13-مارس-2018

تقديم سهيلة بن لشهب لبرنامج "ألحان وشباب" أثار استياء الجزائريين (مواقع التواصل الاجتماعي)

حين أطلق التّلفزيون الجزائري برنامج "ألحان وشباب" مطلع ثمانينات القرن العشرين، كانت حاجة المواهب الشابّة إليه ملحّة، لتفتكّ فرصتها في الشّهرة والتألّق. وهذا ما فعله العشرات، الذين أصبحوا نجومًا عالمية مثل الشّاب خالد والشّاب مامي. وظلّت هذه الحاجة لهذا البرنامج قائمةً حتى اليوم، بالنّظر إلى خلوّ المشهد الفنّي الجزائري من شركات إنتاج تسهر على صناعة النّجوم.

خلال الثمانينات بالجزائر، كان برنامج "ألحان وشباب" محطة صعود هامة لعشرات الفنانين الذين أصبحوا نجومًا عالميين مثل الشاب خالد

 دفعت سنوات العنف والإرهاب خلال تسعينات القرن العشرين بالبرنامج إلى التوقّف، لأنه يركّز على الانتقاء الميداني للأصوات الغنائية، من خلال التّصفيات الأوّلية في الجهات الأربع للبلاد، لذلك كان شعاره عام 2007 "عودة المدرسة"، منسجمًا مع تعطّش الجيل الجديد من المولعين بالغناء والرّاغبين في أن يكونوا نجومًا فيه.

اقرأ/ي أيضًا: إبراهيم حدرباش.. حنجرة جزائرية تبحث عن سمائها

لم يغب البرنامج بعد عودته إلا ثلاثة مواسم، لأسباب تعلّقت إمّا بالجانب المالي أو بتغيير مدير التّلفزيون وما يتبعه من تغيير لشركة الإنتاج الخاصّة. واستطاع في طبعاته السّبع السّابقة، أن يزوّد المشهد الفنّي الجزائري بأصوات نسائية ورجالية أنعشت الأغنية الجزائرية بكلّ ألوانها.

ولم يسلم في كلّ دورة من انتقادات الإعلاميين وروّاد موقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك، من غير نفي أهمّيته، التي يأتي في مقدّمة تجلّياتها كونه كسر حقيقة أن علب اللّيل والمواخير ظلّت، على مدار سنوات طويلة، هي من يزوّد الأغنية الجزائرية بالأصوات الجديدة، بعيدًا عن المعايير الفنّية.

واتجهت معظم تلك الانتقادات إلى مقدّمة البرنامج، من زاوية طريقة كلامها ولباسها وهشاشة لغتها العربية وضعف تعاطيها مع ما يقتضيه البثّ المباشر في قاعة كبيرة أمام الآلاف من الحاضرين. خاصّة بعد أن آل التّقديم إلى منال غربي إحدى خرّيجات البرنامج عام 2007.

دفع توالي الانتقاد الذي طال منال غربي المشرفين على البرنامج، إلى تغييرها بخرّيجة الدورة الثّالثة سهيلة بن لشهب، التي كان البرنامج منصّة انطلاق نجوميتها وطنيًا وعربيًا، حيث باتت تحظى، بفضل صوتها الدّافئ وقدرتها على أداء مختلف الألوان الغنائية الجزائرية والعربية، بمتابعة الآلاف في مواقع التّواصل الاجتماعي.

غير أنّ الصّوت الدّافئ لسهيلة بن لشهب في الغناء، تحوّل إلى نقمة عليها في التّقديم التّلفزيوني، مباشرةً بعد ظهورها في العدد الأوّل من التّصفيات النّهائية لبرنامج "ألحان وشباب" مطلع أذار/مارس الجاري، إذ كان مليئًا بالنّشار والارتباك والتسرّع والنّبرة الطفولية، التي لا تنسجم مع طبيعة برنامج فنّي يُعدّ الأقدم زمنيًا والأكثر جماهيريًا في الجزائر.

موقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك، الذي كان بالأمس حاضنةً جماهيريةً وإعلاميةً لصوت سهيلة بن لشهب المغنّية، بات حاضنةً لإبداء التقزّز والسّخرية من صوتها بصفتها مقدّمةً تلفزيونية. بل إن قطاعًا واسعًا من الإعلاميين والفنّانين والكتّاب اعتبروا اختيارها لتقديم أقدم وأشهر برنامج فنّي جزائري، في ظلّ وجود بدائلَ حقيقيةٍ لها، تشجيعًا للرّداءة وتهميشًا للمواهب الحقيقية.

تقول الصّحفية صبرينة كركوبة لـ"الترا صوت"، إن الجزائر ثرية بالمواهب الرجالية والنسائية في تقديم مثل هذه البرامج، "وكان على إدارة التلفزيون أن تراعي جملة من المعطيات منها أن البرنامج يستقطب جمهورًا واسعًا، ومن حقّه أن يستمتع بتقديم محترف، وأنه من التناقض أن تنجز برنامجًا لتشجيع المواهب في الغناء، في مقابل ظهور صارخ لتهميش المواهب في التّقديم". وتسأل: "لماذا كلّما بعثنا مشروعًا مؤهّلًا لأن يكون متكاملًا زرعنا فيه شوكة تحرمه من مزيّة التّكامل؟".

 من جهته، كتب الناشط أنور رحماني تدوينة على صفحته بفيسبوك، أشار فيها إلى أن حضور سهيلة بن لشهب كان لافتًا ومتألّقًا كمغنية وممثلة، أمّا كمقدّمة برامج، فهي بعيدة جدًّا عن المستوى المطلوب، قائلًا: "كان عليها أن تقوم بتمرينات صوت وخطابة قبل المخاطرة بتقديم برنامج". ليؤكد في النهاية على "فشلها" في تقديم البرنامج.

 

 

 

وكتب الإعلامي والجامعي أسامة إفراح، ساخرًا، أنه من "تجلّيات الإعجاز العلمي" أن تجمع مقدمة "ألحان وشباب" بين جسد سهيلة بن لشهب وصوت أحلام مستغانمي، بالنظر إلى تشابه بحّتيهما، وفصاحة علي بن شيخ، في إشارة منه إلى مزج اللاعب الجزائري السابق في لغته بين الفصحى والفرنسية واللّهجة الجزائرية. فيما تساءل النّاشط محمد كريم بوراس: "سهيلة بن لشهب، ألم يكن من الأفضل لك لو بقيت في مجال الغناء؟".

أبدى الجمهوري الجزائري انزعاجه من تقديم المغنية الجزائرية سهيلة بن لشهب لبرنامج "ألحان وشباب" والذي كان مليئًا بالنشاز والارتباك

 وفي حديث لـ"ألترا صوت"، قال مصدر من داخل التّلفزيون الجزائري رفض الكشف عن هوّيته، إنه لا نيّة لدى مؤسّسته في "تشجيع الرّداءة وتهميش الكفاءة"، باختيار سهيلة بن لشهب لتقديم برنامج "ألحان وشباب"، موضحًا: "كلّ ما هنالك أننا أردنا أن يكون مقدّم البرنامج من خرّيجيه حتى يكون ملمًّا بمناخاته وظروف وطرق عمله، هادفين إلى الاستفادة من خبرة سهيلة بن لشهب في هذا الباب".

 

اقرأ/ي أيضًا:

حمزة نمرة.. راوٍ يتجول بالأغاني

وسام محمودي.. تأنيث الوتر الخامس لزرياب