12-ديسمبر-2021

الفنان ياسين زايدي (فيسبوك/الترا جزائر)

على مدار الأسبوعين الأخرين؛ حظي الممثل المسرحيّ والتّلفزيونيّ ياسين زايدي، 1974، باهتمام واسع في الواقع والمواقع، من طرف الفنّانين والإعلاميّين محبّيه، بسبب إصابته بوعكة صحّيّة على مستوى القلب والرّئتين. وأمام صعوبة إدخاله لأحد المستشفيات في الجزائر؛ ثمّ حاجته إلى العلاج في الخارج، تهاطلت المناشدات الموجّهة إلى السّلطات للتّكفّل العاجل، مثلما سبق أن حصل مع فنّانين آخرين، لكنّ لم تلقَ تلك المناشدات آذانًا مصغية، حتّى توقّف قلبه تمامًا، السّبت، في أحد مستشفيات العاصمة.

ياسين زايدي: ياسين زايدي ممثّل من الصّفّ الأوّل. وبقي وفيًّا لخياره الفنّي منذ أن التحق بالتّمثيل المسرحيّ

وكتب المخرج المسرحيّ محمّد شرشال، ساعاتٍ قبل رحيل الفقيد، أنه يشعر بالحزن، وهو يقترب من عرض مسرحيّة "جي. بي. آس" في مهرجان قرطاج التّونسيّ، من غير أن يكون ياسين زايدي معه، مثلما كان رفيقًا له في إخراجها بصفته مساعدًا.

اقرأ/ي أيضًا: الفنّانة سلوى.. رحيل حمامة الأغنية الجزائريّة

ويتساءل الفنان المسرحي رياض سقني: هل يحقّ للمسؤولين الذّين كانوا قادرين على أن يتكفّلوا بياسين زايدي صحّيًّا، من غير أن يفعلوا ذلك، أن يقوموا بتأبينه؟ الحياة والموت بيد الله؛ لكنّ التكفّل الصّحّي بيد السّلطات الوصيّة".

ويؤكّد محدّث "الترا جزائر" أن ياسين زايدي ممثّل من الصّفّ الأوّل. وبقي وفيًّا لخياره الفنّي منذ أن التحق بالتّمثيل المسرحيّ عن طريق الكشّافة الإسلاميّة عام 1988، "وهو بالإضافة إلى كونه فنّانًا مهمًّا فهو إنسان راقٍ جمعته صداقات مع جميع الوجوه والأجيال المسرحيّة".

التحق ياسين بالمعهد البلدي للمسرح في القصبة بالجزائر العاصمة لتعميق تجربته في التّمثيل؛ ثمّ باشر دارسة الإخراج؛ حيث مثّل في حولي 30 عرضًا، حوالي 20 منها تقمّص فيها أدوارًا رئيسيّة كان آخرَها "سليمان اللّوك" في نيسان/أفريل من عام 2018، كما ساعد في إخراج نخبة من العروض منها "المهبول العاقل" و"المفترسون" و"جي. بي. آس" التّي توّجت كأفضل عرض مسرحيّ عربيّ عام 2019.

ولم يقلّ حضوره التّلفزيونيّ عن حضوره المسرحيّ، حيث شارك في حوالي ثلاثين مسلسلًا دراميًا منها "اللّيالي البيضاء" و"دوّار الشّاويّة و"الميداليّة" و"دارنا القديمة".

يقول الممثل وليد عبد الله إنه كان يميل إلى الأدوار الوديعة والهادئة؛ "انسجامًا منه مع طبيعته؛ فهو كان كذلك تمامًا. وهو ما جعله محبوبًا في الأوساط الفنّيّة ومقبولًا في الأوساط الشّعبيّة. لقد فقدت الخشبة والشّاشة ملاكها".

يطرح رحيل الممثّل ياسين زايدي، من جديد، سؤالًا ظلّ معلَّقًا هو: إلى متى يبقى الفنّان في الجزائر بلا قانون

ويطرح رحيل الممثّل ياسين زايدي، من جديد، سؤالًا ظلّ معلَّقًا هو: إلى متى يبقى الفنّان في الجزائر بلا قانون يضمن حقوقًا بات يتمتّع بها الفنّانون في دول عربيّة وأفريقيّة منها الرّعاية الصحيّة؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الترا جزائر" تقف على تفاصيل انتحار الممثّل هيثم حساسني

حوار | صبرينة قريشي: هزيمة الوطن حضاريًا هي هزيمة نكراء لفنّانيه