20-يناير-2022

محمد الأمين قفاف (فيسبوك/الترا جزائر)

 

تشكّل وعي الفنّان الموسيقيّ محمّد أمين قفّاف المعروف بمامين؛ من مواليد برج بوعريريج عام 1994، داخل مناخ من العنف والخوف كان يسود عموم الجزائر، فكان محيطه يقاوم الوضع بالإقبال على الفنون منها الموسيقى. وهي الخلفية التّي جعلته، في سنّ الخامسة عشر، يقرّر أن ينتقل من مقام الهواية إلى مقام الاحتراف؛ بتكوين نفسه من خلال الدّراسة والاحتكاك.

محمد الأمين قفاف: كنت أدرس علوم التّسويق بروح فنّية، وأسوّق فنّي مستفيدًا من دراستي الجامعيّة، رغم أنّني لستُ مسكونًا بالشّهرة والأضواء؛ لأنّني ما أزال أبحث عن ذاتي موسيقيًّا

يقول مامين إنّه تجاوز الواقع المفتقر إلى فضاءات تلقّن الطّفل والشّابّ الجزائريّين أصول الموسيقى وتقنياتها، في مدينة الأغواط التّي استقرّ فيها؛ 400 كيلومتر إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، بالتّواصل مع فنّانين جزائريّين وأجانب، من خلال مواقع التّواصل الاجتماعيّ، ومن خلال التّظاهرات والورشات الموسيقيّة؛ "فزاد إيماني بنفسي وبخياري الموسيقيّ الذّي كنت أغذّيه بالاهتمام والاجتهاد نفسيهما اللذين أغذّي بهما خياري الدّراسيّ الذي تُوِّج بشهادة ماستر في التّسويق؛ فلم أكن أجد فرقًا بينهما، إذ كنت أدرس علوم التّسويق بروح فنّية، وأسوّق فنّي مستفيدًا من دراستي الجامعيّة، رغم أنّني لستُ مسكونًا بالشّهرة والأضواء؛ لأنّني ما أزال أبحث عن ذاتي موسيقيًّا". 

شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار

جرّب محدّث "الترا جزائر" الموسيقى الكلاسيكيّة والشّعبيّة والأندلسيّة والقناوي والتّيندي والجاز، قبل أن يختصّ في الفلامينكو الذّي يقول إنّه يستوعب حنجرته وأنامله، إذ يعزف على عدّة آلات منها القيثار، "إنّه فنّ حرّ ومفتوح ومنسجم مع سعيي إلى التّحرّر والانفتاح، فأنا لا أغنّي أو أعزف لأسلّي نفسي أو غيري، بل لأعبّر عن وجودي الذّي يحاول أكثرُ من طرف أن يلغيه، في مجتمع بات الإلغاء فيه ثقافةً وسياسةً عامّتين". 

وعن مفارقةِ تبنّي خيار الفلامينكو ذي الرّوح والأصول الإسبانيّة، في بيئة محسوبة على الصّحراء الجزائريّة، يقول محمّد أمين قفّاف إنّ خياره كان سيبدو مفارقةً في سياقلت سابقة، "أمّا اليوم فإنّ العالم بات مفتوحًا على أطرافه، من خلال وسائط التّواصل الجديدة. أنا ابن اليوتيوب وما شابهه من مواقع أكثر من كوني ابنَ جغرافيا معيّنة. ففي مدينة الأغواط التّي تعدّ بوّابة الصّحراء وفي المدن التّي تقع في العمق الصّحراويّ شباب يمارسون فنونًا قادمة من بيئات أخرى. ثمّ إنّني ابن الثّقافة الجزائريّة التّي يعدّ البعد المتوسطيّ واحدًا من أعمق أبعادها". 

اكتشف الجمهور ومحترفو الفنّ صوت وعزف مامين، من خلال حفلات احتضنتها قاعات دور الثّقافة والجامعات؛ ثمّ من خلال المهرجانات الفنّيّة، منها مهرجان وهران للموسيقى العصريّة الذّي توّج فيه بالمرتبة الأولى عام 2018 والثّانية أواخر عام 2021، رفقة فرقة "نوستالجيريا" التّي تأسّست قبل خمس سنوات في مدينة الأغواط، وتضمّ نخبةً من الشّباب العازفين، منهم بلال التّهامي وصلاح الدّين بن بهّاز وأحمد زروال وأبو بكر ميلودي. بعضهم كان ضمن فرقة أصدرت ألبومًا مع مغنّية هولندية قامت بتنشيط حفلات في الجهات الأربع للجزائر، مرفوقةً بالإذاعة والتّلفزيون. 

يخطّط مامين لإصدار ألبوم خاصّ به رغم جملة الإكراهات المتعلّقة بالإنتاج الفنّي في الآونة الأخيرة

ويخطّط مامين لإصدار ألبوم خاصّ به، رغم جملة الإكراهات المتعلّقة بالإنتاج الفنّي في الآونة الأخيرة؛ "فقد تجاوزت مرحلة اكتشاف الذّات وتكوينها؛ وآن لي أن أدخل مرحلة إثباتها من خلال الإنتاج المدروس".

 

اقرأ/ي أيضًا:

السينما الجزائرية.. أفلامٌ في العراء

حوار| الناقد محمد عبيدو: السينما الفلسطينية انتماء نضالي وإنساني أولًا