فريق التحرير - الترا جزائر
تنطلق السبت القادم، أعمال الدورة التاسعة من مؤتمر الدراسات التاريخية التي ينظمها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، تحت عنوان "الثورة الجزائرية في ذكرى انتصارها الستّين: إعادة قراءة لمسارها، ومكانتها، وما تراكم من سرديات عنها"، والتي تتواصل ليومين.
المركز خصّص محورًا يتناول إسقاطات للثورة الجزائرية على الواقع العربي والدولي المعاصر
وسيتناول المؤتمر، وفق بيان نشره المركز، أهم الإشكاليات التي أفرزتها الثورة الجزائرية، في ضوء تجربتها التاريخية، وفي ضوء السرديات التي تعبّر عنها، إذ لا تزال هذه الثورة تثير إلى يومنا هذا عددًا من القضايا التاريخية التي يمكن تناولها بموضوعية، بالنظر إلى المسافة الزمنية التي صارت تفصلنا عنها اليوم.
ووفق المصدر فإن "تحديد هذه الإشكاليات ليس تقييمًا لتجربة تاريخية فريدة؛ لأنه لا يقرّ حقائق ولا ينفي وقائع، وإن كانت لا تخلو من إحراج للدارس المحلل للأحداث، وتشكّل تحدّيًا لقناعات القارئ المستقرئ للوقائع؛ لكونها تتعلق بطبيعة الكفاح الثوري للشعب الجزائري نفسه، وما أسفر عنه من تأثيرات ونتائج".
ويسعى المؤتمر إلى "تناول الثورة الجزائرية بوصفها، أساسًا، كفاحًا وطنيًا ومدًّا ثوريًا للقضاء على نظام استعماري استيطاني فرنسي واستبداله بمشروع وطني قائم على منظومة اقتصادية واجتماعية وثقافية تقدمية".
ولم تكن الثورةُ ظاهرة محلية أو إقليمية فقط بل كانت حدثًا جللًا في المنطقة العربية والعالم برمّته، وكانت لها تداعيات على حركات التحرر في العالم الثالث، فحظيت بمكانة مركزية في ما عُرف بـ "مشروع تصفية الاستعمار"، بحسب المصدر عينه.
وسيناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسة لإعادة قراءة الثورة في ذكرى انتصارها الستين، بما شكّلته من أهمية كبرى في عالم ما بعد الاستعمار، وبما استعملت ووظفت في سياق التطور السياسي للجزائر المعاصرة، وما تبقى من ذاكرتها اليوم، محليًا وعربيًا.
وسيكون لحضور الثورة الجزائرية في العالم العربي، والعالم بأسره، حيزًا في النقاشات، وكذا إسقاطات للثورة الجزائرية على الواقع العربي والدولي المعاصر، وظاهرة المقاومة في التاريخ الجزائري المعاصر، وجدلية الواقعية والمثالية في الثورة الجزائرية، والثورة الجزائرية ومسألة الشرعية والديمقراطية، وغيرها.
ومنذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، شرع المركز العربي، عبر موقعه الإلكتروني، في استقبال المقترحات البحثية للمشاركة في أعمال الدورة التاسعة من "مؤتمر الدراسات التاريخية"، مُحدّدًا جملةً من النواظم لذلك.
وتستعدّ الجزائر لاحتضان تظاهرة كبيرة، تزامنًا وذكرى استقلالها في الخامس من تموز/جويلية المقبل؛ وأطلقت قبلها ورشات ومعارض تحضيرًا لذلك؛ كان آخرها استقبال "أصدقاء الثورة"، في منتدى دولي، جدّدت فيه الجزائر وفاءها لكل من ناصرها ووقفوا إلى جانبها في محنتها خلال ثورة التحرير.
