05-يوليو-2019

عبد المجيد تبون خلال افتتاح الندوة الوطنية لحزب "الأفلان" (رياض كرامدي/ أ.ف.ب)

الترا جزائر - فريق التحرير

كثيرون لا يهتمّون بتداول اسم الوزير الأوّل السابق عبد المجيد تبّون مرشّحًا للرئاسيات القادمة، إذ يتمّ استبعاده في كثير من النقاشات من قائمة الشخصيات المقبولة من طرف الحراك، كونه أحد رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، إضافة إلى تعالي الأصوات الرافضة للرسكلة وإعادة إنتاج النظام بالوجوه نفسها.

ارتفعت أسهم عبد المجيد تبّون في الشارع الجزائري وكسب كثيرًا من التعاطف على مواقع التواصل حين أعلن الحرب على الفساد

قبل أشهر قليلة فقط، ارتفعت أسهم عبد المجيد تبّون في الشارع الجزائري وكسب كثيرًا من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، حين أعلن الحرب على الفساد، ودخل في مواجهة رجال الأعمال المقرّبين من شقيق الرئيس السابق، والذين يصفهم الشارع اليوم بـ "العصابة". انتهت هذه الحرب، بإنهاء مهامه وإبعاده من رأس الحكومة وتعويضه بـ أحمد أويحيى.

اقرأ/ي أيضًا: لخضر بورقعة.. السلطة توظف التاريخ في تصفية الخصوم

ما الذي يجعله مرشّحًا محتملًا في الانتخابات القادمة؟

يرى كثيرٌ من المتتبّعين للشأن السياسي، أنّ الجيش الآن، بات فاعلًا قويًّا في صناعة القرار، بعد قطع الأذرع السياسية والمالية للدولة العميقة، إذ يقبع اليوم كثير من الفاعلين في نظام بوتفليقة، من رجال أعمال ومسؤولين في الحكومة والأجهزة الأمنية، وهم الخصوم التقليديين لقائد الأركان.

عبدالمجيد تبون

بناءً على هذا المعطى، يستبعد هؤلاء، أن يكون المرشّح القادم خارج خيارات المؤسّسة العسكرية، إذ ورغم تأكيدها على الحيادية والتزامها بالدستور، إلا أنّ تحرّك جهاز القضاء والمجلس الدستوري، كان انطلاقًا من الدعوات التي كان يوجّهها قائد الأركان قايد صالح في كلّ مرّة.

إضافة إلى كلّ هذا، سارت المؤسّسة العسكرية وعلى رأسها قائد الأركان في اتجاه لا يُمكن لها فيه العودة إلى الخلف والاستسلام للخيار الديمقراطي، الذي قدّ يسمح بعودة رموز نظام عمّر لعقدين من الزمن ويتمّكن من مناوئيه. هذا أوّلًا.

ثانيًا، يتداول في الأوساط السياسية أنّ الوزير السابق عبد المجيد تبّون، أحد المقرّبين من قائد الأركان قايد صالح ومحلّ ثقته، وهو ما يجعل منه الخيار الأوّل للمؤسّسة العسكرية (بطريقة غير معلنة) في الرئاسيات القادمة.

عبدالمجيد تبون

قبل فترة قريبة، وعندما عُيّن تبّون على رئس الحكومة، راج حديث في الأوساط السياسية أن قايد صالح هو من كان يقف وراء قرار تعيينه، وبعد إبعاد تبّون من الحكومة، فُسّر الأمر وقتها، بوجود خلاف بين قيادة أركان الجيش وشقيق الرئيس بوتفليقة، وهو ما تأكّد اليوم مع مرور الوقت.

ثالثَا، يبدو أن أقرب الأسباب التي أدّت إلى اعتقال قائد الولاية التاريخية الرابعة لخضر بورقعة، وشنّ حملة تطعن في مساره الثوري ضدّ الاستعمار الفرنسي من طرف التلفزيون الحكومي، هو بسبب تصريحاته ضدّ الجيش، وأبرزها "أنّ الجيش فصل في أمر مرشّحه للانتخابات الرئاسية القادمة، وأن هذا الشخص لا يوجد إلا في رأس قائد الأركان قايد صالح"، وفُهم الأمر أن عبد المجيد تبون هو المقصود بهذه التصريحات.

بعيدًا عن احتمالات تشرّحه في الانتخابات القادمة من عدمها، تتأرجح شعبية تبّون في الشارع صعودًا وهبوطًا، فهو بالإضافة إلى التعاطف الشعبي الذي حظي به أثناء مواجهته للأوليغارشيا المقرّبة من شقيق الرئيس السابق بوتفليقة، ونجاحه إلى حدّ ما في إدارة ملفّ السكن حين كان يترأّس القطاع وزيرًا للسكن، تبقى هناك الكثير من النقاط السوداء التي يُمكن أن توظّف ضدّه في قادم الأيّام.

هناك نقاط سوداء يمكن أن توظف ضد عبدالمجيد تبون، منها ورود اسمه ضمن الوزراء المشتبه بتورطهم في قضية بنك خليفة 

ومن هذه النقاط السوداء ورود إسمه ضمن مجموعة الوزراء المشتبه بتورّطهم في قضية بنك الخليفة، وتورّط ابنه أيضًا خالد تبون في قضية تهريب الكوكايين العروفة بقضية "البوشي"، يُضاف إلى كلّ هذا، انتمائه لنظام أطاح به الحراك الشعبي قبل أيّام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إسقاط رايات الحراك.. قايد صالح يُطلق النار على إحدى ساقيه!

سجن الحراش.. ملايير الدولارات وراء القضبان