في خطوة تهدف لاجتذاب الشباب نحو مشروع منجم الحديد العملاق غارا جبيلات، افتتحت بولاية تندوف أشغال ملتقى وطني، بمشاركة أكثر من 150 شابًا وشابة وخبراء وأساتذة جامعيين من مختلف ولايات الجزائر.
الحدث يمثل فرصة للشباب لعقد لقاءات تشاورية وزيارات ميدانية لمنطقة غارا جبيلات
وجاء تنظيم هذا الملتقى الذي يحمل عنوان "غارا جبيلات محطة لتعزيز قدرات الشباب في التكوين والبحث العلمي"، بمبادرة من قبل المجلس الأعلى للشباب من خلال لجنة التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي، وبرعاية مجمع "سوناريم".
وسيستمر النقاش على مدار يومين بهدف تسليط الضوء على الآفاق الاقتصادية والاجتماعية التي يتيحها مشروع استغلال منجم غارا جبيلات، خصوصًا في مجالات التوظيف، المناولة، وإنشاء المؤسسات الصغيرة والناشئة.
وخلال الأشغال، أكد المشاركون على أهمية المشروع في دعم الاقتصاد الوطني وإتاحة الفرص للشباب، لا سيما من خلال تعزيز المهارات التقنية والمهنية وربطها بالاحتياجات الفعلية للمشروع.
وأوضح نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب، أنيس عيلول، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، أن الملتقى يأتي ضمن البرنامج الوطني للمجلس خلال سنتي 2024 و2025، ويهدف إلى تعزيز التكوين والبحث العلمي المرتبطين بالمشروع، فضلاً عن استكشاف الفرص الاستثمارية للشباب في قطاعات متعددة، منها المؤسسات الناشئة والصغيرة.
وشدد عيلول على أهمية توفير اليد العاملة المتخصصة التي يتطلبها المشروع، والتي تقدر بنحو 52% من إجمالي القوى العاملة.
من جانبه، ذكر رئيس لجنة التربية والتكوين والتعليم والبحث العلمي، سيف الدين راجعي، المشروع بأنه "نفس جديد للاقتصاد الوطني"، مشيرًا إلى ضرورة استغلاله من خلال وضع آليات مبتكرة للرقي بالمنطقة. كما دعا إلى فتح معاهد وجامعات تخصصية لتوفير الكفاءات المطلوبة لضمان نجاح هذا المشروع الضخم، الذي أصبح حقيقة بعد سنوات من التحديات.
وفي افتتاح الملتقى، أكد والي تندوف، مصطفى دحو، أنه سيتم برمجة زيارة استكشافية إلى قرية حاسي مونير، لإطلاع المشاركين على المؤهلات الاقتصادية والسياحية للمنطقة.
ومن المقرر أن تُختتم الفعاليات بعقد جلسة حوارية رفيعة المستوى لتبادل الرؤى والتوصيات التي سيتم تضمينها في البيان الختامي.
وفي هذه المرحلة الأولى (2022-2025) من الاستغلال، يتم استخراج 2 – 3 مليون طن من خام الحديد ونقله برًا -في انتظار إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين بشار و غار جبيلات- إلى بشار وشمالها من أجل تحويله وتثمينه من قبل متعاملين وطنيين أبدو رغبتهم في الاستثمار.
أما في المرحلة الثانية والتي سنتطلق عام 2026، والتي ستنطلق مباشرة بعد إنجاز خط السكة الحديدية، فسيتم استغلال المنجم بطاقة كبرى تسمح باستخراج 40 – 50 مليون طن سنويًا، وفق وزير الطاقة محمد عرقاب.