09-نوفمبر-2021

(صورة أرشيفية/ فيسبوك/الترا جزائر)

بعد انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بتجديد أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية، والتي تعدّ آخر حلقة، من وجهة نظر السلطة، لمسار استكمال البناء المؤسّساتي تماشيًا مع الدستور الجديد. وتمتد الدعاية الانتخابية طيلة ثلاثة أسابيع كاملة وفقًا للنظام الانتخابي.

فضل بعض قادة التشكيلات السياسية الحديث عن تجريم الاستعمار الفرنسي وعن دور الوبيات الفرنسية والمخاطر على الحدود الجزائرية

في جولة استطلاعية قادت "التر جزائر" عبر شوارع العاصمة، تبدو أجواء الحملة الانتخابية محتشمة وشبه غائبة عن الفضاءات العمومية، فالمساحات الإشهارية المخصّصة للمترشحين شبه فارغة من الملصقات، والنشاط على الفضاء الافتراضي الذي يستميل المرشّحين، يَشهد غياب الإعلانات الترويجية والاشهارية للمترشّحين، فيما جرت العادة أن تُنشط الحملات الانتخابية عبر السوشيل الميديا بشكلٍ كثيف خلال الاستحقاقات.

اقرأ/ي أيضًا: سحب 22674 ملف للمشاركة في المحليات المقبلة

الأسبوع الأول من الحملة

 في مقرّ مداومة حزب جبهة التحرير الوطني قسمة حسين داي، الحركة بداخل المكتب خاوية ماعدا بعض المترشّحين والفضولين، أما بخصوص غياب الإعلانات والمناضلين يقول أحد المترشّحين في حديث لـ "التر جزائر"، أن الحملة الانتخابية في أسبوعها الأوّل، وبالتالي طبيعي ألا يكون هناك نشاط سياسي مكثف، على حدّ تعبيره.

وأفاد المتحدّث أن التصديق على قائمة المترشّحين بشكلٍ نهائي جاء متأخرًا، ونحن بصدد إعداد القوائم النهائية والملصقات، وزاد أن اهتمام المواطنين يتزايد كلّما اقتراب موعد الانتخابات ونشر مختلف القوائم الحزبية.

من جهته، تضمّنت خطابات رؤساء الأحزاب السياسية خلال تجمعات شبه فارغة من مواطنين، إدانة اعتداء ومقتل رعايا جزائريين على طريق نواقشط، كما صبت تصريحات المسؤولين السياسيين على المخاطر الإقليمية التي باتت تهدد الوحدة الترابية.

تمحورت غالبية المداخلات  في الرد على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون، التي وُصفت بأنها "مسيئة الشعب الجزائري تاريخيًا وسياسيًا"، وبعيدًا عن الاهتمامات والانشغالات اليومية للمواطن، فضل بعض قادة التشكيلات السياسية الحديث عن تجريم الاستعمار الفرنسي، وعن دور الوبيات الفرنسية والمخاطر على الحدود الجزائرية.

إلى هنا، باتت نسبة المشاركة الشعبية خلال الاستحقاقات الانتخابية حرجًا بالنسبة إلى السلطات والتشكيلات السياسية التي بقيت تحت توقعات السلطة والأحزاب السياسية، حيث أصبحت نسبة المقاطعة في المواعيد الانتخابية، تعبّر على نسبة المقاطعة التي تفوّقت على نسبة المشاركات في الاستحقاقات الرئاسية والتشريعية بفارق شاسع؟

المواطن والسياسة

في سياق الموضوع، بيلاحظ عماد بوبكري، الصحافي والناشط السياسي،  أن بداية الحملة الانتخابية كانت محتشمة كسابقاتها، وأرجع محدث "التر جزائر" السبب إلى ابتعاد المواطن عن السياسة، وفشل السلطة والأحزاب السياسية في خلق ديناميكية انتخابية.

يستدرك عماد أن الحملة الانتخابية ما زالت في بدايتها؛ وبالتالي "يجب التريث في التقييم النهائي كون الحملة الدعائية تبلغ ذروتها في الأسبوع الأخير"، مشيرًا إلى وجود أسباب تتعلق بالوضعية الاجتماعية والاقتصادية التي كانت وراء الفتور الانتخابي، وعدم الاهتمام بالموعد السياسي، على حدّ تعبيره.

في هذا الاتجاه، يُلفت الناشط السياسي أن مشاركة حزب جبهة القوى الاشتراكية- المحسوب على المعارضة- في الانتخابات المحلية، أعطى ديناميكية سياسية خاصة على مستوى منطقة القبائل، مستدلًا بالتجمعات الشعبية الذي نظمها الحزب على مستوى قواعده التقليدية ومكنته من تجنيد المواطنين، غير أنه في النهاية، يتوقع محدّث "الترا جزائر"، أن تجرى الانتخابات في أجواء عادية.

حملة صامتة

بدوره وصف محمد ترابت، الناشط الجمعوي على مستوى ولاية البليدة غرب البلاد، أن الحملة الانتخابية في أسبوعها الأول "حملة صامتة"، مشيرًا إلى أنّ أغلب مواطني ولاية البليدة لم يطلعوا بعد على قوائم الترشيحات للانتخابات المحلية، وغياب أدنى اهتمام شارعي بالاستحقاقات المقبلة.

وأضاف ترابت أن الأسباب تعود بالدرجة الأولى إلى غياب عناصر سياسية جديدة، قادرة على تجنيد الشارع، وتمتلك برنامج تنموي على الصعيد المحلي، مشيرًا أن الانشغالات المواطن تَصُب في ظروف المعيشية والحياتية الصعبة، خاصّة مع ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية وبالتالي فقدان الثقة في العملية السياسية.

وختم محدثنا أن إقناع المواطن بجدوى الاستحقاقات المحلية صعب جدًا، فالغالبية تعتقد أن الأمور محسومة مسبقًا لأطراف سياسيةٍ وماليةٍ لها نفوذ قوي على الساحة.

يبدو أن الاقصاء الذي شهدته عدة قوائم من الترشيحات في عدة ولايات تسبب في انتكاسة العملية السياسية والانتخابية

يبدو أن الاقصاء الذي شهدته عدة قوائم من الترشيحات في عدة ولايات تسبب في انتكاسة العملية السياسية والانتخابية، وحرم كثيرًا من المرشحين من دخول المنافسة، حيث انعكس إلغاء قوائم بعض المترشحين على صفوف الأحزاب السياسية التي بدت غير متحمسة لخوض المنافسة الانتخابية، ماعدا تسجيل حضورها السياسي بشكلٍ صوري، في ظلّ سعي السلطة إلى استكمال مسار تجديد الهيئات المنتخبة ولو على حساب التجديد والإصلاح، وتهيئة الأرضية لانتخابات ناضجة تمنح الوقت للمنتخبين لاختيار مرشّحهم بشكل ديمقراطي ونزيه، بعيدًا عن ضغوط الجبهة المالية ولا السلطة السياسية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الأفلان" يلتزم بإبعاد المال الفاسد من المحليات

الأفافاس: مشاركتنا في المحليات أخلطت مخططات المغامرين