01-يناير-2022

صورة من الصحراء الجزائرية (Getty)

بعد أن عاشت لأشهر فترات صعبة جرّاء إجراءات الإغلاق وحظر السفر، تستعيد الوكالات السياحية في الجزائر نشاطها تدريجيًا بتنويع خدماتها، سواء بالاستفادة من المواعيد المناسباتية كرأس السنة الميلادية، أو بالتوجه نحو السياحة الداخلية.

 تحاول وكالات السياحة والأسفار في الجزائر التكيف مع الوضع واقتناص مختلف الفرص ومنها احتفالات رأس السنة 

ووسط  عودة الإصابات بكورونا للارتفاع بمعدلات قياسية في عدة دول بالعالم، وزيادتها نسبيًا في الجزائر، تحاول وكالات السياحة والأسفار في الجزائر التكيف مع الوضع واقتناص مختلف الفرص ومنها احتفالات رأس السنة التي مثلت بالنسبة لها عودة للعمل بشكل لافت حتى ولم يكن بالمستوى الذي كان قبل قدوم الجائحة.

اقرأ/ي أيضًا: فيديو.. طوابير طويلة أمام وكالة النقل البحري بمرسيليا

استئناف تدريجي

أكد عدد من أصحاب الوكالات السياحية الذين تحدثوا لـ"الترا جزائر" عودتهم للنشاط، حتى وإن واصل بعضهم العمل عن بعد حتى في زمن الإغلاق وذروة الإصابة، وهو العمل الذي تواصل حتى بعد فتح السلطات الجزائرية لحدودها ورفع عدد الرحلات الجوية والبحرية داخليا وخارجيا.

وقال عبد الغني حماموش صاحب وكالة "هاريكا" إنه لحدّ الآن لم يستأنف العمل من المكتب وأجله إلى بداية عام 2022، مشيرًا إلى عودة الطلب من الزبائن تدريجيًا.

ولفت حماموش إلى آن طلبات السفر نحو الخارج تقتصر في الغالب على تركيا، سواءً برحلات عبر الخطوط الجوّية الجزائرية أو عبر الخطوط التركية.

لكن مسؤول بوكالة "نيادين للسفر" أوضح لـ "الترا جزائر" أنّ أيضًا ما أثر عدم ارتفاع الطلب على السفر بالشكل الذي كان سابقًا هو ارتفاع تكاليف القيام برحلة أسبوعية بنسبة تقارب 40 بالمائة مقارنة بما كان قبل الجائحة.

وأشار المسؤول ذاته إلى أن سبب ارتفاع تكاليف قضاء عطلة نهاية السنة أو الخروج في جولة خارج البلاد هو الارتفاع الكبير لتذاكر السفر، فعلى سبيل المثال تكلفة السفر ذهابًا وإيابًا إلى تركيا كانت تقدر بـ 40 ألف دينار جزائري قبل الجائحة، لكنها أصبحت اليوم لا تقلّ عن 80 ألف دينار، أي أنها ارتفعت بخمسين في المائة.

وأشار عبد الغني حماموش إلى أنه في ظلّ تراجع عدد الراغبين في السفر، انتظم بعض أصحاب الوكالات السياحية ضمن أرضية رقمية مشتركة تمكنهم من إمكانية جمع زبائن وكالات مختلفة في رحلة واحدة، بهدف تقليص التكاليف للزبون المسافر وتحقيق ربح لصاحب الوكالة.

السياحة الداخلية

رغم أن جائحة كورونا أضرّت بمختلف القطاعات الاقتصادية، إلا أن قطاع السياحة والسفر كان من المجالات الأكثر تكبدًا للخسائر بسبب هذا الوضع، ورغم أن الحكومة منحت لأصحاب الوكالات وموظفيها المساعدة المالية المتمثلة في 30 ألف دينار للشهر الواحد، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتغطية كل الخسائر، مثلما أوضح محمد بن عياد صاحب وكالة جاسر للأسفار لـ "الترا جزائر".

وأشار بن عياد إلى أن هذا الوضع جعل الجزائريين وحتى أصحاب الوكالات يلتفتون إلى السياحة الداخلية، فوكالته التي تتخذ من العاصمة الجزائر مقرا لها تنظم اليوم رحلات إلى عدة ولايات كوهران وبجاية وتلمسان ومستغانم وفي فصل الشتاء، وهي المدن التي في الغالب يقصدها الجزائريون صيفا كونها ولايات ساحلية.

وأشار إلى أنه إضافة إلى مناطق الجنوب كتاغيت وجانيت وغرداية والوادي، تنظم وكالته رحلات إلى ولايات داخلية أخرى كسطيف والبليدة وغيرها، مؤكدا في هذا الإطار أن الجائحة جعلت السياحة الداخلية تنتعش حقا.

وقال إن وكالته كانت سابقًا تنظم رحلات داخلية على سبيل المثال إلى منطقة تيكجدة الجبلية بولاية البويرة، إلا أن الوضع تغير اليوم إذ أصبح يشمل عدة ولايات.

ترقب

في منتصف شهر كانون الأول ديسمبر الجاري، أعلنت السعودية أنها شرعت في استقبال المعتمرين من خارج البلاد ممن تزيد أعمارهم عن 12 عاما، مع احترام الإجراءات المنصوص عليها،وهو الإعلان الذي تتطلع وكالات السياحة الجزائرية أن يقابله قرار مماثل من السلطات الجزائرية.

ولم يصدر الديوان الجزائري للحج والعمرة لحد الآن أي قرار يتعلق بالسماح للوكالات بتنظيم رحلات للعمرة، لكن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي قال في وقت سابق إن "تنظيم موسم العمرة والحج مرتبط أساسًا بالوضع الوبائي الخاص بتفشي فيروس كورونا".

غير أن هذا الوضع، لم يمنع بعض الوكالات من استئناف رحلات العمرة بطريقة غير مباشرة، بالإشراف على سفر جزائريين إلى السعودية عن طريق التأشيرة السياحية، ليقوموا عند وصولهم إلى الرياض، بأداء العمرة مع وكيل بالسعودية.

غير أن عبد الغني حماموش يوضح لـ "الترا جزائر"، أن وكالته تتجنب اعتماد هذه الطريقة مخافة حدوث تجاوزات في حق الزبائن، بالنظر إلى المشاكل التي تشهدها رحلات العمرة وحدثت في الظروف العادية، ومن ثم فإنّ تكرار هذه المشاكل في غياب تصريح من الديوان بإجراء رحلات عمرة قد يعرضه لعقوبات قد تحرمه نهائيا من تنظيم رحلات الحج والعمرة عند عودتها بطريقة رسمية.

رغم العودة المحتشمة للنشاط السياحي إلا أن أصحاب  وكالات الأسفار مرتاحون ومتفائلون بالعودة التدريجية لعملهم

ورغم العودة المحتشمة للنشاط السياحي، إلا أن أصحاب  وكالات الأسفار مرتاحون ومتفائلون بالعودة التدريجية لعملهم، والذي يبقى رغم محدوديته أحسن من العام الماضي الذي كان فيه كل النشاطات مغلقة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بسبب كورونا.. نشاط الوكالات السياحية في مهبّ الريح

بلمداح: وكالات سفر تتحايل على الجزائريين العالقين بالخارج