علّق حزب جبهة التحرير الوطني على قرار فرنسا الاعتراف باغتيال الشهيد العربي بن مهيدي، مشدّد على أنّ "ملف الذاكرة لا يقبل المساومة."
حزب جبهة التحرير الوطني: الجزائر متمسكة بمعالجة ملف الذاكرة معالجة موضوعية ومنصفة للحقيقة التاريخية
وأصدر حزب جبهة التحرير الوطني، بيانًا، بشأن اعتراف الرئيس إيمانويل ماكرون باغتيال جنود فرنسيين للشهيد البطل العربي بن مهيدي.
وجاء في البيان: "تابعنا تصريحات الرئيس الفرنسي، الذي أقر صراحة بتورط عسكريين فرنسيين في قتل الشهيد البطل العربي بن مهيدي، أحد زعماء الستة التاريخيين وقائد الولاية الخامسة التاريخية ابان الثورة التحريرية المجيدة."
وأضاف: "إن الاعتراف الفرنسي الرسمي باغتيال جلادي الاستعمار الشهيد الرمز العربي بن مهيدي، قبله اغتيال الشهيد علي بومنجل وصديق الثورة موريس أودان، واذ نعتبرها خطوة في سبيل حل ملف الذاكرة بين البلدين."
واستدرك الحزب "إلّا أنّها تحتاج إلى قدر كبير من الجدية والانصاف، وأيضًا إلى إرادة حقيقية تقضي بالتحرر من الفكر الاستعماري البائد لحل كل المسائل المتعلق بهذا الملف."
وفي هذا الصدد، "وجب أن نذكر بتصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للهجرة المصادف لمجازر 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961، عندما أكد أن مسألة الذاكرة تحتاج إلى نفس جديد من الجرأة والنزاهة للتخلص من عقدة الماضي الاستعماري، والتوجه إلى مستقبل، لا إصغاء فيه لزراع الحقد والكراهية، ممن مازالوا أَسيري الفكر الاستعماري البائد".
وبشأن تزامن اعتراف الرئيس ماكرون مع الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، ذكّر، بيان "الأفلان" بأنّ "ضريبة الثورة المجيدة كانت قوافل من الشهداء وجرائم شنيعة ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم مهما حاولت الأوساط الفرنسية المتطرفة تزييفها."
وشدّد الحزب على أنّ "ملف الذاكرة الذي يعدُّ في صميم انشغالات الجزائر المنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لا يقبل التنازل ولا المساومة."
واعتبر المصدر بأنّ "الجزائر متمسكة بمعالجة هذا الملف معالجة موضوعية ومنصفة للحقيقة التاريخية، منطلقها اعتراف فرنسا الرسمية بكل الجرائم الاستعمارية المرتكبة في حق الشعب الجزائري على مدار 132 من الاحتلال الغاشم."
وبداية الشهر الجاري اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الشهيد الجزائري العربي بن مهيدي "قتله عسكريون فرنسيون".
وجاء في بيان، نشره، قصر الإليزيه، تزامنًا ومناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون "يعترف اليوم بأن العربي بن مهيدي، البطل الوطني للجزائر وأحد قادة جبهة التحرير الوطني الستة الذين أطلقوا ثورة الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1954، قتله عسكريون فرنسيون كانوا تحت قيادة الجنرال بول أوساريس".
وذكّر الإليزيه بأنّ "الرئيس ماكرون، يعتزم، منذ عام 2017 ، النظر إلى تاريخ الاستعمار والحرب الجزائرية في حقيقته، بهدف تحقيق دستور ذاكرة سلمية ومشتركة."
وأضاف أنّ "هذا الطموح، الذي يشكل إعلان الجزائر المشترك عمله التأسيسي، هو أيضا طموح الرئيس تبون". ويرى الرئيس ماكرون بأنّ "عمل الحقيقة والاعتراف يجب أن يستمر."