فريق التحرير - الترا جزائر
"أسبوع النبيّ" من بين التظاهرات التي تحتضنها سنوياً الواحة الحمراء بمدينة تيميمون جنوب البلاد، وتستقطب الآلاف من الزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن، انطلاقا من زاوية سيد الحاج بلقاسم.
تنظم هذه التظاهرة الدينية التي نظمت بالواحة الحمراء، أمسية الأحد، في إطار الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في المنطقة كل سنة؛ وتحمل أبعادا روحية و اجتماعية و ثقافية واقتصادية أيضاً، وقال مدير قطاع الثقافة والفنون محمد زازة، لوكالة الأنباء الجزائرية، بأن التظاهرة أقيمت إلى جانب الاحتفالات معارض لبيع السلع و المنتوجات وصالونات للصناعات التقليدية، فضلا عن سهرات فنية موسيقية وفلكلورية في تراث الأهليل، والقارقابو والبارود .
فعالية سنوية
وتعتبر هذه الفعالية التراثية، من بين الفعاليات الكبرى التي تحتضنها تيميمون وتعدّ لها مختلف الظروف لاستقبال الضيوف من كل مكان.
وبخصوص ذلك، أوضح رئيس المجلس الشعبي لبلدية تيميمون طلحاوي مصطفى، أنّ اللجنة الولائية المشكّلة من عدة قطاعات لتنظيم هذه الفعالية الدينية التي تقام كل سنة، سهرت على توفير جميع الظروف لاستقبال الضيوف من مراكز إقامة وفضاءات لتنظيم فعاليات التظاهرة الدينية والثقافية.
وتتميّز المنطقة بجمالها خاصة على مستوى الواحة الحمراء التي تجذب الحضور ويلتقي فيها المنشطون لهذه الفعالية، إذ تجمع بين تراث وعادات وتقاليد راسخة لدى سكان المنطقة.
ويعود تاريخ تأسيس احتفال ''أسبوع النبي" إلى القرن الـعاشر للهجرة، حينما قام سيد الحاج بلقاسم بعقد لقاء حضره أولياء صالحون في زمانه، حيث تم الاتفاق على تأسيس احتفالية سبعة أيام بعد مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أي بعد يوم 12 ربيع الأول.
ووفقا للباحث الفاطمي محمد أستاذ التاريخ بجامعة أدرار، فإنّ هذه التظاهرة تعني "الاحتفال كل سنة بقراءة القرآن الكريم، وإنشاد القصائد والمدائح الدينية ودراسة الشمائل المحمدية".
في هذا المكان الهادئ، تلتقي فِرق وجماعات من كلّ منطقة من إقليم "قورارة" كما قال الحاج أحمد أويدا شيخ زاوية سيد الحاج بلقاسم، في تصريحات صحفية، وهم يحملون رايات ترمز إلى أحد الأولياء الصالحين من مؤسسي هذه التظاهرة مع شيخ زاوية سيد الحاج بلقاسم.
كما "تحمِل المناسبة أبعاداً اجتماعية باعتبارها تُشكّل فرصة لغرس القيم النبيلة في النّفوس من خلال إبراز السيرة النبوية المطهرة".
فرصة للتصالح
من جهته قال الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع، بوفارس عبد الرحمن، بأن هذه التظاهرة تستهدِف "توطيد أواصر التضامن والتآزر وصلة الرحم، ولم الشمل وإصلاح ذات البين".
وبخصوص الاحتفالات بأسبوع النبي من خلال الكتابات التاريخية؛ فهي "تنطلق من رحلة مجموعة من المحتفلين من منطقة ''تبلكوزة '' بشمال ولاية تيميمون، وفرقة أخرى من أولاد عيسى، وأخرى من منطقة تسمى ''أجدير''، ومجموعة من منطقة ''الواجدة''، حيث تمر تلك الفرق عبر عدة محطات وصولا إلى تجمع بمنطقة ''أولاد سعيد''.
وبعد ذلك، تلتقي تلك الفرق رافعة رايات مختلفة الألوان والكتابات، وتجتمع بمنطقة ''ماسين'' يوما قبل موعد ''أسبوع النبي'' قبل أن يلتقي الجميع مرة أخرى في اليوم الأخير في مكان يسمى ''الحفرة ''، حيث تتمّ فيه حلقات تلاوة القرآن العظيم المعروفة بـ "السلكة ''، والتضرع جماعيا إلى المولى عز وجل لما فيه خير العباد والبلاد.