17-يوليو-2021

(الصورة: فيسبوك)

تجددت احتجاجات الشارع في عدد من أحياء ولاية ورقلة، 800 كيلومتر جنوبي البلاد، ليل الجمعة، وشهدت هذه المظاهرات احتكاكات مع رجال الأمن مخلّفة جرحى وسط الطرفين.

قوات الأمن نفّذت سلسلة من التوقيفات وسط الشباب المتظاهر

واستعملت قوات مكافحة الشغب التابعة للشرطة، الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين في كبرى أحياء الولاية، على غرار مخادمة، سُكرة، عين البيضاء، بني ثور، التي تعرف احتجاجات مطالبة بالتنمية وتوفير فرص العمل والصحة والسكن ومحاربة الفساد لأزيد من أسبوع.

وقال كمال بوشول، ناشط جمعوي من ورقلة، لـ"الترا جزائر" إن "قوات الشرطة استعملت الغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين وثنيهم عن مواصلة احتجاجهم السلمي المطالب بمناصب الشغل والدفع بعجلة التنمية".

وأوضح كمال بوشول أن "شرارة الاحتجاجات بورقلة اندلعت من مدينة عين البيضاء، قبل أسبوع، إثر عملية دهس نفّذها رجال أمن على عدد من البطالين المعتصمين أمام مقر البلدية لأكثر من 8 أشهر".

وأضاف: "ضحايا عملية الدهس نُقلوا، وقتها، إلى المستشفى بسبب إصابات متفاوتة وغادروا بعد يومين من تلقي العلاج"، وهنا يؤكد الناشط الجمعوي أن "سيناريو الحقرة والتهميش جعل شباب المنطقة ينتفض ويخرج للشارع من أجل إسماع صوته".

وأشار المتحدث إلى "وجود توقيفات وسط المتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات، بينهم أربعة شباب مثلوا أمام القضاء وحُكم عليهم بعامين حبس نافذ"؛ ليسترسل: "عمليات توقيف المتظاهرين من قبل رجال الأمن تتم بطريقة عشوائية، إضافة إلى اعتداءات وحشية".

وفي السياق، استنكر محدّث "الترا جزائر" ما وصفه بـ"الصمت المطبق" المتبع من قبل السلطات العليا مع تكرار الاشتباكات، داعيًا إلى فتح باب الحوار مع البطالين وإيجاد حلول جذرية للملف القديم الجديد، حسبه.

وشدد على أن "السلطات المحلية في الولاية عجزت عن احتواء الوضع ما جعل الشباب يفقد الثقة فيها ويرفض تدخلها في الملف".

كما حذّر، الناشط بوشول، من "أي انزلاق قد يعصف بأمن واستقرار المدينة"، مذكّرًا أنه "سبق وأن حذّرنا من تنامي الاحتجاجات في أكثر من فرصة، ومن مغبة التساهل مع هذا الملف، سيما وأن الأيادي العابثة تحاول الاستثمار فيه بكل الطرق".

وعن مطالب الشباب البطال، أكد أن "المتظاهرين شدّدوا على محاربة ما يصفونه بلوبيات الفساد في المنطقة ومحاسبتهم، مع فتح تحقيق معمّق في الفرع الولائي للتشغيل ومع رؤساء الملحقات المحلية للتشغيل ومدير مفتشية العمل الجهوي والولائي ومدراء الموارد البشرية والمدراء العامون للشركات الوطنية والأجنبية الناشطة في المنطقة".

كما ركّز بوشول على ضرورة "رفع العوائق البيروقراطية عن ملف التشغيل، وتوفير ما يزيد عن 7 آلاف منصب في الشركات الوطنية، مع إنشاء مصانع في الولاية النفطية، فضلاً عن إطلاق مراكز ومعاهد تكوين في مجال النفط والمحروقات".

يذكر أن أصوات المحتجين تتصاعد، في الآونة الأخيرة، بولايات الجنوب للمطالبة بفرص الشغل وتحسين ظروف المعيشة، في الوقت الذي دعا عدد من الأحزاب إلى ضرورة فتح باب الحوار مع المتظاهرين والاستجابة لمطالبهم في أقرب وقت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

احتجاجات ورقلة تتوسع وسط تفاعل سياسي

احتجاجات في الجزائر.. غليان المواطن وخطر الفوضى