"مُحاكمة" القنوات التلفزيونية والمؤّثرين.. مَن الضحية؟
24 فبراير 2025
لم تمرّ عمليات توقيف بعض المؤثّرين من قِبَل فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية في الجزائر دون إثارة جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وما أثار التساؤلات بشكل أكبر هو انتقال هذه القضية إلى قاعات مسابقة الدكتوراه في تخصصات مختلفة مرتبطة بـ" الإعلام"، فما السبب وراء ذلك؟.
تواصل فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية في الجزائر عمليات توقيف بعض "المؤثرين" على مواقع التواصل الاجتماعي في قضايا أخلاقية
تُواصل فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية في الجزائر عمليات توقيف بعض "المؤثرين" على مواقع التواصل الاجتماعي في قضايا أخلاقية، آخرها ثلاث نساء على خلفية الاشتباه في تورطهن في إنتاج مقاطع فيديو "مخلة بالحياء".
وقد نال هذا الخبر اهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية، مما دفع البعض للمطالبة باتخاذ إجراءات صارمة ضد المؤثرين الذين يروجون لمحتوى غير أخلاقي عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتكرّرت قصص أخرى حول توقيف عدد من المؤثرين بسبب محتوى مشابه، مما فتح باب النقاش على مصراعيه، ليس فقط في الفضاء الافتراضي بل في الواقع أيضًا.
وقال صاحب دار النّشر "نسمة للنّشر والتوزيع" نجم الدين سيدي عثمان، إنّ حملة تطهير الساحة الرقمية من "المؤثرين الذين يروّجون للتفاهة" من قِبَل السلطات الأمنية إيجابية لكنها سطحية.
واعتبر الكاتب أنّ" المشكلة الحقيقية تكمُن في الملايين الذين يُتابعون هؤلاء المؤثّرين ويتقبلون التفاهة ويُشجّعون البذاءة".
وأضاف سيدي عثمان في تدوينة له على صفحته في الفيسبوك "يمكِن إغلاق الحسابات لا يُمكِن السيطرة على الذّوق العام أو إيقاف العُقول عن البحث عن تسليات رخيصة".
وواصل قائلا ً"المعركة الحقيقية يجب أن تكون في تغيير وتنظيف الذّوق العام، والعمل على تعزيز القيم في المدارس والمساجد والبيوت وكلّ مكان".
انتقال القضية لأوراق الامتحانات
باتت هذه القصص مصدر إلهام لطلبة كليات الإعلام، حيث يطرحون الآن سؤالًا كبيرًا: "لماذا ندرس سنوات طويلة نظريات الإعلام وتخصصاته المتفرّعة، بينما أصبح من الممكن اليوم أن ننجح ونحقّق شُهرة في هذا المجال من خلال "اختزال التعلّم لأعوام إلى كيفية صناعة إعلامي في دقيقة؟"
في إحدى أوراق الإجابة في مسابقة الدكتوراه، أبدع أحدهم في ردّ خارج موضوع الامتحان، حيث طرح تساؤلًا حول الإعلام التلفزيوني والإلكتروني في عصر المؤثّرين: "أي إعلام يمكن الحديث عنه في زمن المؤثرين؟ وكيف نخطط لدخول عالم القنوات التلفزيونية في ظل الوضع الحالي؟ خاصة وأنه تمّ تجاوُز القاعدة، وانقلبت موازين التوظيف، وأصبح الشعار السائد: "كن مؤثرًا، تنال فرصتك، ويُفتح لك الباب للظهور في القنوات".
في السياق نفسه؛ تحدثت إحدى الإجابات عن المعادلة المتضاربة أو المفارقة الغريبة في علاقة بإبراز المؤثرين على شاشات التلفزيون، إمّا كنماذج ناجحة يُحتذى بهاب سبب الشّهرة التي يُحقّقونها، أو مطاردتهم تحت مسمى "الجرائم السيبرانية".
60 ثانية بين الإعلامي والمؤثر
تقول أستاذة الإعلام كريمة مجاهد من جامعة البليدة (شرق الجزائر) في حديثها لـ "الترا جزائر": "الإعلام لا يُدار في الغرف المغلقة، ولا في الفضاء الافتراضي، ولا يمكن نقل الأخير إلى قاعات الأخبار. بل يُصقل في الميدان من خلال الخبرات التي يكتسبها المهنيون، بدءًا من سنوات الدراسة الجامعية وصولًا إلى الممارسة العملية."
هذه محاولة مِن الأستاذة للردّ على تساؤلات الطلبة الذين اختاروا سلكًا مغايرًا تمامًا، حيث قرروا المضي قدمًا في مشوار البحث العلمي من خلال التقديم لمسابقة الدكتوراه والاستعداد لـ "مشروع باحث".
أمينة بلعربي: "من هو الضحية هل هي بعض القنوات أم الاستعمال غير الواعي لوسائط التواصل؟.. كلاهما يتحمل المسؤولية.. ففي النهاية أي تطور تكنولوجي فيه فوائد ومضارّ، ولكنه يصبح مضرّ عندما لا يمتثِل للقواعد".
أثار تعليق الكاتب الإعلامي إبراهيم قارة علي (برلماني سابق) على عملية القبض على بعض المؤثرين، ووجّه انتقادات حادة للقنوات الخاصة، قائلاً (بتصرف) إنّ القنوات التلفزيونية هي التي تُروّج لما يسمونهم بـ "المؤثرين"، وتعرضهم في صورة الناجحين. وعندما يتم القبض عليهم بتّهم ترويج المخدرات وغيرها، فإنّ هذه القنوات تنقلِب عليهم سريعًا.
من وِجهة نظر الكاتب؛ فإنّه يدافع عن القيم في وسائل الإعلام، مُشددًا على أهمية دورها الإخباري، التربوي، التوعوي ووجب الانتقاء في إبراز الوجوه التي تليق بـ" السّلطة الرابعة".
كما أبدى البعض من كيفية ترويج القنوات الخاصة للمؤثّرين، وتقديمهم في الصفوف الأولى من البرامج التلفزيونية تحت ذريعة "جلب المتابعين والمشاهدين"، في حين أنّهم "يسفهون وظيفة الإعلام بشكل عام".
من جهة أخرى، علّق المُدوِّن محمد فتحي قائلاً إنّ كلمة "الإعلام" أصبحت فضفاضة ويمكن أن تُقال " لكل من يشتغل بالصوت والصورة"، مشيرا إلى أنّ قناة خاصة (لم يذكر اسمها)، قامت بترويج إحدى المؤثرات ووصفتها بـ "دكتورة في الحياة"، فيما تمّ ملاحقتها قضائيًا لأسباب "أخلاقية".
بدورها قالت مُدوِّنة أخرى إنّ "حملة تنظيف مواقع التواصل الاجتماعي من المؤثرين المتهمين بالاحتيال، نشر المحتوى غير الأخلاقي، والتلاعب بالمتابعين" هي خطوة تهدف إلى وضع حد للفوضى وحماية المجتمع.
وتساءلت: "لماذا بدأت هذه الحملة الآن رغم أن ظاهرة المؤثرين على السوشيال ميديا موجودة منذ سنوات؟"
سدّ فراغ
يعتقد البعض أنّ المؤثّرين في زمن السوشيال ميديا سينتهون بمجرد بلوغهم موقع الانطفاء، بحسب كريم عوادي وهو طالب علم اجتماع سنة ثانية ماستر، "لأنّ ظهورهم جاء على عَجل وسينتهي".
وأضاف في إفادة لـ" الترا جزائر" القنوات تستثمر في المشاهد من حيث الكم وليس المحتوى.
وأوضح بقوله:" يُروّج الإعلام الثقيل (وخاصة بعض القنوات الخاصة) لمواضيع يفترض فيها أنّها قريبة من المواطن، ويُراهن على وجوه لتبسيطها وكأننا اليوم الإعلام تابِع لمضامين بسيطة أو حتّى تافهة".
لفت المتحدث إلى أنّ وحتى الأمر انتقل إلى المنتج السينمائي، لكنّه في المُقابل اليوم معهم وغدا سيكون ضدهم في حال وقعت " الفأس في الرأس".
ساحة السوشيال ميديا
في نِقاش حاد بين بعض الطلبة المشاركين في مسابقة الدكتوراه، تطرّق البعض إلى مفهوم الإبداع في مجال الإعلام وما يعنيه لهم، حيث اعتبروا باختصار أنّه يتضمّن مزج المعلومة بالوسائل والأدوات.
هذه المفاهيم نسمعها في المحاضرات، لكن المعادلة قد تغيّرت اليوم. فقد أصبح الإعلاميون يتوجهون إلى "ساحة المعركة" في الفضاء الافتراضي، وفي المقابل يتمّ جذب المؤثرين إلى "ساحة الإعلام"، حيث يُوظّفون كوجوه ناجحة ونماذج يُحتذى بها.
وقال آخرون إن كلمة "الإعلامي" مع مرور الوقت أصبحت "فضفاضة"، يمكن أن يلبسها أي شخص يحمل ميكروفونًا أو يكتب أو يدون أو يعرض منتجًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى في التخصصات الجديدة التي برزت مع ثورة التكنولوجيا.
بخُصوص هذا الموضوع، تقول أمينة بلعربي، طالبة ماستر إعلام بجامعة الجزائر 3: "الإعلام هو كلمة تحمل كمًّا هائلًا من مزج المعلومة بالوسائل والأدوات والسرعة. هي عبارات نسمعها في قاعات المحاضرات والدروس."
وتُضيف في حديثها لـ"الترا جزائر": "انقلبت المعادلة اليوم، حيث أصبح هناك من يسحب بعض الوجوه الإعلامية إلى "ساحة المعركة" في الفضاء الافتراضي، أو العكس، أي سحب المؤثرين إلى "ساحة الإعلام" عبر توظيفهم كوجوه ناجحة ونماذج يُحتذى بها، بات الكثيرون يتبعونها أو يقلدونها.
كما أصبح التوجّه إلى هذا العالم "الإعلامي" مُتاحًا من أبواب واسعة، دون الحاجة إلى المرور بتعقيدات المحاضرات والامتحانات."
وحتى على مستوى قطاع السينما والتمثيل بات المؤثّرون أفضل الوجوه في بعض المسلسلات لجلب المشاهدين في هذا المجال.
في الختام، تتساءل بلعربي: "من هو الضحية؟ هل هي بعض القنوات أم الاستعمال غير الواعي لوسائط التواصل الاجتماعي؟ كلاهما يتحمّل المسؤولية دون أن نهمل دور رقابة العائلة أيضاً. ففي النهاية، أي تطور تكنولوجي يحمِل فوائد ومضارّ، لكنّه يُصبح مُضرًا عندما لا يمتثِل للقواعد."
الكلمات المفتاحية

وجع في وهران.. هذه صرخات سكان حي الصنوبر "بلانتِير" قبل أن تبتلِعهم الأرض
في هُدوء فجر هذا اليوم، استفاق سكان حي الصنوبر (المعروف سابقًا باسم "بلانتير") في وهران غرب الجزائر على فاجِعة انزلاق التربة في الحي القصديري بمنطقة تُسمى "أرض الشباط".

"اذهب للعراق" و"لا تذهب للعراق".. جزائريون منقسمون حيّال دعوة الرئيس تبون لحضور القمة العربية
تتفاعل الأوساط الشعبية في الجزائر مع الدعوة الموجهة للرئيس عبد المجيد تبون لحضور القمة العربية المقبلة المقررة منتصف أيار/ماي المقبل في العاصمة العراقية بغداد، وسط انقسام واضح في الآراء يعكسه الوسمان "روح (اذهب) للعراق" و"لا تذهب للعراق".

تصنفها الجزائر "إرهابية".. حركة الماك الانفصالية ترفع أعلام "إسرائيل" في باريس
رفعت مسيرة نظّمتها حركة "الماك" الانفصالية المصنفة إرهابية، بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي، عددا كبيرا من الأعلام الإسرائيلية، في تأكيد على اصطفاف هذا التنظيم إلى جانب الكيان الصهيوني.

طقس الجزائر.. أمطار ورياح عاتية عبر 13 ولاية
حذّر الديوان الوطني للأرصاد الجوية، اليوم الاثنين، من تساقط أمطار رعدية غزيرة ورياح قوية على عدّة ولايات من الوطن.

رغم الفوز.. شباب قسنطينة يغادر كأس "كاف" من الدور نصف النهائي
أقصي شباب قسنطينة في الدور نصف النهائي لكأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، رغم فوزه يوم الأحد، في مباراة الإياب أمام نهضة بركان بنتيجة 1-0 ، بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة.

أول مشاركة لأبناء الجالية في مسابقة وطنية تربوية
كشف كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شايب، عن مشاركة متميزة لأبناء الجالية الجزائرية بالخارج في أول مسابقة مدرسية من نوعها ينظمها المجلس الشعبي الوطني بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية.

إدراج كلمة جزائرية في قاموس لاروس الفرنسي الشهير
أدرجت دار النشر الفرنسية الشهيرة "لاروس"، الكلمة الجزائرية "كراكو" (Karakou) ضمن الطبعة الجديدة من قاموسها الشهير، المرتقب صدوره في 21 أيار/ماي 2025، وذلك ضمن قائمة تضم 150 مفردة جديدة.