لم يمنع رذاذ المطر ولا الطقس الرمادي، من أن يخرج الآلاف في أول جمعة بدون حكم عبدالعزيز بوتفليقة، وفي سابع مسيرة على التوالي منذ بدأ الحراك الشعبي في شباط/فبراير الماضي.
في أول جمعة بدون بوتفليقة، خرج عشرات الآلاف مؤكدين في شعاراتهم على استمرار الحراك حتى رحيل النظام
عشرات الآلاف خرجوا مؤكدين في شعاراتهم التي ضمنتها لافتاتهم وهتافاتهم، على استمرار الحراك قصد حماية أول مكسب سياسي من ورائه، أي استقالة بوتفليقة، ولضمان عدم الالتفاف على الحراك أو احتوائه بأي شكل.
اقرأ/ي أيضًا: من خراطة إلى تنحي بوتفليقة.. تأريخ ضروري للحراك الشعبي
مطالب "عميقة"
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل ما باتت تسمى بـ"العصابة" في إشارة أيضًا لما يعرف بـ"القوى غير الدستورية" من رجال سياسة ومال متورطين في اتهامات الفساد والاختلاس ونهب المال العام.
طالب المتظاهرون كذلك برحيل حكومة نور الدين بدوي، التي شكلها بوتفليقة قبل أسابيع فيما بدا أنها مناورة منه لاحتواء غضب الشارع. ووصفتها المظاهرات بـ"الحكومة المستنسخة".
شملت المطالب كذلك رحيل كل من عبدالقادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الذي رفض تولي المرحلة الانتقالية بعد التصريح بالشغور النهائي لمنصب رئيس الجمهورية، وكذلك رئيس المجلس الدستوري طيب بلعيز.
لا لتكرار السيناريو المصري
كان لافتًا كذلك الوضوح الذي أعرب به الحراك الشعبي عن وقوفه ضد أي محاولات محتملة لتكرار السيناريو المصري. وقد حملت اللافتات مطالب واضحة بهذا الشأن في الجمعة السابعة.
وسبقت تلك المطالبة في شعارات ولافتات الشارع الجزائري، نقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول التخوف من احتمالية تكرر النموذج المصري؛ أفضت إلى تبلور مطلب عدم تدخل المؤسسة العسكرية في شؤون الحكم المباشر، مع ضمان إتمام عملية تحول ديمقراطي تشارك فيها كافة الفعاليات السياسية والمدنية. وقد ذكرت النقاشات ومن بعدها الشعارات في المسيرة بافتتاحية العدد الأخير من مجلة الجيش، التي هي لسان المؤسسة العسكرية، والذي جاءت فيها: "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب".
إصرار شعبي
في تعليق على ما شهده الشارع الجزائري في الجمعة السابعة، يقول الناشط الإعلامي حمزة عتبي لـ"الترا جزائر" إنه "في الجمعة السابعة، لم يتنازل الشعب الجزائري عن مطالبه في رحيل رموز النظام والتأكيد على تنحيتهم. وفي الوقت ذاته رفع سقف المطالب من توقيف العهدة الخامسة إلى رحيل النظام".
يقدر عتبي أن مسيرة الجمعة السابعة "أكثر عددًا من الجمع الماضية"، مشيرًا إلى أنها "مزجت بين الاحتفال باستقالة بوتفليقة والإصرار على رحيل باقي رموز النظام بإسقاط الحكومة وإقالة رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الدستوري".
من جانبه، لفت انتباه الناشط محمد علال في مسيرة الجمعة السابعة "تحديد المطالب بدقة أكبر"، معتبرًا أن ذلك إنما "يعكس نضج الحراك الشعبي الذي انطلق دون قيادة وبطريقة عفوية".
علال الذي اتفق مع عتبي على أن أعداد المشاركين في مسيرة الجمعة السابعة ربما تجاوزت أعداد المشاركين في الجمع الماضي، لم يخفي تخوفه من محاولات احتواء الحراك، قائلًا: "حان الوقت لتشكيل قيادة تتشارك في وضع خارطة الطريق وغلق الطريق أمام فلول النظام الذين يحاولون بكل الطرق الالتفاف على مطالب هذا الحراك السلمي".
يقول نشطاء إن أعداد المشاركين في الجمعة السابعة فاقت الجمع الماضية، ما يعكس نضح الحراك الشعبي ووعيه بمطالبه
ويعرب علال عن اعتقاده بأنه في كل الأحوال، فإن ما بعد الحراك ليس كما قبله، موضحًا: "لا يمكن لأي سلطة قادمة تجاوز قوة الشارع، لأن الوعي الذي ظهر في الحراك يضع الجزائر في طريق تحقيق العدالة والقانون والتحول الديمقراطي".
اقرأ/ي أيضًا: