28-يناير-2020

وزير المجاهدين الطيب زيتوني (الصورة: ألجيري باتريوتيك)

فريق التحرير- الترا جزائر

وضع وزير المجاهدين الجزائري، الطيب زيتوني، مجموعة شروط أمام تسوية ملفّ الذاكرة الاستعمارية الجزائرية، وذلك في ردّ ضمنيّ على ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخّرًا.

الطيب زيتوني: الجزائر تربطها بالجانب الفرنسي ملفّات ثقيلة تتعلّق بالذاكرة الوطنية

وأوضح وزير المجاهدين، في تصريح له على هامش ندوة تاريخية، أنّ "الجزائر تربطها بالجانب الفرنسي ملفّات ثقيلة تتعلّق بالذاكرة الوطنية، على غرار استرجاع الأرشيف الوطني، وجماجم الشهداء وتعويض ضحايا التفجيرات النووية".

وأبرز زيتوني، أن معالجة مشكل الذاكرة المتأزّم بين البلدين، يتطلب "نيّة صادقة تمكن من التسوية الفعلية لهذه الملفات لبناء علاقات ثنائية عادية مع فرنسا".

وكان ماكرون قد ذكر يوم الخميس الماضي، على متن الطائرة التي أقلته من الكيان الإسرائيلي، حيث حضر الاحتفال بالذكرى 75 لـ "المحرقة النازية"، بأنه مقتنعٌ بأن على فرنسا أن تعيد النظر في ذكرى الحرب الجزائرية (1962-1954)، "لوضع حدٍّ لصراع الذاكرة الذي يعقّد الأمور داخل فرنسا".

وأضاف "أنا واضح جدًا بشأن التحدّيات التي تواجهني كرئيس من منظور الذاكرة، وهي تحدّيات سياسية. الحرب الجزائرية هي بلا شكّ أكثرها دراماتيكية، أنا أعرف هذا الأمر منذ حملتي الرئاسية، وهو تحدٍّ ماثلٍ أمامنا، ويتمتّع بالأهميّة نفسها التي كان ينظر بها شيراك عام 1995 لمسألة المحرقة النازية".

وفي تعليقه على ما قال ماكرون، أوضح المؤرّخ الفرنسي المختصّ في حرب الجزائر، بنجامين ستورا، إنه يعتقد بأن الرئيس الفرنسي الحالي، يريد تسوية ملف الذاكرة الاستعمارية مع الجزائر.

وذكر ستورا في حوار له مع صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، أن هذه المجموعات لا تزال تحمل ضغائن تاريخية، مثل أطفال المهاجرين الجزائريين والأقدام السوداء (تسمية الكولون الفرنسي في الجزائر)، والحركى (المقاتلون الجزائريون الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي ضد أبناء جلدتهم) وغيرهم.

ولفت المؤرّخ الذي رافق الرئيس الفرنسي خلال زيارته للجزائر سنة 2017، إلى أن ماكرون هو الوحيد من بين سابقيه الذي يحاول معالجة مشكل الذاكرة الاستعمارية بشكلٍ كليٍّ، خصوصًا وأنه ينتمي لجيل لم يعرف الاستعمار، ما يؤهّله لفتح هذا الملف دون عقدة الماضي، سواءً في الجزائر أو غيرها من البلدان الأفريقية، التي سبق وأعلن فيها نهاية السياسة الأفريقية لفرنسا.

يُشار إلى أنّ ماكرون قد أقر في أيلول/سبتمبر 2018، خلال زيارته للجزائر كمرشّح لانتخابات بلاده، أن بلاده مسؤولة عن إقامة "نظام تعذيبٍ" إبّان استعمار الجزائر الذي انتهى في العام 1962.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تصريحات ماكرون تفتح جرح الماضي بين فرنسا والجزائر

ماكرون "يتهرّب" من ملفّ الذاكرة ويُهنئ الجزائريين بذكرى الثورة