25-يونيو-2021

تسجّل سنويًّا 50 ألف حالة سرطان (فيسبوك/الترا جزائر)

فريق التحرير - الترا جزائر 

أطلقت جمعيّة فسيلة الإبداع الثّقافيّ في ولاية برج بوعريريج، 200 كيلومتر إلى الشّرق من الجزائر العاصمة مقهًى ثقافيًّا موجّهًا لمرضى السّرطان تشرف عليه النّاشطة زهرة عريبي التّي باتت تجربها في مكافحة السّرطان، على مدار سنوات، مثيرةً للانتباه والإعجاب.

تقوم المبادرة على توزيع الكتب على المصابين بالسّرطان من خلال إنشاء مكتبات صغيرة ومتجدّدة في مصالح السّرطان في المستشفيات

تقوم المبادرة على توزيع الكتب على المصابين بالسّرطان، من خلال إنشاء مكتبات صغيرة ومتجدّدة في مصالح السّرطان في المستشفيات، وبعث ورشات تكوينيّة في بعض الفنون، مثل كتابة المذكّرات واليوميات، والقيام برحلات سياحيّة تكون فيها مداخلات لمختصّين نفسانيّين قصد توفير المرافقة النّفسيّة للمرضى حتّى يكتسبوا أساليب المقاومة والتّحدّي؛ ذلك أنّ الدّراسات العلميّة أكّدت نجاعة المقاومة النّفسيّة للمرض، ولذويهم أيضًا حتّى يكتسبوا أساليب إنسانيّة في معاملة مرضاهم. بالإضافة إلى تنظيم جلسات يتطوّع فيها الفاعلون في حقول الفنّ والأدب والثّقافة بتوفير وجبات فنّيّة وأدبيّة وثقافيّة

تقول المشرفة على المبادرة زهرة عريبي، إنّ مريض السّرطان في الجزائر يُصاب بالمرض في خدّ ذاته بالموازاة مع إصابته بمرض الإهمال النّفسيّ؛ "حيث يُعامل من طرف محيطه العائليّ ومحيطه العامّ بصفته ميؤوسًا منه؛ فهو مجرّد كائن ينتظر الموت في أيّة لحظة، بما يُؤزّم نفسيته ويُفاقم أوجاعه. وهو أسلوب ينبغي أن نغيّره بتثقيف المجتمع في كيفيات التّعامل مع المصاب بهذا المرض الذّي بات شائعًا فيه". 

وتقول محدّثة "الترا جزائر" أيضًا، إنّه على الأفعال والبرامج الثّقافيّة أن تضيف إلى أبعادها المختلفة البعدَ الإنسانيَّ؛ "فما قيمة الثّقافة إذا لم تكن إنسانيّة؟ ثمّة شرائح معيّنة في بلادنا، مثل المرضى وذوي الاحتياجات الخاصّة، ليسوا مشمولين بالرّعاية الثّقافيّة والفنّية والفكريّة، لا من طرف المؤسّسات الوصيّة على الثّقافة ولا من طرف النّشطاء المستقلّين؛ رغم حاجتهم إلى ذلك من جهة، ورغم وجود طاقات إبداعيّة في وسطهم من جهة ثانية". تسأل: "لماذا لا نستفيد منهم ثقافيًّا وإبداعيًّا هم أيضًا؟". 

وتقترح زهرة عريبي على وزارات الصّحّة والثّقافة والتّضامن الوطنيّ والسّياحة وضع برنامج ثقافيّ مشترك يهدف إلى إخراج هذه الشّريحة من عزلتها النّفسيّة ووضعها داخل مناخات تسمح لها باستهلاك الفنون والآداب وإنتاجها في الوقت نفسه؛ "لماذا تتصرّف هذه الوزارات المعنيّة بهذا الواجب كأنّها جزر منفصلة ولا تنتمي إلى حكومة واحدة؟". 

إنّني انطلقت، تقول زهرة عريبي التّي حمل اسمَها هذا المقهى الثّقافيّ الذّي يُضاف إلى سلسلة المقاهي الثّقافيّة التّي أطلقتها جمعية فسيلة، من تجربتي الخاصّة في مقاومة السرطان حين أصبت به، حيث كنت أعاني من الفراغ الذّي يلي جلسات العلاج الكيمياويّ. لقد كانت حالتي النّفسيّة ستكون أفضل لو وجدت إلى جانبي الكاتب والنّفسانيّ والتّشكيليّ والفنّان. وهذا ما ستوفّره هذه المبادرة لمرضى السّرطان.

يُشار إلى أنّ وزارة الصّحّة والسّكّان وإصلاح المستشفيات كشفت مطلع العام الجاري عن كون الجزائر تسجّل سنويًّا 50 ألف حالة سرطان. أي بمعدّل 112 حالة إصابة من بين كلّ 100 ألف نسمة من السّكّان. ممّا يجعل مثل هذه المشاريع الثّقافيّة جديرة بالبعث والتّثمين والتّشجيع.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مقهى ثقافي جزائري في البراري.. تحرير الفنون من الجدران

دار "ضمّة" تحتفي بالكتابة والقراءة في "مقهى الرّاوي"