مهرجان الأغنية الشعبية .. تكريم لـ" الكاردِينال" الحاج امحمد العنقى

يُكرّم مهرجان المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الشعبي في الطبعة الـ 14 الخميس، عميد الأغنية الشعبية الملقّب بـ"الكاردينال" امحمد العنقى الذي ساهم بشكلٍ فاعل في إثراء التراث الموسيقي الجزائري. 

  اشتهر العنقى بتأليف أغنية "الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا" و أدّاها في  1962 بمُناسبة استقلال الجزائر 

ويُعد الحاج محمد العنقى واحدًا من أعمدة هذا الفنّ الأصيل، الذي أرسى قواعده وترك بصمة لا تُنسى في قلوب محبيه من مختلف الأجيال. 

ويتم من خلال هذا المهرجان، إحياء ذكرى هذا الفنان الراحل، الذي كان له دور محوري في تطوير وتحديث طابع الشعبي الجزائري، مؤثرًا في موسيقى وثقافة بلاده. 

يشهد المهرجان حضور مجموعة من الفنانين والموسيقيين الذين سيقدمون عروضًا فنية، حيث يُشارك 17 مترشحًا متأهلًا من مختلف ولايات الوطن في المسابقة الرسمية لمهرجان فنّ الغناء الشعبي بالجزائر بقصر الثقافة "مفدي زكريا" بالجزائر العاصمة.

ووفقا لتصريحات محافظ المهرجان، عبد القادر بن دعماش، فإنّ هذه الطبعة ستستمر حتى 23 آذار/ مارس الحالي، ستشهد مشاركة 17 مترشحًا متأهلًا من مختلف ولايات الوطن في المسابقة الرسمية، من بينهم مترشحتان.

وقد تمّ اختيارهم بعد مراحل تصفيات شارك فيها أكثر من 100 مترشح من جميع أنحاء الجزائر.

سيتنافس المشاركون في المهرجان على ثلاث جوائز مالية، حيث ستخصص 300 ألف دينار للفائز بالمرتبة الأولى، و200 ألف دينار للفائز بالمرتبة الثانية، و100 ألف دينار للفائز بالمرتبة الثالثة.

ولفت محافظ المهرجان إلى أنّ هذه الطبعة ستكرم عميد أغنية الشعبي، الحاج امحمد العنقى (1907 -1978)، تكريماً له واعترافًا بجهوده في تأسيس هذا الطابع الغنائي الشعبي، وما خلفه من تراث موسيقي لا يزال يستقطب الأجيال المتعاقبة.

وأوضح محافظ المهرجان أنّ التظاهرة الفنية سيشهد أيضًا تقديم برنامج فني موازٍ للمسابقة، بمشاركة عدد من الأصوات الفنية المشهورة في طابع الشعبي، مثل الشيخ عبد الرحمان القبي، فضلاً عن شباب متوجين من الطبعات السابقة للمهرجان، كما سيتم تكريم الفنان القدير رحمة بوعلام.

تراث موسيقي 

تأسس المهرجان في عام 2006، إذ يهدف إلى اكتشاف المواهب الشابة في هذا النوع الموسيقي العريق الذي ينهل من تراث شعر الملحون، بالإضافة إلى مرافقتهم وتزويدهم بالأدوات الفنية والتقنية اللازمة، فضلاً عن إبراز جيل جديد من الفنانين.

ويعتبر فنّ الغناء الشعبي من الأنواع الموسيقية الجزائرية ومن مكونات الهوية الثقافية الجزائرية.

ويعدّ رائد أغنية الشعبي الحاج محمد العنقى، من أبرز الشخصيات التي ساهمت في إثراء التراث الموسيقي الجزائري. 

وُلد الحاج محمد العنقى، الذي اسمه الحقيقي "محمد إيدير حالو"، في القصبة بالجزائر العاصمة عام 1907، ونشأ في بيئة تشجع على الإبداع الفني وتعلم على يد مصطفى الناظور ومحمد خيوجي. 

عُرف العنقى بتطويره للموسيقى الشعبية الجزائرية وكان له دور بارز في تكوين أجيال من الموسيقيين

بدأ مسيرته الموسيقية في سنّ مبكرة، وبعد وفاة مصطفى الناظور في 1926، أصبح العنقى هو من يتولى إحياء الحفلات العائلية ويبتعد عن الموسيقى الأندلسية التقليدية.

وقدّم العديد من الإبداعات الموسيقية التي أسهمت في ترسيخ الشعبي المعاصر، من بينها تصميمه لآلة "الماندول"، التي أصبحت سمة مميزة له. 

كما اشتهر بتأليف أغنيته الشهيرة "الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا"، التي غناها في عام 1962 بمناسبة الاستقلال.

عُرف العنقى بتطويره للموسيقى الشعبية الجزائرية، وكان له دور بارز في تكوين أجيال من الموسيقيين في المعهد المركزي للموسيقى بالجزائر.

 كما أسس أوركسترا الشعبي في الإذاعة الجزائرية، وكان له تأثير كبير على العديد من الفنانين الذين تتلمذوا على يديه.

تُعتبر مساهماته الفنية جزءًا من الهوية الثقافية الجزائرية، ورغم وفاته في 1978، فإن إرثه الفني ما زال حيًا في الذاكرة الوطنية.