29-يونيو-2022

صبري بوقدوم، وزير الشؤون الخارجية (الصورة: النهار أونلاين)

أورد موقع تقارير إعلامية، أن الإمارات عرقلت في مجلس الأمن مقترحًا للأمين العام للأمم المتحدة بتعيين وزير الخارجية الجزائري السابق صبري بوقادوم مبعوثًا أمميًا إلى ليبيا، وقال الموقع وبعد محاولات عديدة فاشلة لملء هذا المنصب الشاغر، اقترح غوتيريش الأسبوع الماضي على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر تعيين بوقادوم مبعوثاً إلى ليبيا.

أثار موقف الإمارات الرافض لتعيين صبري بوقادوم مبعوثًا أمميًا إلى ليبيا حملة إدانة واستياء بالجرائر وليبيا

وقالت وكالة فرانس برس، إن دبلوماسيًا طلب عدم نشر اسمه، قال إنّه خلال جلسة الإثنين "وحدها الإمارات رفضت تعيين الوزير الجزائري السابق"، وبحسب دبلوماسيين آخرين، فقد أوضحت الإمارات خلال الجلسة أنّ "دولًا عربية وأحزابًا ليبية أعربت عن معارضتها" لتعيين بوقادوم مبعوثًا إلى ليبيا.

ولم يحدّد هؤلاء الدبلوماسيون من هي الدول أو الأحزاب التي رفضت، بحسب الإمارات، تعيين المسؤول الجزائري السابق، واكتفى أحد هؤلاء الدبلوماسيين بالإشارة إلى أنّ هناك "قلقًا إقليميًا" من تعيين بوقادوم، لا سيّما وأنّ للجزائر حدودًا مشتركة مع ليبيا. وشدّد هذا الدبلوماسي على أنّه لو مضى مجلس الأمن قدمًا في تعيين بوقادوم لوجد الدبلوماسي الجزائري نفسه أمام "مهمة مستحيلة".

ردود فعل جزائرية وليبية

في المقابل، أثار موقف الإمارات الرافض لتعيين صبري بوقادوم مبعوثًا أمميًا إلى ليبيا، حملة إدانة واستياء بالجرائر وليبيا، في هذا السياق، قال رشيد علواش، المحلل السياسي، أنه بإيعاز من أطراف إقليمية، دول عربية في مجلس الأمن تتحفظ على تعيين صبري بوقادوم مبعوثًا خاصًا إلى ليبيا، في إشارة إلى دولة الإمارات.

وأضاف المحلل السياسي أن الأطراف المتحفظة مصلحتها في استمرار الأزمة الليبية، وبدوره، قال الإعلامي نور الدين ختال في تغريدة على تويتر، "إن حملة من الشتائم والأكاذيب يقودها داعمو خليفة حفتر ضد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم بعد ترشحيه من طرف الأمين العام للأمم المتحدة كمبعوث أممي إلى ليبيا"،وفي رد على حملة تشويه بوقادوم والجزائر قال ختال إن التاريخ سجل أن يد الجزائر بيضاء في ليبيا، على حدّ تعبيره.

من جانبه، أشارت مصادر إعلامية إلى وجود توافق أميركي وأوروبي داعم للمرشح الألماني، كما استبعدت ا أن يتم تعيين صبري بوقادوم مبعوث أمميًا إلى ليبيا لاعتبارات عدة، إذ وفي تقدير تلك المصادر أن الجزائر لم ترشح بوقادوم لنيل المنصب بشكلٍ رسمي وعلني.

في السياق ذاته، قال عبد الحميد قطب، المحلل السياسي الليبي، في تغريدة على صفحته بموقع تويتر، إن الإمارات ما تزال تتدخل في شؤون ليبيا بشكل سلبي، مضيفًا على صفحة تويتر أن الإمارات رفضت تعييين الدبلوماسي الجزائري صبري بوقادوم مبعوثًا أمميًا.

وبخصوص أسباب الرفض الإمارات، قال عبد الحميد قطب أن المبعوث المقترح جزائري الانتماء، والجزائر تقف إلى صف الشرعية الدولية والحكومة المعترف بها أمميًا وتقف بكل قوة أمام طموحات حفتر الانقلابية، على حدّ قوله.

من جهتهم، يرى خبراء أن الموقف الإماراتي الأخير كشف عن وجود حسابات جيو سياسية وصراع جيو إقليمي على الساحة الليبية، تحرك خيوطه كل من القاهرة وأبو ظبي بعيدًا عن توصيات ومخرجات مؤتمر برلين، وقد لا يعكس تمامًا مقاربة الجزائر والمجتمع الدولي، اللذان يعملن على دعم المسار الانتخابي وعودة شرعية المؤسسات وتوحيد المؤسسات الأمنية.

الموقف الجزائري والاماراتي على طرفي نقيض

في السياق ذاته، أشار أحسن خلاص، المحلل السياسي في اتصال مع "التر جزائر"، أن الإمارات أحد أطراف الأزمة في ليبيا عبر اصطفافها الواضح مع خليفة حفتر، مضيفًا ف أن أبو ظبي تدرك جيدًا أن الموقف الجزائري يتمثل في دعم الشرعية الدولية ومجلس الدولة وحكومة طرابلس.

وأفاد خلاص أن المفارقة في الموقف الإماراتي، أنه يصدر في حقّ دبلوماسي جزائري لطالما اعتبر نفسه صديقًا مقربًا من الإمارات، موضّحًا أن فترة تولي بوقادوم وزارة الخارجية شهدت العلاقات الثنائية تقاربًا وثيقًا.

وفي تقدير المحلل السياسي أن تقارب بين الجزائر والدوحة من خلال الحضور الشخصي لأمير قطر افتتاح ألعاب المتوسط من شأنه تعميق الهوة السياسية بين الجزائر وأبو ظبي، مستبعدًا في الوقت نفسه أن يتم قبول صبري بوقادوم مبعوثًا خاصًا إلى ليبيا، رغم دعم غوتيريس الذي أراد استرضاء روسيا والغرب دفعة واحدة.

واستطرد خلاص، أن الإمارات ومصر والمغرب أبدت تحفظهما على التعيين، معتبرًا أن اقحام دبلوماسي جزائري في الملف الليبي عبر بوابة الأمم المتحدة من شأنه إدخال الجزائر في مستنقع هي في غنى عنه، إذ يعتبر أن الجزائر طرفًا يعتمد عليه في تسوية متعددة الأطراف تشرف عليها الدول الكبرى.

لا تلوح في الأفق حتى الآن أية بارقة أمل باحتمال انفراج الأزمة الليبية السياسية قريبًا

وتشهد ليبيا فوضى وعدم استقرار سياسي في أعقاب الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، تتنازع على السلطة فيها منذ مطلع آذار/مارس حكومتان متنافستان، حكومة معترف بها دوليًا ومقرها طرابلس يرأسها عبد الحميد دبيبة، وحكومة فتحي باشاغا المدعومة من الإمارات والقاهرة، ولا تلوح في الأفق حتى الآن أية بارقة أمل باحتمال انفراج الأزمة السياسية قريبًا.