20-سبتمبر-2018

إيرينا لاسكين/ويلز

يتحرّك نملُ الرؤى داخلَ الجمجمةْ
يتحركُ ينساب عبر الخلايا 
صداعٌ يدبُّ..
أناملُ من حمم تعبث الآن بالعقلِ
ينتفض الهوسُ العبثيُّ نسورا عدائية الخفقاتِ..
بكفّيْنِ شبهَ الكلاليب تنزع رأسَكَ
تركلهُ.. كي تراكَ بلا عنقٍ ربما فرحٌ بارق الوجه يحتلّنا..
ربما تسريح بلا كرة فوق جسمكَ..
لكنه ظل ينمو فتنزعه..
ثم ينمو جديدًا كحشرجة العيشِ في روحكَ المُعتِمةْ..
*
..نملٌ يتناسل داخل رأسي، 
يوقظ وحش جنونٍ، 
*
أسير على الماء، أو أتقمّص دور نبيٍّ أقام كما قيل في فندق النار.. أركض ريحًا بلا وطنٍ.. أتحكّم بالشيء آمره يتشظى، أقاتل في الحلم غيلان ليلٍ، 
وأبحث عني لأسلخ وجهي وأصنع منه قناعًا لأبدوَ كالبشر العقلاءِ...
*
...لعلِّيَ أنسى دماغي الخرافيَّ في جيب غفلتهم عن عفاريت عينيَّ حين يعذبني النملُ.. أو أفتل الحبل من عصبي كي أنامَ قليلا كما القبر لا يدرك الوقتَ.. لا يحمل الوعي في علبة من عظام.. ولا ينبض الحسُّ فيه ..
فلا وجعٌ...
لا طريقْ...
*
ليتني كنتُ أغمدتُ في صدرك الطفلِ خنجرَ صمتٍ
دموعكَ تُغرق قلبي
وجودكَ في باطني قطعٌ من نحاسٍ
وطعمكُ في الريق مثل الصَّدأْ
ليتني كنتُ أطعمتُ لحمكَ للعاصفاتِ
لأنجوَ مني..
وأفلتَ يا جسدي منْ تعاويذ هذا الخطأْ..
*
..نملٌ..نملٌ..نملٌ..ما أقسى هذا الحفر الأبديَّ الأعمى..
ما أجمل لو أفرغتَ دمي وسرقتَ حياتي يا قلبي قبل هجوم النمل على مملكة الأعصابْ..
*
أعاني منكَ حين تجول عبري
تضجُّ..
أراكَ مثلَ الضوء تسري

لعلكَ لو غدوتَ غذاء قبرٍ
لما أبصرتُ في عينيكَ قبري
*
..من أين يأتي النمل؟ كيف تسلل إلى بيت الأعماق؟ 
كيف تسرّب من باب السهو؟ 
لماذا تركتني أقترف الوجودَ؟ 
لماذا خطتَ لي من العدم قلبا يأكله النملْ..
لماذا خلقتني...

 

اقرأ/ي أيضًا:

هكذا ولدا، من نَزْوة الضوء

تمتلكين القدرة على تغيير شكل الحدائق

دلالات: