يومٌ في سوق المواشي.. تفاصيل رحلة شاقة للبحث عن كبش للعيد
3 يونيو 2025
مع اقتراب عيد الأضحى، تتحوّل مختلف مدن ولاية البويرة إلى وجهة للباحثين على أضحية للعيد، غير أن هذه الرحلة التي كانت تُغلفها البهجة والطمأنينة في زمن مضى، أصبحت اليوم مشحونة بالقلق والحسابات الدقيقة، في ظل ارتفاع لافت في أسعار الكباش، جعل كثيرين يضعون أيديهم على قلوبهم قبل الدخول إلى السوق.
في قلب السوق، حيث تختلط رائحة التبن بعبق العرق والتراب، تتصاعد أصوات الباعة وهم ينادون على ماشيتهم مستخدمين عبارات تسويقية تعرفها السوق جيدًا
"سبعة ملايين ونص على كبش متوسط؟ هذا العام نعيّد بـالدعاء فقط"، يقول عبد الحق، موظف أربعيني جاء برفقة ابنه، حالمًا بشراء خروف العيد، يقف أمام أحد المربّين والباعة، يتفحّص الكبش تلو الآخر، يساوم، يتردد، ثم يواصل رحلته.
في قلب السوق، حيث تختلط رائحة التبن بعبق العرق والتراب، تتصاعد أصوات الباعة وهم ينادون على ماشيتهم مستخدمين عبارات تسويقية تعرفها السوق جيدًا: "كبش جزائري حر"، "ولد الجبل"، "كبش ونص"، على الجهة المقابلة، يقف الزبائن في صفوف شبه عشوائية، يتنقّلون من مربّي إلى آخر، يتفحّصون، يسألون، وفي الغالب يغادرون خائبين.

""الله غالب، العلف غالي، والطرقات بعيدة، وكلّ شيء طالع"، يردّ مربّي المواشي عمّار الذي جاء من بلدية الهاشمية مصطحبًا ماشيته لبيعها في السوق. يؤكد أنّ الارتفاع في الأسعار ليس مجرّد طمع، بل نتيجة لسلسلة من التكاليف التي يتحمّلها المربّون منذ شهور.
رغم ذلك، لا يبدو الأمر مقنعًا لكثير من الزبائن، خاصة أولئك الذين لا تتجاوز أجورهم الشهرية الأربعين ألف دينار، وهو حال محمد، موظف في البلدية، وأب لأربعة أطفال، الذي يجوب السوق، وهو يقول لـ "الترا جزائر": أولادي صغار، ينتظرون الكبش مثل الحلوى. لا أريد أن أخيّب أملهم، لكن الأسعار نار. إن لم أجد شيئًا في حدود إمكانيتي، سأضطر للاستدانة، أو نشارك مع العائلة".

وفي خضم هذا الزحام والوجوه المتوترة، تظهر المهن الموسمية التي لا تنشط إلا في هذا التوقيت من السنة. شباب يعرضون خدماتهم في جرّ الأضاحي وربطها، باعة يفرشون الحبال، والكمّامات، وأكياس الشعير على الأرض. صبية يبيعون الفحم والسكاكين المشحوذة، وآخرون يوزّعون بطاقات تعريفية "جزار متنقّل"، "ذبّاح".
تحت حرارة الشمس المتصاعدة، ومع مرور الوقت، يمتلئ السوق أكثر فأكثر، وتُصبح الوجوه أكثر عبوسًا. البعض يشتري مُكرهًا، يخشى أن ترتفع الأسعار أكثر مع اقتراب العيد. البعض الآخر يؤجل، ويعلّق أمله على "سوق الخميس" المقبل، حين يُراهنون على انخفاض في الأسعار في اليوم الأخير قبل العيد.
اللافت أن الحديث عن الأضحية لم يعد دينيًا أو تقليديًا فحسب، بل بات موضوعًا اقتصاديًا واجتماعيًا حساسًا. كثير من المواطنين يرون أن مناسبة العيد تحوّلت إلى عبء ثقيل على الأسر المتوسطة والفقيرة، وأن التضحية أصبحت رمزًا للقدرة الشرائية أكثر منها طقسًا روحيًا.
مع اقتراب الظهيرة، بدأت بعض العائلات تغادر السوق، بعضها محمّل بأضحية، والبعض الآخر محمّل بتردّد. لكن القاسم المشترك بينهم جميعًا هو محاولة الحفاظ على طقس من طقوس الفرح، ولو على حساب الكثير من التضحيات
الكلمات المفتاحية

مراد حرز الله لـ"الترا جزائر": توثيق الحياة البرية بالكاميرا يكشف أسرار تغيّر المناخ
في خضمّ أزمة تغيّر المناخ المتصاعدة والاهتمام المتزايد بالبيئة، لا يقتصر دور بعض المصورين على التقاط صور عابرة للحظات طبيعية، بل يتعداه إلى عمل توثيقي رصين لجمال الحياة البرية في الجزائر. فتصوير ورصد مراد حرز الله الميداني الدقيق لعشرات أنواع الثدييات وأكثر من 350 نوعًا من الطيور، يقدم معلومات قيمة تعكس صحة النظم البيئية.

بحيرة طونغة الجزائرية.. اختارها الشاذلي للصيد وحوّلها التايلاندي لأيقونة بيئية
لم يكن أشدّ المتفائلين يتوقّع، قبل عام 2004، أن تتحوّل بحيرة طونغة (أو طنقة)، الواقعة ببلدية السوارخ، أم الطبول، في دائرة القالة بولاية الطارف، أقصى شرق الجزائر، إلى واحدة من أبرز وجهات السياحة البيئية في البلاد. هذه الرقعة الساحرة المنسيّة، التي تتّفق الروايات على أن اسمها مشتقّ من قبيلة أفريقية استوطنت المكان قبل أن تُباع في أسواق العبيد بأوروبا خلال القرون الغابرة، أصبحت اليوم تستقطب مئات…

جولة في الحي العتيق بالجزائر العاصمة.. مدينة القصبة التي تُبعث من أنقاضها
كلما حلّ الصيف، تتحول المدينة العتيقة بعاصمة الجزائر "حي القصبة" إلى محجّ للسياح من داخل الوطن وخارجه، أفواج من السياح على رأسهم عائلات جزائرية مغتربة تأتي بأبنائها وأحفادها لزيارة هذه المدينة المصنّفة لدى منظمة اليونيسكو تراثا إنسانيا، بعضهم يدخلها لأول مرة، وبعضهم أعاده الحنين بعد عمر من مغادرتها.

بيئة مُهدّدة.. الوجه الآخر للشواطئ المعزولة في الجزائر
تعدّ الشواطئ المعزولة التي يصل عددها إلى نحو 400 شاطئ على طول 1600 كيلومتر في الجزائر، ملاذًا مميزًا لمحبي الاستجمام والهدوء، خاصة بعد جائحة كورونا. لكن هذا الاهتمام المتزايد، مدفوعًا بوسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، أدى إلى اكتظاظ هذه الشواطئ وتعرضها للتلوث والنفايات، ما حولها من جنة طبيعية إلى مواقع بيئية مهددة.

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين
في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

إجماع سياسي على إدانة العدوان الإسرائيلي على سوريا.. وتحذير من توسيع دائرة الصراع
أدانت مختلف الأحزاب السياسية في الجزائر العدوان الإسرائيلي على سوريا، معتبرة أنه انتهاك لسيادة دولة عربية ومسّ بأمنها واستقرارها، في وقت عبّرت فيه الجزائر رسميًا عن رفضها لهذا التصعيد ودعت إلى تحرك أممي لوقف الاعتداءات.

وفاة الصحفي علي ذراع بعد صراع مع المرض
توفي مساء أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة الإعلامي علي ذراع عن عمر ناهز 78 سنة بعد صراع مع المرض، حسب ما أفاد به أقاربه.

طقس الجزائر: حرّ شديد ورعد وضباب
توقعت مصالح الأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء 16 تموز/جويلية 2025، تسجيل موجة حر وتساقط أمطار رعدية معتبرة محليا على عدة ولايات من الوطن.