30-مايو-2022
فرقاطة جزائرية على طول سواحل وهران (تصوير: فايز نور الدين/أ.ف.ب)

فرقاطة جزائرية على طول سواحل وهران (تصوير: فايز نور الدين/أ.ف.ب)

أعلن المتحدث باسم البنتاغون عن مناورات بحرية مشتركة في سواحل تونس بمشاركة عدد من الدول الأفريقية بينها الجزائر ومصر وليبيا وموريتانيا والمغرب وإسبانيا وبلجيكا واليونان وإيطاليا ومالطا وبريطانيا، تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي، وتبادل الخبرات والتنسيق بين القوات البحرية والجوية حفاظًا على السلامة والأمن في البحر الأبيض المتوسط.

هل يؤشر  حضور الجزائر والمغرب في المناورات العسكرية على بوادر تطور إيجابي في العلاقات الثنائية؟

في السياق، كشف موقع "مينا ديفونس" المختصّ في الشأن الأمني والعسكري، أن المناورات التي تمتد من 23 أيار/ماي إلى غاية 04 يونيو التي تستضيفها السواحل التونسية، وتدخل في إطار المناورات العسكرية المتعددة الأطراف "فينيكس إكسبريس" في طبعتها الـ 14، وتعرف مشاركة 17 دولة وبالتعاون مع القيادة الأميركية في أفريقيا "أفر يكوم".

وتابع الموقع أن المناورات تستهدف تبادل المعلومات وتكوين الأفراد والقدرات العسكرية، إضافة إلى التصدي إلى الأعمال الإرهابية وتجارة المخدرات تهريب الأسلحة والهجرة غير النظامية، خاصّة مع توتر الأوضاع في منطقة الساحل الأفريقي.

يشار أن التدريبات العسكرية التي تنظمها الولايات المتحدة الأميركية "فينكس إكسبريس" هي واحدة من بين ثلاث مناورات بحرية إقليمية تنظمها في البحر الأبيض المتوسط، بالتنسيق مع الدول الحوض المتوسطي ضمن استراتيجية التعاون ومكافحة المخاطر والتهديدات الأمنية.

المشاركة الجزائرية

في سياق متصل، تشارك الجزائر في تمارين المناورات العسكرية المتعددة الأطراف منذ تأسيسه، لكن ميزة هذه الطبعة هي أن الجزائر ستكون حاضرة بجانب المغرب في المناورات العسكرية بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ العام الماضي، فهل يؤشر هذا الحضور الثنائي تقارب أو بوادر تطور إيجابي في العلاقات الثنائية؟

من جهتهم،يرى متتبعون لشأن العلاقات الجزائرية-المغربية أن التمارين العسكرية التي تجمع 14 دولة، من ضمنها الجزائر والمغرب لا تحمل أي طابع دبلوماسي أو تكتل سياسي، بقدر ما هو التزام البلدين في إطار القانون الدولي والإقليمي، ولكنها جاءت ضمن الإطار الأممي، المتعلق بمحاربة الجريمة الدولية المنظمة، والتصدي للهجرة السريةومكافحة الإرهاب وأشكاله المتعددة والمتنوعة.

إلى هنا، كانت الجزائر أمضت على اتفاقيات دولية، تضمنت استراتيجية مكافحة الإرهاب والانخراط في التصدي للجريمة المنظمة، وبادرت الجزائر إلى تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. 

مشاركة رمزية

وفي صدد الموضوع، يرى مراقبون أن مشاركة الجزائر في المناورات العسكرية "فينكس اكسبراس" 2022 تعتبر شكلية ورمزية، رغم أهميتها الاستراتيجية خاصة على سواحل الحوض المتوسطي، الذي يشهد تدفق حركة تنقل الأشخاص بصورة غير شرعية، ونشاط مكثف لتجارة المخدرات ومنطقة عبور لها.

ومن مؤشّرات المشاركة الرمزية، عدم وجود تغطية إعلامية من طرف الإعلام العمومي، الذي عادة ما يُكثف من التغطية التلفزيونية والإذاعية لكل نشاطات مرتبطة بالمؤسّسة العسكرية، ويَخصص حيزًا هامًا للمناورات العسكرية المحلية، حيث أن القوات العسكرية الجزائرية والجيش المغربي يشاركان في تكتلات إقليمية ودولية أخرى، وعلى سبيل الذكر لا الحصر في مجموعة (5+5)، حيث تحتفظ الجزائر والمغرب بمقعدين ضمن "مجموعة 5+5"، التي تضم خمس دول أوربية هي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال ومالطا، وخمسة دول مغاربية هي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا.

وتسعى المجموعة التي تأسست سنة 1990 بروما، إلى تكثيف التشاور والجهود بين البلدان الأعضاء وتعزيز التعاون الإقليمي والحوار السياسي، وتُشكل مجموعة (5+5 )تكتلًا إقليميًا، زاد من أهميتها في الفترة الأخيرة التحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة، والمتمثلة في الهجرة غير المنظمة، وتفاقم تجارة الممنوعات والتصدي للإرهاب والجريمة المنتظمة.

أفريكوم

من جهته، أفريكوم هو تكتل إقليمي عسكري تتعاون الجزائر معه بشكلٍ دوري، وأفريكوم تعني القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، وهي قوات عسكرية موحدة تعمل تحث إدارة وزارة الدفاع الأميركية، وتربطها علاقات عسكرية مع 53 دولة أفريقية عدا مصر، تأسست في تشرين الأوّل/أكتوبر سنة 2007.

ورغم التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، سبق أن رفضت الجزائر استضافة مقر العمليات القيادة الأفريكوم، وتولي القيادة الافريقية الامريكية أهمية كبيرة للجزائر في مجال التباحث وتبادل وجهات النظر.

وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد التقى في سبتمبر العام الماضي مع قائد أفريكوم ستيفان تاونساند، وناقش معه قضايا تتعلق بالأمن الإقليمي والتعاون وتوسعت المباحثات مع رئاسة الأركان الجيش الجزائري.

ويرى مختصّون أن أهداف القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أبعد من مجرد تكتل عسكري لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بل تحمل نوايا تتمثل في تقويض التواجد الصيني والروسي في المنطقة الأفريقية، إضافة إلى البحث من أجل السيطرة على مصادر الطاقة والبترول.

الجزائر تستعد لاستضافة مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل

دائمًا وفي إطار التعاون العسكري الإقليمي، تستعد الجزائر لاستضافة مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تقام على الحدود الشرقية الغربية، في إطار التدريب على مكافحة الإرهاب.