26-مايو-2019

السراج ورئيس الحكومة نور الدين بدوي (Fanack)

حطت طئرة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطنية الليبية، فائز السراج، بالجزائر، في زيارة له دامت يومًا واحدًا، بعد جولة قادته لعدد من الدول الأوروبية، وكان في استقباله رئيس الدولة الجزائري عبد القادر بن صالح.

زعمت صحيفة إندبندنت عربية الممولة سعوديًا أن فائز السراج طلب من الجزائر دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا

وتأتي الزيارة في ظرف إقليمي متوتر تشهده المنطقة، بسبب الاضطراب الأمني الحاصل في ليبيا، خاصةبعد إعلان المشير خليفة حفتر عزمه الدخول عسكريًا إلى طرابلس. 

اقرأ/ي أيضًا: الجيش الجزائري.. عينٌ على ليبيا وأخرى على تونس

وقال بيان رئاسة الجمهورية الجزائرية، إن رئيس الدولة أعرب عن "انشغال الجزائر وقلقها العميق لما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، الدولة الشقيقة والجارة، جرآء المواجهات الدائرة هناك، وما ترتب عنها من خسائر بشرية ومادية، ناهيك عن العدد المعتبر للنازحين".

وبحسب البيان، تأسّف بن صالح "لاستمرار الاقتتال، رغم النداءات الملحة المختلفة لوقف الأعمال العدائية، واستئناف الحوار كحل سياسي لا بديل له للأزمة الليبية".

السراج وبن صالح
أكدت الرئاسة الجزائرية في بيان لها بعد زيارة السراج، على تمسكها بالمسار السياسي في ليبيا

وأكد بن صالح أن "جهود الجزائر، على الصعيد الدولي، ما لبثت ترمي إلى الإسراع في وقف الاقتتال، واستمرار المسار السياسي، بمشاركة كامل القوى الوطنية الليبية"، مشيرًا إلى أن "استمرار هذا الوضع من شأنه أن يعمق الانقسامات، ويزيد من الاحتقان السياسي الداخلي، ويغذي التدخلات الخارجية، بل يفاقمها".

ولم تتسرب معلومات عن اللقاء، سوى ما زعمته صحيفة "إندبندنت عربية" من أن فائز السراج، طلب مساعدات عسكرية واستخباراتية من الجزائر".

وقالت إندبندنت عربية، عن مصادر لم تذكرها، إن السراج "طلب المساعدة الجزائرية لتغيير موازين القوى بين المجموعات التابعة له والجيش الوطني، في محاور القِتال جنوب طرابلس".

التزام الجزائر بالخطة الأممية

من جانبه لا يعتقد أمين بلعمري، رئيس تحرير جريدة الشعب الجزائرية، أن الجزائر تقدم مساعدات عسكرية لحكومة السراج، كما قال لـ"الترا جزائر"، معربًا عن اعتقاده أيضًا بأن السراج لم يطلب من الجزائر هذا النوع من التعاون الذي زعمته الصحيفة. 

وقال بلعمري إن الجانب الليبي "يطالب بالمساعدة على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، كدور تقوم به الجزائر في المحافل الدولية، وهي متمسكة بالحل السياسي في ليبيا، وعلى ضرورة الحوار الوطني الذي يجمع بين الفرقاء الليبيين، لأن الجزائر تدرك أن أي تأخير في إيجاد حل للأزمة الليبية مبرر لمختلف التدخلات الخارجية التي تضر بالجزائر".

تراجع دور الجزائر في الملف الليبي

وعن تراجع الدور الجزائري في المنطقة لحساب دول أخرى، قال المحلل السياسي الليبي عبدالله الشريف، في تصريح صحفي، إن "الجزائر تأخرت كثيرًا في لعب دور في المسألة الليبية".

الجزائر وليبيا
نفى رئيس تحرير الشعب الجزائرية أن يكون السراج قد طلب من الجزائر أي دعم غير سياسي

وأضاف الشريف: "بذلك أتاحت الجزائر الفرصة لدول أخرى مثل فرنسا ومصر والإمارات وتركيا، للعب دور أكبر"، موافقًا بلعمري في رأيه، بقوله: "الجزائر خارج قرارات الحرب والسلم في ليبيا"، معتبرًا أن الدور الجزائري المنتظر "في إطار سياسي، لدعم المواقف والخطط الأممية". 

تراجع الدور الدبلوماسي الجزائري

ويعود تراجع الدور الدبلوماسي الجزائري في الملف الليبي، لأسباب تتعلق بالشأن السياسي الداخلي من جهة، والتنافس الإقليمي على الملف الليبي من جهة أخرى.

ومع تفاقم الأوضاع في ليبيا من جهة تنحية الحل السياسي لصالح الحرب، مع إصرار خليفة حفتر على السيطرة العسكرية على طرابلس، وتغذية أطراف إقليمية لخيار الحرب؛ تراجع بحكم الأمر الواقع دور الجزائر المتمسكة بالحل السياسي.

ينفي صحفيون ومحللون سياسيون جزائريون وليبيون أن يكون السراج قد طلب دعمًا عسكريًا من الجزائر، أو أن تقدم الجزائر هذا النوع من الدعم

يأتي ذلك مرافقةً مع يشهده الداخل الجزائري سياسيًا على إثر الحراك الشعبي الذي أفضى لتنحي بوتفليقة، وعدم الوصول لمرحلة استقرار سياسية كامل في البلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحدود الجزائرية.. تحديات السلاح والإرهاب

ما للإرهاب في "الخريشبة" الجزائرية وما عليه!