هل الأخبار الزائفة سُلطة؟.. نقاش لـ"سيسا" بالجزائر حول المعلومات المضللة والأمن

تستضيف الجزائر بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال بالعاصمة، أعمال الورشة الإقليمية لمكتب شمال أفريقيا للجنة أجهزة الاستخبارات والأمن الأفريقية (سيسا).

يؤكد الاجتماع على ضرورة مواجهة التهديدات منها التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة

ويُنظم هذا الحدث الذي يستمر إلى غاية 22 نيسان/ أبريل الحالي، حول موضوع "المعلومات المضللة والأخبار الزائفة وتداعياتها على أمن واستقرار الدول".

ويعتبر هذا الحدث المحوري، يسعى لكشف خيوط هذه الحرب الخفية، وتسليط الضوء على أخطر تحديات العصر: المعلومات المضللة والأخبار الزائفة وتداعياتها المُدمّرة على أمن واستقرار الدول.

وشهد افتتاح هذه الورشة الإقليمية، التي تستضيفها الجزائر بقيادة رئيس إقليم شمال أفريقيا للجنة "سيسا" - المدير العام للوثائق والأمن الخارجي - حضورًا رفيع المستوى يعكس الأهمية القصوى لهذا الموضوع. 

وشمل الحضور رئيس لجنة "سيسا"، والأمين التنفيذي، وكاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية، بالإضافة إلى مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن لمفوضية الاتحاد الأفريقي.

تكتسب هذه الورشة الإقليمية التي تحتضنها الجزائر بُعدًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، خاصة في ظل التحديات المتصاعدة التي تواجه القارة الأفريقية وظهور ما يعرف بحروب الجيل الجديد، التي تعتمد بشكل كبير على التضليل الإعلامي.

وتهدف فعاليات الورشة، حسب ما نقلته إذاعة الجزائر الدولية، إلى بحث معمق لدور الإعلام في مواجهة هذه التحديات المتنوعة، والعمل على تعزيز التعاون القاري المشترك من أجل بناء قارة أفريقية آمنة، متماسكة، ومزدهرة، قادرة على الصمود في وجه موجات التضليل.

 وفي كلمة المدير العام للوثائق والأمن الخارجي رئيس شمال أفريقيا العميد رشدي فتحي، قال إنّ هذا الاجتماع يؤكد على ضرورة مُواجهة التهديدات منها التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة لزرع الفتن وبث الشكوك في الدولة.

وأضاف أنّ منطقة شمال أفريقيا مُعرّضة لهذه الظاهرة و ما يستلزم تعزيز الأمن بين الشركاء في المنطقة. 

وأوضح أنّ "معركتنا ضدّ التضليل الإعلامي ليس خيار بل واجب لحماية دولنا والجزائر ستضل تعمل لحماية القارة".

كما دعا الاتحاد الأفريقي إلى تبنّي استراتيجية موحدة لمواجهة الظاهرة

المعلومة في مُقابل الشك 

في عصر تتشابك فيه الحقائق بالأكاذيب وتُزرع الشكوك لتقويض الاستقرار، تطرح هذه الإشكالية مخاوف عدة مدارها سيطرة " الزيف المعلوماتي" واضمحلال دور المعلومة، مع إمكانية تحييد الصحافيّ والإعلاميّ، عن الإبداع والابتكار، بل مخاوف تغييبه عن المشهد وجعله مجرّد مرافق ومراقب عاجز عن مضارعة هذا " الوهم".

ومن المنتظر أن تتناول هذه الورشة مسألة الجهد الإعلامي الذي يبذله الصحافيون في أعمالهم الصحافية والإعلاميّة حتى يتمكنوا من صناعة محتوى قابل للنّشر، بعد استيقاء المعلومات من مصادرها أو من النزول للميدان، لكن حلّت محلّه " الأخبار الزائفة" أو " المُضللة"، كسياسة يمكن أن تكون في الغالب أساليب وأدوات لإعطاء منتج إعلامي " واهم". 

ومن خلال هذه المنطلقات فإن الانتشار السريع للمعلومات بشكل يصعب تدقيقه أو التحقق منه، يشكّل عقبة أمام الممارسين في حقول الإعلام والاتصال، ومدى قدرتهم على التمييز بين الحقيقة والزيف، وبين المصداقية صدق والمصادر غير الموثوقة، التي تبرز مسألة انفلات المعلومة المضللة أو المُفبركة وتأثيرها على استقرار وأمن الدول.