سياسة

وزير الخارجية الفرنسي يصف كزافيي دريونكور بـ"لسان اليمين المتطرف".. هل هي إشارة للجزائر؟

15 مايو 2025
Xavier 11.png
كزافيي دريونكور (صورة: فيسبوك)
فريق التحرير
فريق التحرير

في تصريح لافت يضرب أحد أكثر المنظرين للعداء ضد الجزائر في باريس، وصف وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، سفير بلاده السابق كزافيي دريونكور بأنه "أصبح ناطقا باسم اليمين المتطرف".

السفير السابق أصدر كتابا جديدا بعنوان "فرنسا–الجزائر: العمى المزدوج"

وقال بارو على قناة "أل سي إي"، إن السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر، "لم يعد دبلوماسيًا، بل أصبح اليوم ناطقًا باسم اليمين المتطرف"، داعيًا إلى التعامل مع تصريحاته "بمنتهى الحذر". وفي رده على ما قيل، اعتبر دريونكور أن الوزير بارو "مخطئ تماماً، كما هو مخطئ في فهمه للجزائر". 

وفي الواقع، لا يمكن قراءة هذا التراشق بين الرجلين من زاوية خلاف شخصي أو دبلوماسي خرج عن السياق؛ بل هو تعبير عن انقسام حقيقي داخل النخبة الفرنسية بشأن كيفية إدارة العلاقة المعقدة مع الجزائر.

ويبرز هذا الموقف الرسمي كمحاولة واضحة للتمايز عن الخطاب الراديكالي المتصاعد داخل بعض الأوساط السياسية في باريس، وخاصة ذلك الذي يقوده دريونكور، والذي أضحى بمثابة مرآة تعكس تصورات جزء من اليمين الفرنسي تجاه الجزائر.

وفي السنوات الأخيرة، تحول هذا الدبلوماسي الذي شغل منصب السفير في الجزائر خلال فترتين (2008–2012 و2017–2020)، إلى أحد أبرز الأصوات التي تدعو إلى إعادة هيكلة جذرية للعلاقة مع الجزائر. 

كتاب جديد

واستهوى الموضوع الجزائري، دريونكور إلى درجة تأليفه ثالث كتاب عن العلاقات بين البلدين، لكن مع نظرة أكثر تشددا في مؤلفه الجديد الذي عنونه "فرنسا–الجزائر: العمى المزدوج".

وفي هذا الكتاب، قدّم تشخيصاً حاداً لما اعتبره اختلالات مزمنة في طريقة تعامل باريس مع الجزائر، متهماً الحكومات الفرنسية المتعاقبة بالخضوع لشعور "بالذنب الاستعماري" وبأنها تعامل الجزائر بـ"سذاجة سياسية"، ما مكّنها – بحسب رأيه – من استغلال هذا الوضع لفرض إملاءاتها في ملفات حساسة.

وأكد دريونكور أن السياسة الفرنسية تجاه الجزائر ظلت لعقود تعاني من ضعف واضح، حيث تجاهلت نفوذ الشبكات الجزائرية داخل فرنسا، بينما استمرت في تبني موقف متسامح مع الجزائر بدوافع "الندم الاستعماري" أو "السذاجة السياسية". ووصف هذا النهج بأنه غير متوازن، مما سمح للجزائر باستغلاله لصالحها. 

ولتجاوز هذا المأزق، دعا السفير السابق إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، تشمل فرض إجراءات صارمة على الشخصيات الجزائرية النافذة المقيمة في فرنسا، وتشديد المراقبة على المؤسسات مثل المسجد الكبير في باريس، ومراجعة اتفاقيات 1968 التي تمنح الجزائريين تسهيلات في الإقامة والعمل بفرنسا، واصفاً إياها بأنها "لم تعد عادلة". 

كما ينتقد دريونكور الخطاب الفرنسي الذي يبالغ في "التوبة الاستعمارية"، مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون التي وصف فيها الاستعمار بـ"جريمة ضد الإنسانية" قد فُهمت على أنها "اعتراف بالضعف"، مما زاد من تعقيد العلاقات. 

ويستشهد بالقضية المثيرة للجدل حول الكاتب الجزائري بوعلام صنصال المسجون في الجزائر، واصفاً الأمر بـ"الفشل الدبلوماسي الكامل"، لكنه رأى أن مثل هذه الأزمات قد تكون فرصة لكشف أوجه القصور في السياسة الفرنسية. 

ويرى السفير ضرورة إقامة علاقة جديدة بين البلدين، تقوم على أساس المصالح المتبادلة والوضوح، بعيداً عن العواطف التاريخية، مع الكف عن اعتبار الجزائر جزءا من السياسة الداخلية الفرنسية، رغم أنه كان من المنظرين لهذه الفكرة منذ سنوات طويلة. وحذّر هنا، من استمرار نفس الأخطاء مع اقتراب الانتخابات الفرنسية عام 2027، مشيراً إلى أن الجزائر "تدرك جيداً نقاط ضعف فرنسا وتستغلها بذكاء". 

إشارة للجزائر

وفي سياق الأزمة الحالي مع الجزائر، تحاول السلطات الفرنسية النأي بنفسها عن الخط المتشدد الذي يعتمده دريونكور، كونه يصب في صالح أجندات انتخابية يستفيد منها اليمين المتطرف، كما أنه يسهم في تأجيج العلاقة أكثر مع الجزائر، وهو ما تريد باريس تفاديه في ظل المصالح الكبيرة التي تجمعها بالبلاد.

لذلك، قد يُفهم تصريح وزير الخارجية الفرنسي كإشارة للجزائر المنزعجة كثيرا من خطاب دريونكور، تفيد بأن الأخير رغم خلفيته الدبلوماسية، لا يُمثل الدولة الفرنسية اليوم، بل يُعبّر عن توجه سياسي محدد داخل الطيف الفرنسي، لا يحظى بالإجماع، وربما لا يخدم المصالح الاستراتيجية لفرنسا في المنطقة المغاربية.

الكلمات المفتاحية

العلاقات الجزائرية الروسية

العلاقات الجزائرية الروسية.. تقاطع وتباين وتعاون في الأفق

في ظلّ التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي، تتداخل العلاقات الجزائرية- الروسية ضمن شبكة معقدة من التقاطعات والتعاون.


نواب البرلمان خلال مناقشة مشروع قانون المالية 2025

البرلمان الجزائري يقترب من نهاية العُهدة.. صمت بلا مُبادرات تشريعية

مع اقتراب نهاية العُهدة الحالية للبرلمان (2021-2026)، وقبل نحو عام من الانتخابات التشريعية المقبلة، يطرح العديد من المراقبين أسئلة جدية حول حصيلة الأداء التشريعي للمؤسسة البرلمانية.



وزارة الخارجية (صورة: أرشيف)

"الحراقة" بلا جوازات سفر.. استِجواب برلماني يكشِف "تعثر" الوُعود الرئاسية!

الوثيقة الخضراء طوق نجاة للمهاجرين الجزائريين غير النظاميين في الخارج، فجواز السفر هو ما يضمن لهم حرية التنقل، والولوج إلى الرعاية والتعليم، وحماية عائلاتهم من التهميش في ظلّ غياب تسوية قانونية لوضعيتهم.


سفارة فرنسا بالجزائر

ماذا يحدث داخل أسوار السفارة الفرنسية في الجزائر؟ دبلوماسيون وموظفون يروون عزلتهم

داخل أسوار مسيجّة وعلى مساحة تمتد لـ14 هكتارا في أعالي العاصمة، يعيش نحو 300 شخص بينهم دبلوماسيون وموظفون في السفارة الفرنسية بالجزائر، حالة من العزلة عن العالم الخارجي، بسبب الأزمة غير المسبوقة بين البلدين، والتي فرضت عليهم الحد الأدنى من التواصل والتنقلات.

(الصورة: فيسبوك)
أخبار

بعد أن طُرد من مسكنه.. وفاة مأساوية لمواطن جزائري في إسبانيا

مأساة هزّت أحد أحياء وسط مدينة برشلونة في إسبانيا، بعدما أقدم رجل جزائري يبلغ من العمر 73 عامًا على وضع حدٍّ لحياته، عقب ساعات فقط من تنفيذ قرار طرده من الشقة التي كان يقيم فيها.

العلاقات الجزائرية الإيرانية
أخبار

الهجوم الإسرائيلي على إيران.. الجزائر تدعو لتدخل أممي وأحزاب تحمل أميركا المسؤولية

أجمعت ردود الفعل الرسمية والحزبية في الجزائر على إدانة الهجوم الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع دعوة الهيئات الأممية وعلى رأسها مجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهم إزاء هذا "العدوان".


حرارة شديدة في معظم مناطق الجزائر
أخبار

طقس الجزائر.. موجة حرّ شديدة على معظم المناطق

من المُنتظر أن تشهد العديد من المناطق عبر الوطن، اليوم الجمعة، أجواءً حارة وموجة حر شديدة، وفقًا لما أفاد به تنبيه صادر عن الديوان الوطني للأرصاد الجوية.

قافلة الصمود التضامنية مع غزة
أخبار

ترحيل نشطاء جزائريين وصلوا القاهرة للمشاركة في اعتصام معبر رفح  

عمدت السلطات المصرية إلى ترحيل 26 ناشطاً جزائرياً وعدداً من المتضامنين بعد توقيفهم واحتجازهم في مطار القاهرة، على خلفية مجيئهم للمشاركة في المسيرة الدولية إلى قطاع غزة، والتي دعا إليها التحالف الدولي لمناهضة الاحتلال بهدف الاعتصام أمام معبر رفح البري لكسر الحصار عن القطاع.

الأكثر قراءة

1
أخبار

البكالوريا تنطلق اليوم.. محطة حاسِمة لأكثر من 850 ألف تلميذ في الجزائر


2
رياضة

بولبينة يحلّق نحو الدحيل.. صفقة ثقيلة تنقل هدّاف الدوري الجزائري إلى الملاعب القطرية


3
أخبار

سلطة ضبط السمعي البصري تحذّر: القنوات تعتدي بشكل متواصل على الملكية الفكرية


4
مجتمع

بلا حُدود.. تمرُّد الأطفال في الجزائر يسبِق أوانه


5
أخبار

عطاف ونظيره العُماني يبحثان خطر التصعيد بعد العدوان الإسرائيلي على إيران