08-يونيو-2022
أفلام العشرية

(تركيب: الترا جزائر)

رافقت السينما تحوّلات المجتمع الجزائري وتاريخ البلاد فوثّقت لجرائم الاستعمار الفرنسي (1830-1962) ونقلت حياة المجتمع وواقعه بعد الاستقلال (1962)، كما أرّخت بأفلام قصيرة وطويلة للعشرية السوداء إحدى أصعب الفترات التي عاشها الجزائريون سنوات التسعينيات من القرن الماضي.

مخرجو أفلام العشرية وثّقوا ما عاشه الجزائريون في تسعينيات القرن الماضي من رعب وخوف وقتل ودمار للبنى التحتية

بالرغم من أنّ ما أُنتج من أعمال سينمائية حول هذه المرحلة المريرة والعصيبة في البلاد قليلٌ جدًا، كما هو الحال بالنسبة للسينما الثورية، فما أنجز سينمائيًا ودراميًا لم يوّفِ الثورة التحريرية وتاريخ النضال الطويل ضدّ الاستعمار الفرنسي حقهما، ناهيك عن إغفال الحقبات التي قبل الاحتلال الفرنسي، إلا أنّ عدد الأفلام المنجزة يوثق لمرحلة لا ينساها الشعب الجزائري رغم مُضي نحو ربع قرن على المأساة.

بعناوين مختلفة وزوايا معالجة مختلفة وثق مخرجون جزائريون في الألفية الثالثة وإلى غاية اليوم ما عاشه الجزائريون في تسعينيات القرن الماضي من رعب وخوف وقتل ودمار للبنى التحتية.. وثقوا لمأساة أنهاها ميثاق المصالحة الوطنية الذي جرى الاستفتاء عليه في أيلول/سبتمبر 2005.  

"أبو ليلا"

أمين سيدي بومدين مخرج شاب، يقدم قراءته في "أبو ليلا" الصادر في 2019، حول العشرية السوداء من منظور نفسي، انطلاقًا من قصة شخصيتي "سين" شرطي مرور وصديقه لطفي (إلياس سالم)،الذي ينتمي لقوات مكافحة الإرهاب، يقومان برحلة ليست سياحية وإنّما لتقفي أثر أحد المجرمين الهاربين من العدالة يدعى (أبو ليلا).

الفيلم يصرد جانبًا من المعاناة النفسية لبطل القصة "سين" (سليمان بن واري)، تتعقد حالته بعد أن ربط في عقله الحقائق بالخيال بسبب تأثيرات العشرية.

"بابيشا"

"بابيشا" فيلم من (إنتاج جزائري-فرنسي-بلجيكي/2019)، لمونية مدور تدور أحداثه في التسعينيات بالجزائر، حول الفتاة نجمة (18 عامًا)، لديها شغف بتصميم الأزياء والموضة، فلا تدع الأحداث المأساوية التي تشهدها بلادها (العشرية السوداء) تؤثر على خيارها عيش حياة طبيعية رفقة صديقتها وسيلة، فتواجه ضغوطًا من قبل المتطرفين الذين يريدون فرض قوانين جديدة كمنع التعري والسهر وغيرها، فتحارب من أجل استقلالها الشخصي بالتخطيط لتنظيم عرض للأزياء.

ولم يعرض "بابيشا" في الجزائر، إلى حدّ اليوم، لأسباب مجهولة رغم مرور ثلاث سنوات على صدوره، في حين رشحته الجزائر لمسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي لعام 2020.

"سيعود"

يعود المخرج يوسف محساس في فيلمه الجديد "سيعود" إلى العشرية السوداء، من خلال سرد قصة صاحب محل حلاقة، كان على وشك إغلاق المحل وتغيير المهنة، ليتفاجأ بدخول رجل رفقة ابنه الصغير، ويطلب منه بإلحاح قص شعر الطفل رغم اعترض الحلاق، بحسب ملخص العمل.

بعد تردد يوافق الحلاق على الطلب، فيخرج الرجل ويترك ولده، وبعد وقت قصير يسمع دوي انفجار قوي، مدة الانتظار تطول ولا يعود الأب، يصرّ الطفل على الذهاب يوميًا إلى المحل على أمل عودة والده. العمل من بطولة سليمان بن وراري والممثلة سهى ولهى والطفل نزيم بن عيجة.

"البطلة"

فيلم "البطلة" أنتجه وكالة الإشعاع الثقافي (حكومية)، عام 2013، وأخرجه شريف عقون، يروي قصة عاشور الذي يدير مزرعة مع شقيقيه مراد وجلول على بعد بضعة كيلومترات من العاصمة الجزائر، حيث تجري أحداث العمل في أواسط التسعينات، بينما كانت البلاد تمر بالعشرية السوداء.

وبعد تكاثف الهجمات الإرهابية على القرويين والمزارع المعزولة، يموت عاشور، في هجوم على القوات الأمنية وبعد بضعة أسابيع، يقضى على أسرته، أما زوجته حورية تنجح بالفرار وبإنقاذ الأطفال وتلجأ إلى أسرتها بالعاصمة لكن سرعان ما تظهر صراعات.

شارك في أدوار الفيلم كل من  سامية مزيان (البطلة)، نجيب أولبصير، أرسلان لراري، نجية لعراف، خالد بن عيس.. وغيرهم.

"ما قبل الأيام"

"ما قبل الأيام" (أنتج عام 2013)، فيلم روائي قصير، مدته 43 دقيقة، أدّى بطولته سهيلة معلم (ياسمينة) ومهدي رمضاني (جابر)، وأخرجه كريم موساوي.

 يحكي الفيلم قصة تدور أطوارها في التسعينيات بالجزائر العاصمة وتحديدًا بمنطقة سيدي موسى التي عاش سكانها الويل جراء الإرهاب، ولا يمكن لشبابها التعبير عن أحلامهم وطموحاتهم كما هو الحال بالنسبة للمراهقين ياسمينة، وجابر بطلا العمل.

"التائب"

هل يمكن لإرهابي "تائب" أن يندمج في المجتمع؟، هذا ما طرحه المخرج مرزاق علواش في فيلمه "التائب" الصادر عام 2012؛ فالعمل يروي قصة رشيد إرهابي، قرر "التوبة" والاندماج في المجتمع الجزائري بعد تطبيق قانون المصالحة الوطنية، لكن المجتمع يرفضه بسبب تبعات ما ارتكبه في التسعينيات من هجمات خلّفت ضحايا.

العمل من كتابة وإخراج مرزاق علواش، في حين أدّى دور البطولة نبيل عسلي (التائب)، وخالد بن عيسى وعديلة بن ديمراد.

"عطور الجزائر"

برؤيته الإخراجية الخاصة، يستعيد المخرج رشيد بن حاج في عطور الجزائر (2012) مأساة العشرية السوداء التي عصفت بالمجتمع الجزائري، عبر قصة كريمة مصورة صحفية، دفعتها الظروف إلى مغادرة بلادها، لكن تجبرها الظروف أيضًا على العودة من أجل محاولة إخراج شقيقها من السجن.

يلقي العمل الضوء على المرأة وحياة عائلة جزائرية تجتمع فيها كل المتناقضات ابن متحرر يتحول إلى إرهابي، وصحفية مصورة عنيدة ومتفتحة وأب متسلّط وأم ناكرة.

العمل من بطولة مونيكا غريتو (إيطالية)، ريم تاكوشت، أحمد بن عيسى، سيد أحمد أقومي، شافية بوذراع.. وآخرين.

"موريتوري":

يتناول فيلم "موريتوري" (2007 /إنتاج فرنسي/جزائري) لعكاشة تويتة والمستوحى من رواية بالاسم ذاته للروائي ياسمينة خضرة، قصة مفتش شرطة في زمن الإرهاب يجد نفسه ضحية مافيا المال والسياسة، حيث يتعرض للطرد من وظيفته بسبب كتاباته الأدبية ونزاهته، ليغتال بعدها من قبل مجهولين.

جسد أدوار العمل كل من، سيد علي كويرات، سيد أحمد أقومي، مليكة بلباي، رشيد فارس، عزالدين بورغدة، حمزة فغولي،.. وغيرهم.

"رشيدة":

يروي الفيلم (إنتاج 2002) بحسب ملخصه قصة رشيدة مطلقة، شابة تعيش مع أمها وتعمل مدرسة في أحد مدارس الحي، تنقلب حياتها ذات يوم عندما تتوجه إلى عملها دون أن تغطى رأسها بخمار مما يجعلها هدفًا لمجموعة إرهابية تخطفها وتكلف أحد أفرادها أن يقتلها بطلقة رشاش، رشيدة رغم الوضع الصعب تتمكن من الفرار والنجاة.

الفيلم الذي نال زهاء 15 جائزة دولية، من إخراج الراحلة يمينة شويخ وبطولة ابتسام جوادي، بهية راشدي، وحميد رماس.

"باب الواد سيتي":

"باب الواد سيتي"، فيلم من كتابة وإخراج مرزاق علواش، الذي يعود عبر أحداثه إلى سنوات الإرهاب، وبداية التطرف والعنف في البلاد، بالتركيز على أحد أشهر الأحياء الشعبية في العاصمة،كان معقلًا للمتطرفين والمتشددين نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات.

تبدأ قصّة "باب الواد سيتي" عندما يقوم الشاب بوعلام بنزع مكبر صوت معلق على سطح بالحي مخصص لدروس إمام المسجد

"باب الواد سيتي" صدر في عز العشرية السوداء عام 1994، وقصته تبدأ عندما يقوم الشاب بوعلام بنزع مكبر صوت معلق على سطح بالحي، مخصص لنقل دروس الإمام التي يقدمها في المسجد، ثم يكلف الإمام شخصًا يدعى سعيد، شاب متشدد يقوم بالبحث عن الفاعل، ولا يكتفي سعيد بذلك بل يحاول تغيير ذهنيات أفراد حيّه بإتباع الدين والتخلي عن بعض العادات والسلوكيات التي تبدو وفق منظوره سيئة.