ثقافة وفنون

700 سنة بعد تدمير مكتبة بغداد.. يوم تشبّه الاستعمار الفرنسي بالمغول وأحرقوا 400 ألف كتاب بالجزائر

10 يونيو 2025
حريق جامعة الجزائر
حريق جامعة الجزائر (صورة: فيسبوك)
فريق التحرير
فريق التحرير

لا تزال حادثة حرق مكتبة الجامعة المركزية من قبل "منظمة الجيش السري" الاستعمارية، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت في حق الفكر والإنسانية، وذلك عشية انتصار الشعب الجزائري في معركة التحرر الوطني. 

الضابط روجيه ديغولدرا نفّذ الهجوم بالتنسيق مع خلايا تابعة لقيادة المنظمة في باريس

وبكثير من التدبر، أعيد، اليوم الثلاثاء تسليط الضوء على هذه الجريمة خلال ندوة تاريخية احتضنتها جامعة الجزائر 1 (بن يوسف بن خدة)، شدد فيها المشاركون على أن ما حدث في 7 حزيران/جوان 1962 لم يكن مجرد عمل تخريبي معزول، بل كان محاولة ممنهجة لمسح ذاكرة أمة بأكملها.

وفي روايته لما حدث، قال أستاذ التاريخ بجامعة البويرة، زيدين قاسيمي، إن الاعتداء بدأ بزرع ثلاث قنابل فوسفورية داخل أروقة المكتبة، مع توزيع دلاء من البنزين لإحداث أكبر دمار ممكن. 

وقد أسفر هذا الحريق المتعمد عن تدمير أكثر من 400 ألف كتاب ومجلد ومخطوط من أصل 600 ألف كانت تحتويها المكتبة المركزية، التي كانت تُعد من أهم خزائن المعرفة في شمال أفريقيا.

تدمير ثقافة شعب

وفي كلمته خلال الندوة، وصف مدير الجامعة، عمار حياهم، ما جرى بأنه "من أبشع الجرائم التاريخية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي"، مؤكداً أن الهدف من الحرق كان سلب الشعب الجزائري ذاكرته الثقافية وتاريخه المكتوب. 

وأضاف أن الجريمة عكست بوضوح مدى رفض المستعمر الفرنسي للانتصارات العسكرية والدبلوماسية التي حققتها الجزائر آنذاك، مشدداً على ضرورة ترسيخ هذا الحدث في وعي الأجيال القادمة حتى لا يُنسى.

وأشار حياهم إلى أن الحريق استمر لثلاثة أيام كاملة، دون أن تبذل السلطات الفرنسية أي جهد فعلي لإطفائه، بل إن الأعوان كانوا يتعمدون توجيه خراطيم المياه نحو الأجزاء غير المشتعلة من المكتبة لإتلاف الكتب السليمة، ما يؤكد أن الهدف لم يكن فقط إضرام النار بل تدمير أكبر عدد ممكن من الكتب والمخطوطات، في جريمة متعمدة ضد الفكر والمعرفة.

من جهته، أوضح سعيد صاغور، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الجريمة هي "فعل انتقامي صريح من الشعب الجزائري"، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إعلان استقلاله واحتفاله بالحرية. 

وأضاف أن ما وقع يُظهر الوجه القبيح للفكر الكولونيالي الفرنسي، الذي لم يتحمل فكرة خسارته المعركة، فسعى إلى الانتقام من رموز الهوية والمعرفة الجزائرية.

أما رئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، محمد لحسن الزغيدي، فقد اعتبر حرق المكتبة محاولة لحرق مرجعية حضارية صنعتها الأمة الجزائرية عبر آلاف السنين.

عودة للجريمة

ووفق مصادر فرنسية، فإن الهجوم تم بعناية بالغة، حيث نُفّذ بعمليات هندسية معقدة تشمل تفخيخًا ممنهجًا للأماكن بالقنابل، واستخدامًا ممنهجًا للبنزين لاستهداف تلك المخازن الثقافية الحيوية.

وقد أوردت وثائق رسمية فرنسية أن فريقًا مدرّبًا من قوات الجيش السري، بقيادة الضابط روجيه ديغولدرا، نفّذ الهجوم، بالتنسيق مع خلايا تابعة لقيادة المنظمة في باريس، كمحاولة أخيرة لقمع ما تبقى من إرادة التحرر الجزائرية، خاصة وأن الاستقلال كان قاب قوسين قبل إعلانه الرسمي. 

 وفي فظاعتها، تحيل هذه الجريمة، إلى ما فعله المغول بمكتبة بغداد سنة 1258، حين ألقوا آلاف المخطوطات في نهر دجلة حتى تغيّر لون مياهه من الحبر. وفي الحالتين، كان الهدف بعيدا عن التخريب، هو القضاء على ذاكرة أمة ومحاولة إخماد وعيها. 

الكلمات المفتاحية

رشيد بوجدرة

رشيد بوجدرة لـ "الترا جزائر": كتاب عن غزة سيصدر في سبتمبر المقبل والجبن أفقد الأمة العربية موهبتها كأمة شاعرة

كشف الكاتب الروائي الجزائري رشيد بوجدرة عن عمل أدبي جديد سيرى النور في غضون شهرين على الأكثر، يتحدث فيه عن غزة ومحنتها ومحنة الفلسطينيين بها، خلال السنتين الأخيرتين.


كتارا

ترشح 6 جزائريين للفوز بجائزة كتارا للرواية العربية

سجّل الأدب الجزائري حضورًا لافتًا في القائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية العربية 2025، مع وصول ستة كتّاب جزائريين في فئات الرواية والنقد، ما يجعلهم مرشحين للفوز من أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي.


عبد القادر عفاق

حوار| عبد القادر عفّاق: التّقمص غير المُغازِل عنصرٌ أساسي للخَلقِ في السينما

ينزوي الفّنان عبد القادر عفّاق في خلوته الفنية والانسانية بعيدًا عن وسط فنّي صاخب ومُبهم الملامح، مُستذكرًا مشوارًا طويلًا غير هيّن، في حين نتأمّل فيه الإنسان الذي عايش ويُعايش أحداثًا عديدة ومراحل مختلفة من سيرة الفن والمجتمع والسياسة في الجزائر، ليمنحنا ذلك الانطباع بأن الفنّان في الجزائر بإمكانه أن يكون ذاكرة حية وشاهدًا على انتصارات وهزائم عديدة، كما قد ينقل لنا صورة حية لهذا العالم من خلال…


الأغنية الشعبية في الجزائر

بعيداً عن وزارة الثقافة.. هكذا يُقاوم الشّعبي والملحُون من صالونات الهامِش في الجزائر

في الجزائر يكفي بيت دافئ، ومقهى مطلّ على البحر، وقلوب تعشق الشعر الشعبي حتى النخاع، لتُولد سهرات لا تخضع لبرنامج ولا جدول، لكنّها تحفظ ما عجزت عن حفظه المهرجانات.

بوضياف
راصد

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين

في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

الحرارة_0.jpg
أخبار

طقس الجزائر.. حرارة تصل إلى 49 درجة

حذرت مصالح الأرصاد الجوية، في نشرية خاصة من تسجيل درجات حرارة قصوى تصل إلى 49 درجة مئوية تحت الظل طيلة يوم الخميس. بكل من أدرار، إن صالح وتمنراست.


طقس الجزائر_0.jpg
أخبار

طقس الجزائر.. حرارة مرتفعة ورطوبة عالية في أغلب المناطق

تشهد مختلف المناطق الجزائرية، اليوم الأربعاء 9 تموز/جويلية 2025، أجواءً صيفية حارة، حيث تسجَّل درجات حرارة مرتفعة خصوصًا في المناطق الداخلية والجنوبية، وسط تحذيرات من استمرار موجة حر خلال الأيام المقبلة.

لويزة حنون.jpg
أخبار

سجن نقيب فيدرالية السكك الحديدية.. حزب العمال يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط

دعا حزب العمال إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الأمين العام لفيدرالية عمال السكك الحديدية، سعيدي لونيس، الذي تم توقيفه يوم 5 تموز/جويلية الجاري، بالتزامن مع عيد الاستقلال الوطني، وأُودع الحبس الاحتياطي، في خطوة وصفها الحزب بانتهاك صارخ للحصانة النقابية واعتداء على حق الإضراب

الأكثر قراءة

1
اقتصاد

الجزائر تنضم إلى معاهدة آسيان.. بوابةٌ جديدة نحو آسيا


2
اقتصاد

تقرير صندوق النقد الدولي عن الجزائر.. إشادةٌ أم دقٌ لناقوس الخطر؟


3
أخبار

بعد احتجازها في أليكانت.. سفينة الفينيزيلوس تدخل حيّز الخدمة


4
أخبار

الحكومة الفرنسية تردّ على تساؤلات بخصوص توسيع تعويضات الحركى الجزائريين


5
أخبار

ترامب يفرض رسومًا جديدة على الجزائر بدايةً من الشهر القادم