شاشات التلفزيون الجزائري، حيث دام عرضه من عام 1986 لغاية عام 1999 وشارك فيها أرمدة من الفنانين الجزائريين، ولعل الانطلاقة الحقيقية كانت في 1990 وكان البرنامج تابع لمحطة وهران الجهوية ويعرض خلال شهر رمضان في نهاية الأسبوع ولمدة 24 دقيقة وبلهجة الغرب الجزائري خاصة اللهجة الوهرانية.

خارج سرب بلا حدود، خاض حزيم عديد التجارب في السلسلات الفكاهية، مثل "بدون تأشيرة"، "بوضو"، "دار الجيران"، "صفي واشرب" وكذا "مهمة بلا حدود" التي جمعته برفاق البدايات مصطفى وحميد.

رحلة مع المرض

في أيلول/سبتمبر 2021، خضع محمد حزيم، لعملية جراحيّة مستعجلة على مستوى القلب بالمركز الاستشفائي الجامعي "عبد القادر حساني" بمدينة سيدي بلعباس، ومن هناك بدأت متاعبه الصحية ورحلته بين المستشفيات.

وفي شهر شباط/فيفري الماضي، تعرّض محمد حزيم إلى وعكة صحية نقل على إثرها إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة لتلقي العلاج.

وقالت زوجة الممثل حينها في تصريحات إعلامية، إن زوجها "يعاني من إرهاق شديد ولم يعد قادرا على الوقوف".

وفي نيسان/أفريل الجاري، قرّرت السلطات الجزائرية التكفل بالحالة الصحية للفنان بعد تدهور حالته الصحية، حيث أكد والي وهران التكفل بالحالة الصحية للفنان بصفة استعجالية، ونُقل "حزيم" من مستشفى عين تموشنت إلى المستشفى العسكري الجهوي الجامعي لوهران.

معاناة في صمت

في تصريحات إعلامية سابقة، قالت زوجة الفنان محمد حزيم إنها تحارب الوضع الصحي الصعب الذي يمر به زوجها بمفردها، وسط صمت غريب للقائمين على الثقافة في الجزائر.

وأكّدت أنّها "اضطررت لنقلِه من وهران إلى الجزائر العاصمة على متن سيارة أجرة، بعد أن استعصى عليها إيجاد سيارة إسعاف."

بدوره، صبّ حزيم حينها لومه على وزيرة الثقافة، التي قال إنها وعدته بزيارته غير أنها أخلفت ذلك الوعد، قائلا أنه "كنت بالقرب منها في العاصمة لكنها لم تمر على المستشفى للاطمئنان على وضعي، وخاصة التكفل بنقلي للعلاج في الخارج."

وأوضح حزيم، أنذاك، أن زوجته تواصلت مع الوزيرة التي أكدت لها أنه من غير المستطاع نقله لتلقي العلاج خارج الوطن والسبب راجع إلى اعتماده على جهاز تنظيم دقات القلب "بطارية القلب" حيث أن الوضع سيكون خطيرًا أكثر على حياته.

وذكر حزيم أنه كان في إمكانها أن توفر له السفر عبر البحر، ليضيف أنه قد عاد إلى وهران عبر الطائرة انطلاقًا من العاصمة دون أن يمنعه الأطباء من ذلك.

وكانت زوجة حزيم السيدة خالدية، قد كشفت في تصريحات إعلامية، منذ أيام، عن برمجة نقل الراحل إلى فرنسا يوم الخميس لتلقي العلاج.