03-أغسطس-2020

وزير الصحة والسكّان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد (الصورة: موقع التلفزيون الجزائري)

فريق التحرير - الترا جزائر

أكّد وزير الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، هذا الإثنين، لدى نزوله ضيفًا على برنامج "ضيف الصباح" بالإذاعة الجزائرية، أن مابين 70 و75 في المائة من المواطنين الجزائريين سيخضعون للقاح، وأن المجلس العلمي بصدد إعداد دراسة لتحديد كمية اللقاح الذي سيتمّ استيرادها لاحقًا والفئات التي ستحظى بالأولوية.

بن بوزيد:عمّال قطاع الصحة والأشخاص الذي يعانون أمراض مزمنة سيحظون بالأولوية في تلقي اللقاح

ويرى وزير الصحّة، أن عمّال قطاع الصحة والأشخاص الذي يعانون أمراض مزمنة سيحظون بالأولوية في تلقي اللقاح، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الوقت لازال مبكرًا للحديث عن استخدام اللقاح، لافتًا أن الدولة الوحيدة التي دخلت المرحلة الثالثة لتسجيل اللقاح هي روسيا.

مخابر تواصلت معها الجزائر

وتابع الوزير في الصدد: "المخبر الروسي (فايزر) اتصل بالوزارة، أين كان لنا اجتماع بممثليه ومسؤوليه عبر المجلس العلمي وقدّموا لنا نتائج بحثهم كما لنا علاقة وطيدة بهم"، مشيرا إلى أنه جرى اجتماع واتصال آخر مع مركز جامعة "أوكسفورد" المسمى "أسترا زينيكا"، وهو مخبر إنجليزي سويدي، أين قدّم لنا ممثلوه نتائج تقدم بحوثهم في مجال توفير لقاح "كوفيد-19".

وأكد بن بوزيد بأن هناك مخابر أخرى متقدمة في مجال اكتشاف اللقاح، أغلبها من الصين، وهي "سيدو فارم" المستقرين في بكين وووهان واللذين دخلا إلى المرحلة الثالثة من إنتاج اللقاح، إضافة إلى مخبر "سينوفاك" و"كانسيلو بيولوجيك"، اللذين تقدّما أيضًا في مجال اكتشاف اللقاح وتجريبه.

وأضاف أن "اكتشاف اللقاح غير سهّل كما ينظر إليه البعض، بما أنه يجب أن يكون فعّالًا ولا يشكّل خطورة على المرضى ويجب أن يمرّ على مراحل متعددة للأخذ بأنه لقاح نهائي".

وذكر وزير الصحة أن "لقاح كورونا يمرّ أولًا على التجارب السريرية مثل أي لقاح قبل التجارب الأولية، من خلال دراسة تركيبته وشكله وما عملها على الخلايا، خاصة لدى الحيوان وبعدها تجربته على البشر".

وقال إن المرحلة الأولى من فعالية اللقاح تكون عبر قدرته على الشفاء من الفيروس وتقبل الجسم له وعدم وجود أعراض جانبية له من عند متطوعين للتجارب، الذين يبقون لأيام أو أسابيع داخل مخابر التجريب تليها المرحلة الثانية، وهي الكمية التي تعطى للمصاب من أجل استشفائه من المرضى مع تجنب الأعراض أيضًا، أما المرحلة الثالثة وهي المهمة جدًا فتتعلق بالفعالية الحقيقية للقاح نهائيا، وهي المؤدية إلى ما يسمى "MMA" بمعنى السماح بالتسويق والاستعمال، أين يكون اللقاح نهائيًا.

وأوضح، عبد الرحمن بن بوزيد، أن وصول اللقاح إلى مرحلته النهائية يتم عبر طلب شهادة التسويق، ومخبر "غاماليا" الروسي دخل هذه المرحلة، أين تم تجريب اللقاح على مئات الآلاف من المتطوّعين.

أولوية التلقيح

وطمأن بن بوزيد المواطنين بأن "توفير اللقاح المضاد لكورونا بات قريبًا جدًا، غير أنه يجب الصبر فقط لانتظار فعاليته النهائية"، مشيرًا إلى أنّ "توفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا بات ممكنًا جدًا، غير أن الوقت لا يزال مبكرًا، بما أن هناك تضارب في اكتشافه بين من يقول إنه سيتوفر قريبًا وآخرون يقولون إنه لن يكون متوفرًا قبل نهاية السنة".

وعن أولوية التلقيح بدواء "كوفيد-19"، أكد المتحدث بأنّ ما بين 70 و 75 بالمائة من المواطنين سيخضعون للقاح وأن المجلس العلمي بصدد إعداد دراسة لتحديد كمية اللقاح الذي سيتم استيرادها لاحقا والفئات التي ستحظى بالأولوية، ويرى وزير الصحة أن عمال قطاع الصحة أن عمال قطاع الصحة هم من يكونوا المستفيدين الأوائل من لقاح الفيروس، باعتبارهم المتواجدين في الصف الأول لمواجهة الوباء.

كما أضاف بأن مستخدمي "الجيش الأبيض" لهم الأولوية القصوى في الاستفادة من اللقاح، ثم يأتي بعدهم الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة وكبار السن، وسيتم تطبيق بروتوكول تعقيم حسب ما يتم تطبيقه عالميًا.

وفي هذا الإطار، تابع يقول: "عملية التلقيح تكون وفق ما تم عالميا حتى يتم تفادي فشل دول أخرى في عملية التلقيح وعدم الوقوع في نفس الخطأ من خلال التركيز على الخبرات".

وبخصوص إلزامية اللقاح، شدّد بن بوزيد أنه لن يكون إلزاميا، غير أنه قد يكون إلزاميًا مثلًا في المدارس باعتبارنا مسؤولين على سلامة المتمدرسين، ويكون اختياريًا لمن رفض ذلك، متمنيين عدم الخوض في هذه المسألة.

ميزانية خاصّة

في سباق آخر، أكد وزير الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد، أن الوزير الأول، عبد العزيز جراد، شدّد أمس الأحد في اجتماع بمقر الرئاسة على عدم وجود أي إشكال مادي بخصوص اقتناء لقاح "كورونا". وأضاف بن بوزيد بأن الاجتماع الوزاري الذي حضره برفقة الوزير الأول ووزيري الصناعة الصيدلانية والمالية، بأن المشكل المالي غير مطروح بتاتًا بخصوص اقتناء اللقاح.

وشدد الوزير على أن "الجزائر دولة قوية في أفريقيا (..) والرئيس ركز على حماية المواطنين في عديد المرّات، وهو أمر يهمّ الدولة في حدّ ذاته".

قائمة الاتحاد الأوروبي

وبخصوص بيان الاتحاد الأوروبي، الذي أصدر بيانا بخصوص قائمة الدول التي يسمح لمواطنيها بالدخول إلى أراضي الدول الأوروبية والذي استثنى الجزائر، قال الوزير إن "الجانب الدبلوماسي كان له بيان أكد فيه بأن الجزائر لا تُحقر".

وتابع: "الجزائر رغم تسجيلها حصيلة بين 500 و600 إصابة مؤخرًا لا تقارن بتاتًا بما يسجل عالميًا، على غرار إسبانيا وألمانيا التي فتحت الحدود، غير أن ذلك يجعلنا نتساءل عن وجود بعض الدول في القائمة تضرّرت بالوباء كثيرًا".

وفي سياق متصل، قال وزير الصحة إن الأرقام المسجلة بإصابات كورونا في الجزائر صحيحة عبر جميع مراكز ومديريات الصحّة، غير أن الارتفاع المسجل له سببين رئيسيين.

آخر تطورات الوضعية الوبائية

وفي حديثه عن الوضعية الوبائية، قال الوزير أن "المواطن له العلاقة المباشرة في الارتفاع لكن لا يجب تحميله كل شيء"، وأعطى الوزير مثالًا بما حدث في ألمانيا بعد خروج 17 ألف مواطن رافضين للحجر، وهذا ما يجعلنا محقّين في تخفيف الإجراءات، لأنّ الحجر يؤثر نفسيًا على المواطن.

"أما السبب الثاني فهو طبيعة ونوعية الفيروس، فحتى منظمة الصحة حذّرت من انتشاره، فلا يوجد أي خبير ينبئ بما سيكون عليه الفيروس مستقبلًا، فالعالم كله يعاني من الانتشار السريع له"، حسب الوزير.

كما أكد بأن البلاد متحكمة في الوضع الصحّي، وأن عدد الأسرة مثلًا في أيّار/ماي كان أربعة آلاف وارتفع في جويلية إلى 11 ألفًا بعد إجراءات متخذة مع الولاة ومديري المستشفيات وتوفير فنادق للاحتياط.

وأوضح المتحدّث، بأنه جرى تسجيل فائض في بعض المؤسسات الاستشفائية بالمرضى وصل مئة بالمئة، على غرار عين طاية وبئر طرارية ومستشفى سطيف.

وفي هذا الإطار، أكد المسؤول الأول بقطاع الصحّة، اتخاذ إجراءات يوم 10 تموز/جويلية بعد لقاء مع رئيس الجمهورية قبلها بيوم، وبعد لقاء مع خمس ولاة الذين عرفت ولاياتهم ضغطًا كبيرًا وتمّ جمع كل مديري المستشفيات والتوضيح بأن كل الأقسام ستكون من أجل مصابي كورونا، موضحًا بأنه تم التأكيد على توفير عدد كافي من الأسرة للمصابين، وبعد يوم فقط تحسنت الأمور، فمثلًا ولاية عنابة تستعمل 25 بالمائة من قسم الإنعاش، سيدي بلعباس 48 بالمائة وسكيكدة 22 بالمائة فقط.

وأكد بن بوزيد بأنه زار مؤخرًا مستشفيات ولايتي النعامة والبيّض، حيث لاحظ استقرارًا تامًا وعدم وجود أي نقص، فمثلًا البيّض لا تحتوي إلا على ثلاثة مصابين في قسم الإنعاش، على حدّ قوله.

 

اقرأ / ي أيضًا:

بن بوزيد: الجزائر في اتصالات مع 5 مخابر تشتغل على لقاح كورونا

لليوم الرابع.. إصابات كورونا اليومية تواصل الانخفاض