26-نوفمبر-2024
تبون

عبد المجيد تبون (الصورة: فيسبوك)

أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، عن طي ملف العقار الفلاحي نهائيا خلال السنة القادمة 2025.

رئيس الجمهورية: الفلاحون قادرون على تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي

وقال رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها خلال إشرافه على مراسم الاحتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين إنّ "العقار الفلاحي معضلة وإرث منذ الاستقلال لكن سنعمل على طي الملف نهائيًا خلال السنة القادمة 2025 ".

ودعا الرئيس تبون الوزير الأول ووزير المالية وكافة أعضاء الحكومة إلى العمل مع الفلاحين لإيجاد حل لهذا الملف وإيجاد "ضوابط قانونية لتحديد ملكية الأراضي وحمايتها".

وشدّد على ضرورة "اعتماد أرقام حقيقية" في قطاع الفلاحة ومواصلة عصرنة هذا القطاع الحيوي وكذا "تحقيق إنتاج وطني تحويلي صناعي يشرف البلاد وعدم تصدير الإنتاج الفلاحي كمادة خام".

وبعد أن عبّر الرئيس تبون عن فخره لما تم تحقيقه في هذا القطاع الحيوي، أكد أن الفلاحين "قادرون على تحقيق النتائج المتوخاة فيما يخص الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي".

الأمن الغذائي رهان إستراتيجي

وهنا أبرز أنه "لقد جعلت بلادنا من الأمن الغذائي رهانًا إستراتيجياً، يتوجب علينا كسبه، في عالم أصبح فيه سلاح الغذاء أقوى الأسلحة وأشدها تأثيرًا."

ووفقه فإنّه "من باب الإنصاف، أنوه في هذه الفرصة بجهود الفلاحين.. فلقد أبدوا في الظروف الاستثنائية خلال الأزمة الصحية (جائحة كورونا) حسًا وطنيًا، وإدراكًا عاليا لطبيعة التحدي، فعملوا بكل حرص على توفير المنتجات الزراعية في الوقت الذي كان فيه العالم يعاني شللا غير مسبوق، أدى إلى شح خطير في المواد الغذائية الأساسية."

ليكمل: "ولقد رفعوا التحدي بمساعدة من الدولة لجهودهم، ومرافقتها للإنتاج أوفر، والمستثمرين، والفاعلين في القطاع، الذين يؤمنون بقدرات البلاد. وبضرورة الوصول إلى الأهداف الوطنية التي سطرناها معا لتأمين بلادنا، وتكريس مفهوم الأمن الغذائي المستدام ركيزة من ركائز أمننا القومي."

تبون: الأمن الغذائي يعتبر رهانًا استراتيجيًا يتوجب علينا كسبه لأن سلاح الغذاء هو أقوى الأسلحة

وعلى هذا الأساس، ولتطوير القطاع، شدّد الرئيس أنّه "أكدت مرارًا على البعد الإستراتيجي الذي يكتسيه التوجه نحو العصرنة، وتسخير التقنيات الحديثة، للنهوض بالفلاحة وعالم الريف؛ وتطوير إمكانيات البلاد الزراعية الهائلة، والرفع من مستويات الإنتاج."

وهنا قال: "لأننا نؤمن بحتمية التمكين التدريجي لبدائل مستدامة ومضمونة، تكفل للجزائر التخفيف من التبعية للريع البترولي. وتتيح لي هذه السانحة - اليوم - أن أذكر بالقرارات والإجراءات التي اتخذناها، ونتابع باستمرار تجسيدها في الميدان."

الدعم مستمر

وتحدّث الرئيس تبون على مواصلة دعم الفلاحين. إذ أشار إلى "رفع مستوى دعم بعض المواد الأساسية على غرار رفع سعر شراء الحبوب والبقول الجافة من الفلاحين. وكذا رفع نسبة دعم الأسمدة إلى 50 بالمائة من سعرها المرجعي للتخفيف من آثار ارتفاع أسعارها في الأسواق الدولية."

ووفق ما جاء في كلمته شدّد على "ربط عشرات الآلاف من المستثمرات والمحيطات الفلاحية بالطاقة الكهربائية". ليلفت: "ولقد كانت غايتنا من اتخاذ تلك القرارات والإجراءات هي مرافقة ودعم الفلاحين، وإفساح المجال أمام الجيل الجديد من المهندسين الفلاحيين عن طريق المؤسسات الصغيرة والناشئة، الذين نعول عليهم لإحداث النقلة نحو عصرنة عالم الفلاحة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الإستراتيجية على المدى القريب، خاصة القمح الصلب، والذرة الصفراء والشعير."

وأعرب بهذه المناسبة عن الارتياح للوعي الواسع بهذه التحديات في أوساط القطاع ولدى مختلف النشطاء فيه. وزاد: "مرة أخرى أشدّد على أهمية شعبة الحبوب في إستراتيجيتنا الزراعية، نظرًا لمستوى استهلاكنا الكبير من هذه المادة، وعدم استقرار السوق العالمية."

وهنا جدّد حرصه على توجيه تعليمات إلى الطاقم الحكومي بضرورة توجيه العمل على الرفع من طاقات التخزين وتجسيد البرنامج المسطر بهذا الشأن.

والتزم مرة أخرى الرئيس أمام الفلاحين "باستصلاح مساحة مليون هكتار عن طريق السقي، لا سيما في جنوبنا من هنا إلى آفاق 2027، وهدفنا من ذلك توسيع مساحات إنتاج الزراعات الاستراتيجية، مثل القمح الصلب، والذرة الصفراء والنباتات الزيتية."

وفي الصدد، لفت إلى أنّ "المجال مفتوح أمام المستثمرين الوطنيين والأجانب للانخراط في هذا المسعى، والاستفادة من التسهيلات لتجسيد مشاريعهم."

الرقمنة والإحصائيات

وعرّج الرئيس في كلمته على الرقمنة وأهمية البيانات والإحصاءات الدقيقة، حيث قال إنهما "أحد الركائز الأساسية لرسم السياسات التنموية."

تبون: المجال مفتوح أمام المستثمرين الوطنيين والأجانب للانخراط في استصلاح الأراضي

ولهذا الغرض، أمر الرئيس "بإجراء الإحصاء العام للفلاحة الثالث في تاريخ القطاع، وننتظر النتائج الأولية التي ستفضي إلى ربح الوقت والجهد لتجسيد رؤيتنا الرامية إلى ترقية القطاع الفلاحي، ورصد الإمكانيات من أجل تحقيق أقصى ما يمكن من الاستقلالية."

وفي الأخير دعا الرئيس الفلاحين إلى "التجند أكثر في الميدان، لأنني على قناعة بارتباطهم بأرضنا الطاهرة المعطاءة وبوعيهم بالتحديات التي تنتظرنا.."

وختم: "أنا على يقين، بأن الفلاحين قادرون على الوصول في الآجال القريبة إلى النتائج المتوخاة فيما يخص الاكتفاء الذاتي، والأمن الغذائي."