11-مايو-2019

استمر المتظاهرون في التأكيد على مطالبهم خلال مسيرات الجمعة 12 (EPA)

لم تمنع الأجواء الرمضانية الجزائريين من ممارسة ما اعتادوه منذ 22 شباط/فبراير الماضي، ففي الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، 10 أيار/مايو 2019، بدأ الناس في غزو الشوارع والساحات العامة، استعدادًا لانطلاق مسيرات الجمعة الـ12 للحراك الشعبي.

استغلت مجموعات مستقلة الحياة التي تعرفها مدن الجزائر ليلًا في رمضان دون سواه من الشهور، لإطلاق مبادرات ليلية تثري الحراك

حراكٌ لا يتوقف

كان من المتوقع بالنسبة للكثيرين أن يزداد زخم الحراك خلال شهر رمضان، خاصة في المساء، حيث تحيا مدن الجزائر ليلًا في رمضان دونًا عن سواه من شهور السنة، لذا استغلت مجموعات مستقلة ذلك الأمر، لإطلاق مبادرات في هذا السياق.

اقرأ/ي أيضًا: أول رمضان دون بوتفليقة.. من فخامة الرئيس إلى فخامة الشعب

في قرية التل الأحمر، بولاية البويرة جنوبي شرق العاصمة، أطلق مجموعة من الشباب مبادرة تختص بتنظيم نقاشات عامة في المقاهي والساحات ليلًا، وتدعو إليها وجوهًا سياسية معروفة، لتثري النقاش حول أبرز ما يطرح حاليًا في المظاهرات، ولتدارس آخر تطورات الوضع في الجزائر، وكذا لضمان استمرارية الوعي الذي أحيته مسيرات الحراك، خاصة أن بعض الأطراف كانت تأمل أن تساهم أجواء رمضان في إخماد نار المطالبة برحيل بقايا العصابة، وفقًا لما هو سائد بين نشطاء الحراك.

الجمعة 12 من الحراك الشعبي

ويرى فرساوي عبدالوهاب، رئيس الجمعية الوطنية "تجمع الشباب الجزائري"، والمعروفة اختصارا بـ"راج"، أن "فتيل الاحتجاجات والمطالبة بتغيير فعلي لن يخمد بحجة أننا في رمضان، بل سيأخذ أشكالًا أخرى: كتنظيم إفطار جماعي يليه نقاش في مختلف المدن والأحياء وكذا تنظيم مظاهرات ليلية".

وأضاف عبدالوهاب لـ"الترا جزائر": "سنشهد دون شك مظاهرات ليلة خلال هذا الشهر، تماشيًا ومواكبة لمختلف التغيرات والأحداث. الجزائريون سيحتلون الساحات العامة بشكل حضاري ويحولونها إلى فضاءات للحوار والنقاش البنّاء والهادئ".

"التيفو".. تقليد يأخذ مكانه في الجمعة الـ12

اعتاد الجزائريون على رؤية مشجعلي أندية كرة القدم في الملاعب وهم يرفعون رسومات ضخمة، ترفع قبل بداية المباريات، كوسيلة لتشجيع الفريق، وأحيانًا كثيرة لتمرير رسائل بعضها سياسي واجتماعي.

خرجت ثقافة "التيفو" هذه من ملاعب الساحرة المستديرة، لتأخذ مكانًا لها ضمن مسيرات الحراك الشعبي في مختلف ولايات البلاد، فقبل أسابيع كانت تلك الممارسة حكرًا على بعض المدن، لكنها فرضت نفسها في الجمعة الـ12 كمعطى رئيسي لتمرير الرسائل السياسة بطريقة واضحة.

الجمعة 12 من الحراك الشعبي

يقول مصطفى، أحد المشاركين في رسم تيفو عملاق رُفعَ في مدينة البويرة الأسبوع الماضي: "لقد أُعجبنا بفكرة رفع تيفو مشترك يلخص أغلب المطالب الشعبية، وقمنا بطرح الفكرة عبر أحد صفحات فيسبوك المعروفة في المدينة، حيث طلبنا من المتابعين أن يشاركونا الأفكار التي يودون أن نكتبها على التيفو، واتفقنا على رسالة معينة وأفكار بعينها، وساهم أكثر من 10 رسّامين في إنجاز التيفو فيما بلغ عدد المساهمين فيه أكثر من 100 شخص".

وتناقلت وسائل إعلام ونشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي صورا لـ"تيفوهات" رُفعت في كل من العاصمة وبرج بوعريريج وتيارت وسيدي بلعباس ومدن أخرى.

عاصمة الحراك تفطر الصائمين

منذ الأسبوع الأول للحراك الشعبي فرضت مدينة برج بوعريريج نفسها كعاصمة للحراك الشعبي، منتزعة في كثير من الأحيان، الريادة من الجزائر العاصمة، في أعداد المتظاهرين، ما جعلها قبلة للراغبين في المشاركة في مسيراتها، حتى من خارج المدينة.

مائدة إفطار في برج بوعريريج

 وعند مفترق طرق الجبّاس بالمدينة، ثمة بناية غير مكتملة، يحتلها المتظاهرون كل يوم جمعة، ويعلقون عليها لافتة عملاقة برسومات رمزية، حتى عرفت البناية بـ"قصر الشعب".

فرضت مدينة برج بوعريريج نفسها عاصمة للحراك الشعبي، منتزعة أحيانًا كثيرة، الريادة من الجزائر العاصمة في أعداد المتظاهرين

وهناك، وفي أول جمعة للحراك الشعبي في رمضان، حضّر سكان مدينة برج بوعريريج مائدة إفطار ضخمة لفائدة الصائمين والمتظاهرين القادمين من مدن أخرى، كمشاركة مغايرة في فعاليات الحرك الشعبي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تداعيات الحراك الشعبي.. حلقات للنقاش الدستوري في الفضاء العام

ترجمة الغضب على رؤوس السياسيين.. محاكمات شعبية أم عنف يهدد سلمية الحراك؟