6 أشخاص في قبضة العدالة بشبهة الاعتداء على السيدة المتهمة ظلما بالسحر

عرفت قضية سيدة العلمة المتهمة ظلمًا بممارسة السحر تطورات جديدة، حيث أعلن عن توقيف ستة أشخاص يُشتبه في تورطهم المباشر في حادثة الاعتداء التي تعرّضت لها، بعد تحليل محتوى الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وثّقت لحظة محاصرة السيدة وتوجيه اتهامات علنية لها، من دون أي دليل مادي أو قانوني.

السيدة تحمل الجنسية المزدوجة الجزائرية الفرنسية وكانت تنتظر ابنها أمام المسبح

وتعود خلفية القضية إلى واقعة جرت في مدينة العلمة بولاية سطيف، حيث ظهرت سيدة جزائرية مغتربة، كانت تقيم سابقًا في فرنسا، وهي تتعرض لمحاصرة من طرف مجموعة من الشباب وسط الشارع، متهمين إياها بحيازة طلاسم وممارسة الشعوذة. وقد قام بعضهم بتصوير الواقعة ونشرها، كما حاولوا نزع نقابها أثناء توجيه اتهامات علنية، ما أثار موجة واسعة من الغضب والاستنكار.

وقد تقدّمت السيدة وفق ما نقلته جريدة "الخبر" بشكوى رسمية أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة العلمة، أوضحت فيها أنها لا تعرف أيا من المعتدين، وأن ما كانت تحمله من أوراق لا يتجاوز ترجمات فرنسية لمعاني آيات من القرآن الكريم، كانت بصدد مراجعتها أثناء انتظار ابنتها أمام مسبح المدينة. بناءً على ذلك، تم تفعيل خلية الجرائم السيبرانية، والتي شرعت في تتبّع مصدر الفيديوهات وتحليل الوجوه الظاهرة فيها.

وأسفرت التحريات الأولية عن تحديد هوية ستة أشخاص يشتبه في تورطهم في الاعتداء، تم توقيفهم وإحالتهم على التحقيق، في حين ذكرت الضحية في محضر رسمي اسمَي شخصين شاركا في الاعتداء، فيما تم التعرف على الآخرين من خلال محتوى التسجيلات.

استياء واسع

وكانت هذه القضية، قد خلّفت حالة استياء كبيرة من سلوك الأشخاص المعتدين على السيدة، خاصة بعد تأكيد مقربين منها أنها تقيم في الجزائر منذ سنوات برفقة أبنائها، بعد أن تنقّلت بين عدد من الدول الإسلامية، وكرّست وقتها لتربيتهم وتعليمهم. 

وقد شدّد متضامنون على أن تصرفها لم يكن خارجًا عن المألوف، بل يتعلق فقط بقراءة معاني القرآن، وهو ما لا يبرر الهجوم عليها أو التشهير بها.

وفي ردود الفعل، عبّر سكان من المدينة عن ارتياحهم لإعلان توقيف المشتبه فيهم، معتبرين أن ما حدث تجاوز واضح للقانون، وأن التعامل مع الشبهات، إن وُجدت، لا يكون عبر التشهير أو العنف، بل عبر القنوات القضائية المختصة. 

كما دعا كثيرون إلى التعامل بحزم مع مثل هذه التصرفات التي من شأنها أن تهدد السلم الاجتماعي وتؤدي إلى فوضى قانونية إذا تُركت دون متابعة.

وكانت قضايا السحر والشعوذة قد عادت بقوة في الأسابيع الأخيرة، على خلفية حملات تنظيم المقابر، وهو ما خلق، وفق توصيف عدد من المثقفين، حالة من الهوس بهذه الأفكار، انعكست في سلوك المجموعة التي حاولت الاعتداء على السيدة.