تُعتبر الحمضيات مثل البرتقال والليمون، من المصادر الغنية بفيتامين سي الذي يعد من العناصر الأساسية للحفاظ على صحة الجسم، خاصة في فترات انتشار الأمراض التنفسية والفيروسية خلال فصل الشتاء.
الحمضيات ركيزة أساسية في النظام الغذائي الصحي المتوسطي الذي يتبعه الجزائريون
في الجزائر، كما في العديد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط، تُعد الحمضيات جزءًا لا يتجزأ من النّظام الغذائي اليومي، نظرًا لفوائدها الصحية العديدة.
ومع التطور العلمي، ظهرت مكملات غذائية تحتوي على تركيزات عالية من فيتامين سي، والتي أصبحت متوفرة في الصيدليات الجزائرية بأسعار متنوعة، مما جعلها خيارًا للعديد من الأشخاص الذين يسعون لتعزيز مناعتهم وصحتهم بسرعة وفعالية ومواجهة الأمراض.
يشير الإنتاج الوفير للحمضيات في الجزائر إلى وجود سوق محلي كبير لهذه الفاكهة اللذيذة والغنية بالفيتامينات والمعادن. كما أنّها ترسّخت كعادة استهلاكية عبر الأجيال، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها الطعم اللّذيذ للحمضيات، وقيمتها الغذائية العالية، وتوفرها بأسعار معقولة على مدار العام. ورغم التركيز المتزايد على التصنيع والتصدير، إلا أن الطلب المحلي على الحمضيات الطازجة لا يزال قوياً، حيث يتناولها المستهلك الجزائري في حالتها الطبيعية للاستفادة من نكهتها الطازجة وقيمتها الغذائية الكاملة، ويستعملها أيضاً في صناعة العصائر والمربيات والحلويات، مما يزيد من تنوع المنتجات المستمدة منها.
حلول طبيعية في مواجهة الأمراض
تُعتبر الحمضيات ركيزة أساسية في النظام الغذائي الصحي المتوسطي الذي يتبعه الجزائريون، فهي أكثر من مجرد مصدر غني بفيتامين سي وتخبئ كنوزًا غذائية لا حصر لها، حيث تزخر بمضادات الأكسدة القوية التي تعمل كدرع يحمي خلايا الجسم من التلف الناتج عن الجذور الحرة، مما يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب، وكما أن الألياف الغذائية الموجودة بكثرة في الحمضيات تعزز صحة الجهاز الهضمي وتساعد على الشعور بالشبع، مما يجعلها حليفًا مثاليًا في رحلة إنقاص الوزن والحفاظ على الوزن المثالي. ونشمل أيضًا مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية لصحة الجسم، مثل فيتامين أ وفيتامين إي والبوتاسيوم والكالسيوم.
والجدير بالذكر أنّ قيمة الحمضيات الغذائية تتأثر بعدة عوامل، منها نوع الحمضيات ومرحلة النضج وطريقة التخزين، حيث تحتوي الحمضيات الطازجة والموسمية على أعلى تركيز من العناصر الغذائية.
وعلى الرّغم من أنّ المكملات الغذائية التي تحتوي على "فيتامين سي" تُوفِّر جرعة مكثّفة من هذا الفيتامين، إلاّ أنّ الاستهلاك المنتظم للحمضيات الطازجة يوفر مجموعة أوسع من الفوائد الصحية بفضل مزيجها الفريد من العناصر الغذائية.
الحمضيات في المطبخ الجزائري.. تعزيز المناعة
يستمتع الجزائريون بالحمضيات بطرق متنوعة، فهي جزء أساسي من ثقافتهم الغذائية، إذ تُستهلك طازجة أو تُستخدم في تحضير العصائر، سواء باردة في الصيف أو دافئة مع التوابل في الشتاء. كما تدخل قشور الحمضيات في مختلف أنواع المُربّى المربيات والمعجنات، وتُستخدم أيضًا في تحضير التتبيلات والصلصات، مما يعزز من قيمتها الغذائية ونكهتها.
وفي بعض المناطق، يتمّ تحضير مشروبات ساخنة من قشور الحمضيات مع إضافة بعض الأعشاب والتوابل، مما يمنحها خصائص علاجية إضافية.
في تصريح لـ "الترا جزائر" مع "الصيدلانية إ،ع"، تعمل في إحدى الصيدليات في ولاية سطيف شرق العاصمة، قالت إنّ المُكمّل الغذائي لـ" الفيتامين سي" يشهد إقبالاً واسعاً خاصة بعد انتشار جائحة كورونا، حيث زاد الطلب عليه بشكل ملحوظ من قبل شرائح عمرية مختلفة، لا سيما الشباب والكبار، وخاصة النساء.
ويرجع ذلك إلى الفكرة السائدة بأنّ هذا الفيتامين يُعتبر سلاحاً فعالاً في تخفيف أعراض الفيروس، مثل التعب والإرهاق، بسبب تأثيره السريع الذي يعتقد البعض أنه أسرع من العلاجات التقليدية.
وأكدت الدكتورة أن هذا المكمّل الذي يحتوي أساسا على حمض الأسكوربيك له أهمية كبرى في تعزيز جهاز المناعة ومساعدته على مكافحة العدوى.
كما أنّه يعمل كمضاد للأكسدة، مما يساعد على حماية الخلايا من التلف، ومن الشائع أن فيتامين سي يُسبّب الأرق، إلاّ أنّ الدراسات العلمية لم تُثبت وجود علاقة مباشرة بينهما.
محاذير
ومع ذلك، يُنصح بتفادي تناول المُكمِّلات الغنية بالفيتامين سي قبل الذهاب إلى النوم، وذلك لأنّه يؤثّر على بعض الأشخاص ويسبّب لهم الأرق، وكما يُنصح بتناول الجرعة اليومية الموصى بها في الصباح أو في وقت الظهيرة، ضمن إطار استهلاك متوازن ومترافق مع نظام غذائي صحي ومتكامل.
وبخصوص الجرعة المناسبة من فيتامين سي، فإنّها تختلف من شخص لآخر-حسب المختصّة – إذ تعتمد على عدة عوامل؛ مثل العمر والجنس والحالة الصحية.
بشكل عام، توصي معظم المصادر الطبية بـ 100 ملليغرام يومياً، والتي يمكن الحصول عليها من خلال الغذاء.
ومع ذلك، قد يحتاج بعض الأشخاص إلى جرعات أعلى في حالات معينة، مثل المرض أو الحمل أو الرضاعة. يجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة لكل فرد.
وعن الإفراط في تناول فيتامين سي، قالت الدكتورة أنّ آثاره الجانبية خطيرة، مثل اضطراب المعدة والإسهال والغثيان. كما أنه قد يتداخل مع بعض الأدوية، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي لمرضى السرطان، ويجب توخي الحذر وعدم تناول مكملات فيتامين سي دون استشارة الطبيب أو الصيدلاني.
واللافت أنّ المكمّلات الغذائية لا تحلّ محلّ الغذاء الصحي المتوازن: الفواكه والخضروات المصدر الأفضل للفيتامينات والمعادن كمصدر للحصول على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، ولهذا السبب يُنصح بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة للحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة.
دراسة: 44.9% من الجامعيين يستهلكون المكمّلات الغذائية
أظهرت دراسة أجريت في جامعة تبسة (شرق)، حول استهلاك المكملات الغذائية بين الشباب، شملت عينة ثوامها 410 طلاب، أنّ نسبة استخدام المكملات الغذائية في الوسط الجامعي الجزائري تبلغ 44.9 بالمائة.
وتوصّلت الدراسة إلى أن معدل انتشار استخدام المكملات الغذائية في الوسط الجامعي الجزائري هو 44.9 بالمائة، منهم 52.9 بالمائة يستهلكونها من مرة إلى مرتين يوميًا. من بين هؤلاء، يستهلك 52.9 بالمائة المكمّلات من مرة إلى مرتين يوميًا.
وكانت الفيتامينات، بما في ذلك الفيتامينات المتعددة وفيتامين سي وفيتامين دال، هي الأكثر استخدامًا بنسبة 57 بالمائة.