27-مارس-2022

في أحد أجنحة معرض الجزائر الدولي للكتاب (تصوير: بلال بن سالم/Getty)

بعد انقطاع دام لعامين بسبب الأزمة الصحية، عاد معرض الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ 25، معلنًا عن انطلاق موسم التظاهرات الثقافية في البلاد، حيث شهدت الفترة السابقة ركودًا غير مسبوق امتثالًا لإجراءات الوقاية الصحيّة.

صاحب دار الرافدين: صناعة الكتاب باتت مهددة بالاختفاء وسط الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم العربي

يجمع كثير من زوار الصالون، أن طبعة هذا العام شهدث إقبالًا ملحوظًا للزوار في يوم الافتتاح، رغم تزامنه مع الموسم الدراسي للتلاميذ قبيل عطلة الربيع، واشتغال الحركة المجتمعية بالتحضير لموسم رمضان، غير أن عدّة صعوبات تواجه الناشرين في هذا الموسم يوعزها كثير من التتبعين إلى الوضع الاقتصادي للبلاد وتأثير الأزمة الصحّية.

اقرأ/ي أيضًا: إعفاء دور النشر من تكاليف كراء الأجنحة في صالون الكتاب الدولي

https://www.youtube.com/watch?v=S00iP_xRgHI&feature=youtu.be

في هذا السياق، عَبر خالد بن صالح، الشاعر والكاتب والمشرف على جناح منشورات دار المتوسط، عن سعادته بعودة فعليات صالون الكتاب بالجزائر، بعد توقف دام عامين بسبب الأزمة الصحية.

إعفاء الناشرين

وأضاف محدث "التر جزائر" أن المعرض يُشكل أهم نافذة أمام القارئ الجزائري لاقتناء الكتاب الأجنبي عمومًا والكتاب العربي خصوصًا، وأشار إلى أن المعرض الدولي يُعد فرصة لمعرفة وشراء آخر الإصدارات، والاحتكاك بالكُتاب والمؤلفين، سواء من داخل الوطن أو من خارجه.

في هذا السياق، ثَمن خالد بن صالح قرار إعفاء دور النشر من تكاليف كراء أجنحة المعرض، وقال إن الاعفاء سينعكس إيجابيًا عن تكلفة سعر الكتاب المعروض، ويوفر هامش مريح للعارض لتخفيض الأسعار.

وذكر ممثل منشورات المتوسط أن القارئ الجزائري يمتلك خصوصيات في مجال المقروئية، موضحًا أن القارئ الجزائري متعدد الاهتمامات والانشغالات في مجال القراءة، من روايات، ودارسات نقديه، إلى علوم التاريخ والسياسة والقانون والدراسات الأكاديمية.

وبحكم الاحتكاك بالقارئ الجزائري نفى محدثنا مقولة أن الجزائري لا يقرأ، وقال ما نلاحظه أن القارئ الجزائري شغوف بفعل القراءة ومهتم ومتابع لكل جديد.

وعن جديد منشورات المتوسط، دعا خالد بن صالح إلى زيارة جناح الدار التي أصدرت قرابة 120 عنوانًا جديدًا من مختلف التخصصات والمجالات الفكرية والرواية والشعر وأعمال المترجمة خاصة من الأدب الإيطالي .

أسعار مرتفعة

في سياق ذاته، الزائرة نهاد والتي انتقلت من ولاية ورقلة جنوب البلاد إلى الجزائر العاصمة، قالت في حديث إلى "التر جزائر" إنها  تزور المعرض بشكل دوري، وشكل توقفه لمدة عامين قطيعة مع الكتاب الأجنبي والإصدارات الجديدة.

وأردفت المتحدّثة أن الجزائر والمدن الداخلية خصوصًا لا تتوفر على فضاءات للكتاب، ما عدا بعض المعارض المحلية، التي تُعرض كتب لا تتناسب مع مجالاتها الدراسية والأكاديمية.

وتابعت أن المعرض يحمل عناوين جميلة، وهناك كتب ودراسات جديدة، لكن الأسعار تبقى مرتفعة نسبيًا، واستدركت أنها "مرتبطة بقيمة العملة الوطنية مقابل الدولار، وتكاليف الشحن وارتفاع أسعار المواد الأولية عالميًا".

وختمت محدّثتنا أن المعرض يبقى الجسر الوحيد بين القارئ الجزائري والعالم الخارجي في مجال الكتاب والتأليف، على حدّ تعبيرها.

المهمة باتت صعبة

من جهته، قال أحمد غريب، ممثل دار الرافدين اللبنانية، إن دار الرافدين تشارك للمرة السابعة على التوالي بمعرض الكتاب الدولي بالجزائر، وزاد أن الجزائر محطة رئيسة وأساسية في مشاركة الدار، ويُعتبر معرض الجزائر من أبرز وأنجح المعارض في العالم العربي والمغاربي، على حدّ قوله.

يصف غريب أن القارئ الجزائري بأنه "متنوع الاهتمامات والقراءات، معربًا عن احتفائه بعودة أجواء المعرض ولقاء القارئ الوفي للدار الرافدين".

هنا، يشير محدثنا إلى أن دار الرافدين أصدرت أكثر من 100 عنون جديد في الرواية والفكر والسياسة وترجمة الأعمال الشعرية والتاريخ، غير أنه لم يخفِ الصعوبات التي باتت تواجه الدور النشر العربية، خاصّة بعد التداعيات السلبية للجائحة كورونا.

وأوضح صاحب الرافدين اللبنانية أن التوقف عن النشاط والتوزيع لمدة عامين أثر بشكل سلبي على نشاط دور النشر وسوق الكتاب، إذ تَحتل المعارض الدولية قلب نابض لتجارة الكتاب العربي، واعتبر أن صناعة الكتاب باتت "مهددة بالاختفاء"، وسط الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم العربي.

هنا، يوضح أحمد غريب أن ارتفاع أسعار الورق وندرة المادة الأولية لم تعد تسمح بالاستمرار طويلًا في مجال صناعة النشر، لكنه يثمّن في الوقت نفسه، إعفاء دور النشر من تكاليف كراء الجناح، مؤكدًا أن الخطوة تعد اهتمامًا من السلطات بدفع قوي للسوق الكتاب.

مشروع سياسة الكتاب   

 بدروه، استحسن إسماعيل محمد صاحب منشورات الحبر، إعفاءهم من تكاليف كراء أجنحة المعرض، لكنّه يعتبر أن "الكتاب ليس بحاجة إلى استعراض احتفالي أسبوعي أو قرارات ظرفية".

يرى المتحدث أن أزمة كوفيد 19 أثرت بشكل قوي في ركود سوق الكتاب، وإفلاس المتاجر وشركات التوزيع، إذ يعلّق قائلًا "قطاع النشر بحاجة إلى وضع سياسة ثقافية للكتاب، والعمل على إنعاش قطاع النشر الذي يعاني من الشح وارتفاع مادة الورق".

يشار إلى أن برنامج  صالون الجزائر الدولي للكتاب، تضمنّ في طبعته الـ 25، التي تستمرّ فعالياته من الـ 24 آذار/مارس إلى غاية الفاتح من شهر نيسان/أفريل، عدّة أنشطة ثقافية وندوات واحتفالات توقيع إصدارات جديدة، ويشارك في المعرض دور نشر أجنبية أبرزها من لبنان ومصر والعراق وتونس وقطر والسعودية ودولة الإمارات ودور نشر فرنسية وإيطالية وصينية وجناح خاص للاتحاد الأوروبي.

يتوقع أن يصل عدد زوار المعرض الدولي للكتاب إلى مليوني زائر خلال هذه الفترة

في السياق، تم تخصيص مساحة 14787 مترًا مربعًا للمعرض، الذي يقام سنويًا بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، بمشاركة 1250 عارض وناشر، ويتوقع أن يصل عدد زوار المعرض إلى مليوني زائر خلال هذه الفترة، بحسب منظّميه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

معرض افتراضي.. وزارة الثقافة تدرس بدائل لـ "سيلا"

رسميًا.. الصالون الدولي للكتاب شهر مارس المقبل