23-أبريل-2023
جان لوك

(الصورة: eastlothiancourier)

من الحياة كطفل في الجزائر إلى سنوات دراسته في باريس، ثم إلى بريطانيا، لترسو سفينة حياته في السبعينيات من عمره، في شواطئ فيرث في الأراضي الإسكتلندية، هي محطّات اختار "جان لوك" أن يرويها بطريقته ليلخّص حياة شخص تقاذفته الأقدار، ولد في دفء شمس الجزائر، وأكمل حياته بعيدًا عنها في برد إسكتلندا.

كتاب جان لوك عاد فيه إلى طفولته في الجزائر فترة الثورة ضدّ المستعمر الفرنسي

"إلى هذا الشاطئ الشمالي"، كتاب ألّفه "جان لوك باربانو" كاتبٌ إنجليزي من أصول فرنسية مولود في الجزائر، يعود فيه إلى ذكريات حياته من الجنوب إلى الشمال ويصف الحياة المضطربة ورحلات السفر التي عاشها.

ولد جان لوك عام 1949 في الجزائر العاصمة، بعد 19 سنة من الاحتلال الفرنسي للجزائر، ليُغادر البلد رفقة عائلته بعد استقلال الجزائر وهم "يحملون حقيبتين فقط، إلى بوردو في فرنسا".

وبعد أن أمضى سنوات دراسته في باريس انتقل جان لوك إلى المملكة المتحدة، حيث عمل في برايتون ولندن وأكسفورد في جور النشر، ولم يجد الكاتب متّسعًا لكتابة مذكراته إلّا بعد تقاعده.

لا يعدّ باربانو كاتبًا شهيرًا، ولا يُمكن اقتفاء أثره حتى باستعمال محرّكات البحث، يقول "الفرنسي المُنهار" كما يصف نفسه: "لقد وجدت أخيرًا مصدر إلهام لكتابة هذا الكتاب وأنا أمشي على طول شواطئ فيرث أوف فورث، إنه مكانٌ يشجّعك على التأمل والتفكير".

وأضاف: "الكتابة بالنسبة لي وسيلة لإلقاء ثقل تلازم صاحبها، طفولةٌ في الجزائر العاصمة في زمن الحرب التي تركت بصماتها، حيث يفقد المرء مكان ميلاده، وما تلاها من تجارب ورؤى عن المنفى والهجرة".

واستدرك في الصدد: "رغم كل ذلك لا أريد أن أعطي الانطباع بأنها ذكريات بائسة، لقد كانت الكتابةُ فرصة لفتح صندوق الكنز وإخراج أفضل القطع وأحسن القصص".

يعتبر جان لوك باربانو نفسه شخصًا صنعته "أبعادُه المتناقضة"، ففي غلاف كتابه يمكننا قراءة: "أنا من أصول فرنسية وإيطالية، وإسبانية وهي خلفية نموذجية للأقلية من السكان في مكان كان لا يزال مُستعمرة أوروبية (يقصد الجزائر)، تزامن جزء من حياتي مع حرب التحرير في الجزائر، لقد أدت "النتيجة الدراماتيكية" لهذا الصراع لأعيش النفي لأول مرّة مع عائلتي نحو فرنسا".

يرى الكاتب أنه متصالح مع ذاته لدرجة كبيرة، بل "عليه أن يتصالح مع ولادته وتربيته على الجانب الخطأ من التاريخ خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر"، ليضيف: "أكتبُ ليفهم الناس ما يعنيه أن تكون منبوذًا في الجزائر وغير مرحّب بك في فرنسا، أكتبُ على البصمة التي لا تُمحى التي تركتها الحرب على طفولتي".

وتابع: "أنا هذا الرجل غير الجزائري من الجزائر والرجل الفرنسي غير الفرنسي الذي وقع في حب بريطانيا واختار أن يحمل جنسيتها".