20-أغسطس-2022
حرائق الغابات

(الصورة: Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر

كشف المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف، أن النيران المندلعة بعديد الولايات، منذ أقلّ من شهر، أتت على 5345 هكتارًا من الغطاء النباتي، مؤكّدًا السيطرة كليًا على 73 حريق في اليومين الأخيرين.

المدير العام للحماية المدنية: أخمدنا 73 حريق غابي عبر 15 ولاية وتبقى 11 حريقًا لا تشكل خطرًا على السكان

وأوضح بوغلاف، لدى نزوله ضيفًا على التلفزيون الجزائري، أمس الجمعة، أنّ "حرائق الغابات المُسجّلة منذ الفاتح حزيران/جوان إلى غاية 18 آب/أوت الجاري، دون احتساب الخسائر الأخيرة، لأنها قيد الإحصاء، خلّفت خسائر كبيرة بـ 5345 هكتار من الغطاء النباتي."

وتابع: "سجلنا 1248 حريق غابي أدى إلى اتلاف 5345 هكتار من النبات الغابي، منها 1338 هكتار غابات،و2017 هكتار أحراش، و1990 هكتار من الأدغال،  و1574 هكتار من المحاصيل الزراعية."

وفي حديثه عن الحرائق الغابية، التي شهدته ولايات شرق الوطن، قال المدير العام للحماية المدنية، إنّ "الولايات الشرقية مرّت بظروف استثنائية جراء الحرائق الأخيرة التي مستها"، لافتًا إلى أنّ "الحرائق بها اندلعت في ظروف مناخية استثنائية، خاصة وأن الرياح التي صاحبتها فاقت سرعتها الـ90 كلم/سا وكانت تغير وجهتها في كل مرة، وأيضًا درجات الحرارة التي تجاوزت الـ45 درجة."

وأكّد أن مصالح الحماية المدنية، وفي تدخّلها بولاية الطارف، أجلت كعملية أولية استعجالية أزيد من ألف عائلة من مساكنها بعد أن امتدت إليها ألسنة النيران، مشيرًا إلى "وبعدها باشرنا عمليات الإخماد، التي كانت صعبة جدًا، بسب الظروف المناخية التي ذكرتها."

وأردف: "اليوم نستطيع القول أن الوضعية مطمئنة، حيث تحكّمنا في معظم الحرائق وفي كل الولايات. كانت لدينا 73 حريق عبر 15 ولاية، أُخمدت جميعها، ولم يبق إلّا 11 حريقًا نتعامل معها حاليًا بوضع كامل الإمكانيات، وهذه البؤر لا تشكل خطر كبير على السكان."

بدوره، عاد المدير العام لمحافظة الغابات، جمال طواهرية، إلى المخطط الاستشرافي، الذي فعّلته وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، شهر أيار/ماي الماضي عكس السنوات الفارطة، أين كان يُعتمد شهر حزيران/جوان من كل سنة.

وأكّد أنّ محافظة الغابات، وضعت لمواجهة حرائق الغابات لهذه السنة، مخطط استباقي أقحم فيه المجتمع المدني، من خلال التكوين والتحسيس بالعمل الجواري، وتحسين التدخل الأولي، لأنه بمجرد الإعلان عن الحرائق يكون هذا التدخل أساسيًا في تمكيننا من الإخماد في المراحل الأولى، وفقه.

كما ذكّر بتنصيب 401 برج مراقبة، مكونة من 905 عنصر حراجي، مهمتهم، حسب طواهرية، منح المعلومات في وقتها للقيام بالتدخلات السريعة، عبر 1070 فرقة متنقلة متكونة من 3061 عون حراجي.

وفي حديثه، عن الظروف المناخية والتضاريس التي تصعّب من عمليات الإخماد، أشار المسؤول الغابي، إلى أنّ "الجزائر وعلى غرار كل غابات البحر المتوسط، أغلبية غطائها الغابي من صنف الصنوبريات، المعروفة بالتهابها السريع"، مشيرًا إلى أن "هذه الأشجار تتمركز في أمكنة وتضاريس جبلية صعبة تعيق عمليات إطفاء الفرق المشتركة."

وارتفعت حصيلة ضحايا الحرائق (رسمية) إلى 37 قتيلًا، وإصابة 183 آخرين، حيث سجلت ولاية الطارف  وفاة 30 شخصًا جراء الحرائق، بينما سجلت ولاية سوق أهراس 5 وفيات وشهدت ولاية سطيف وفاة شخصين متأثرين بحروق بليغة.

وفتحت وزارة العدل تحقيقًا لتحديد ما إذا كانت بعض الحرائق التي اندلعت "مفتعلة".

وأمس الخميس، أودع قاضي تحقيق محكمة سوق أهراس، أين لقيت أسرة بأكملها مصرعها في النيران، شخصًا (29 سنة)، الحبس المؤقت، بعد توقيفه من قِبل مصالح الأمن بتهمة إضرام النيران داخل الغابة المحاذية لحي 400 مسكن بولاية سوق أهراس.

كما أوقفت قوات الدرك ثلاثة رجال بالقرب من الطارف (ببلدية بحيرة الطيور)، بتهمة إضرام النيران في محاصيل زراعية عمدًا، مع إحالتهم على المصالح القضائية لمتابعتهم.