26-ديسمبر-2021

(الصورة: الترا جزائر)

غصت مواقع التواصل الاجتماعي في سنة 2021 بتعليقات وتفاعل الجزائريين مع كثير من الأحداث والمواضيع التي تنوعت بين السياسية والاجتماعية والرياضية والفنية، وحتى أخبار الفضائح التي شكلت جميعها المواضيع  الأكثر بحثًا خلال السنة التي توشك على توديعنًا.

تنوعت هذه المواضيع بين التلقيح ضد كورونا، والانتخابات التشريعية والمحلية والحرائق واغتيال الشاب جمال بن سماعين، ومنحة البطالة، وانتصارات المنتخب الوطني

وتنوعت هذه المواضيع بين التلقيح ضد كورونا، والانتخابات التشريعية والمحلية والحرائق واغتيال الشاب جمال بن سماعين، ومنحة البطالة، وانتصارات المنتخب الوطني، إضافة إلى مواضيع فنية كمرض الممثل صالح أوقروت، وتسريب فيديوهات للممثلة بشرى عقبي، والجدل الذي صنعه استقبال "كارولين" نجمة مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ/ي أيضًا: جزائريون يدعمون صنّاع المحتوى.. مليون متابع لـ "خوباي"

لقاح كورونا

في بداية العام الجاري، ترقب الجزائريون وصول أول دفعات من اللقاح المضاد لكورونا حينما كان الحصول عليه صعبًا، رغم الجدل الذي صاحبه حول نجاعته في التصدي لـ "كوفيد-19" من عدمه، خاصة وسط الجزائريين الذين رسموا سيناريوهات خيالية حول تأثير اللقاح على المطعّمين.

وجاء الجدل بعد أن وعد الرئيس تبون بالشروع في التلقيح بداية شهر يناير كانون الأول للحد من الموجة الثانية للفيروس التي عاشتها البلاد في الأشهر الأخيرة من 2020، وهو الوعد الذي شكك البعض في حدوثه بالنظر إلى أن وصول أول دفعة من اللقاح  إلى البلاد لم يتحقق إلا في 29 كانون الاول جانفي الماضي.

وبمرور الأشهر، استطاعت الحكومة أن تربح حرب تأمين الجرعات الكافية من اللقاح، إلا أنها تظل إلى اليوم لم تربح معركة تطعيم مواطنيها رغم توفر اللقاح بكميات كبيرة والبدء في إنتاجه محليا في 29 أيلول سبتمبر الماضي، إذ أن التطعيم بالجرعة الأولى لم يتعد 30 بالمائة من عدد السكان، وفق آخر الإحصاءات التي أعلنها وزير الصحة.

وبسبب عدم لجوء الجزائر إلى قرار إجبارية التلقيح، وانحسار تطبيق الجواز الصحّي على أماكن معينة كالملاعب والسفر واحتمال توسيعه لدور الثقافة والسينما يظل الإقبال على التطعيم ضعيفًا، وهو ما يهدّد فساد ملايين الجرعات من اللقاح المخزن، ومعه يستمر هذا الملف يشد انتباه الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي.

الانتخابات

في الـ 18 من شهر شباط/فيفري الماضي الذي يصادف الاحتفال بيوم الشهيد في الجزائر، والذي سبق  وقتها بأربعة أيام الذكرى الثانية لحراك 22 شبّاط/فيفري 219، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون حل المجلس الشعبي الوطني، ودعا لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة "خالية من الفساد ومفتوحة للشباب".

ولقي هذا القرار وقتها تفاعلًا واهتمامًا كبيرًا من قبل الجزائريين، بالنظر إلى أن البرلمان السابق كان يتهم بـ "برلمان الشكارة والحفافات" (برلمان الرشوة والحلاقات)، والتخلص منه كان مطلبًا يتقاسمه الجميع.

ورغم هذا الموقف المشترك من البرلمان السابق إلا أن قرار الرئيس تبون لم يلق المباركة من جميع الناشطين السياسيين، لذلك شكلت مواقع التواصل الاجتماعي أرض معركة بين مؤيدي ومعارضي هذا الاستحقاق الذي جرى في الـ 12 من حزيران/جوان الماضي، والذي شهد مشاركة تصويت هزيلة.

وفي هذه الانتخابات، عملت السلطة على الترويج والمرافعة لانتخاب المستقلين وممثلي المجتمع المدني والشباب، ما جعلها تجد نفسها في مواجهة مع الأحزاب التقليدية في مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني الذي استطاع أن يحافظ على ريادته رغم خطاب الشعبوية الذي اعتمده أمينه العام أبو الفضل بعجي، وذلك باستفادته من قاعدته النضالية وتجربته الطويلة في الانتخابات ومقاطعة الجزائريين لهذا الموعد.

ورغم تراجع عدد مقاعده مقارنة بالسنوات الماضية، شكل فوز الأفلان بالتشريعيات ثم المحليات التي جرت في الـ 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي موضوع نقاش حول قدرة الحزب على التأقلم مع مختلف الظروف، فيما اعتبر البعض أنه ليس من حق أي أحد الاستهجان على بقاء الحزب العتيد على رأس المجالس التشريعية والمحلية بما أنه كان سببا في الوصول إلى هذا الموقف بمقاطعة الانتخابات.

جمال بن سماعين

شكل اغتيال الفنان الشاب جمال بن سماعين في الـ 11  آب/أوت الماضي صدمة للجزائريين، واحتل اسمه وحادثة قتله قائمة المواضيع الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى الطريقة البشعة التي اتبعها منفذو هذا الجرم في قتل الشاب القادم من ولاية عين الدفلى غرب البلاد، للمساهمة في إخماد الحرائق التي ضربت الصيف الماضي منطقة الأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو شرق الجزائر.

وظلت هذه الواقعة الأليمة حديث الجزائريين لعدة أسابيع، خاصة بعد توقيف منظمي هذا الجرم المنتمين لحركة "ماك" المصنفة من قبل الحكومة أنها تنظيم إرهابي، حيث شكلت اعترافات منفذي هذا الجرم صدمة للجزائريين الذين طالب البعض منهم تنفيذ حكم الإعدام في هؤلاء القتلة برفع التجميد عن هذا الحكم.

منحة البطالة

في شهر آب/أوت الماضي، أعلن الرئيس تبون في لقائه الشهري مع وسائل الإعلام عن رفع منحة البطالة حتى يصون كرامته ولا يستغل من طرف أي جهة.

وشكلت هذه المنحة التي سيتم العمل بها بداية العام الجاري حديث الجزائريين بين مدعم لهذا القرار، وبين مستهجن رأى فيها تشجيعا على الكسل بما أن قيمتها ستقارب الحد الأدنى للأجور.

ولا تزال هذه المنحة إلى اليوم حديث الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي بالنظر إلى أن الجميع، يترقبون بداية الاستفادة منها، خاصة النساء الماكثات في البيت اللائي سيسمح لهن هذا القانون من الحصول على منحة كانت لعدة سنوات مطلبا ينادي به العديد من البرلمانيين والأحزاب.

العلاقات مع المغرب

منذ إعلان المغرب التطبيع مع الاحتلال الصهيوني في كانون الأول/ديسمبر 2020، وبعد توالي زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى المغرب، تصاعد الاهتمام الجزائري من خلال نتائج البحث عن كل ما يتعلق بالمغرب على الإنترنت، وزاد هذا الاهتمام بعد قرار الحكومة قطع العلاقات مع الرباط في آب/أأوت الماضي، حيث أصبح الجزائريون يحرصون على تكرار شعار "الجزائر والمغرب خاوة خاوة"، كلما ثار جدل سياسي أو كروي.

المنتخب الوطني

استطاع المنتخب الوطني  المتوج باللقب الأفريقي في 2019 بمصر الحفاظ على مكانته ضمن أهم المواضيع التي تحدث عنها الجزائريون وبحثوا عنها في الإنترنيت، بفضل سلسلة اللاهزيمة التي استمرت مع أشبال جمال بلماضي وكذا مع منتخب اللاعبين المحليين المتوج منذ أسبوع بكأس العرب في الدوحة بقطر.

ويظهر اهتمام الجزائريين بالمنتخب الوطني لكرة القدم من خلال تتبع أخبار لاعبيه، وفي مقدمتهم قائد الفريق رياض محرز نجم مانشستر سيتي الذي يتعرض مدربه بيب غوارديولا لوابل من الانتقادات في كل مرة لا يدرج  اللاعب السابق لليستر سيتي ضمن التشكيلة الأساسية.

ومع إعلان بلماضي الجمعة قائمة اللاعبين المعنية بالمشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، صعد فورا وسم المنتخب الجزائري إلى قائمة المواضيع الأكثر تداولًا من قبل الجزائريين على تويتر، وهو تفاعل ينتظر أن يستمر مع انطلاق البطولة الشهر الداخل، خاصة وأن رفقاء المتألق إسماعيل بن ناصر عازمون على التتويج باللقب القاري من جديد.

مرض صويلح

يتفق كثرون على أن الممثل صالح أوقروت قد أصبح في السنوات الأخيرة الفنان الأكثر شعبية بين الجزائريين، فأعماله المعروضة في التلفزيون تلقى نسب مشاهدة قياسية، لذلك شكل ولا يزال خبر إصابته بالسرطان حديث الجزائريين.

وتحظى الأنباء المتعلقة بتطورات الوضع الصحي لصويلح كما يسميه معجبوه بمتابعة مستمرة، وهي المتابعة التي جعلته لا يسلم في كل مرة من أن يكون ضحية لشائعات وأخبار كاذبة تصدم أو تفرح أحباءه .

وظهر التفاعل مع صالح أوقروت من خلال انتقاد الجزائريين لمستوى الجزء الثالث لمسلسل "عاشور العاشر" الذي غاب عنه،  حيث اعتبروا  أن هذا العمل الفني الذي حظي سابقا بمشاهدات قياسية سواء على التلفاز أو إلكترونيا  قد فقد قيمته بغياب  مؤدي دور "الحاج ابرهيم" في  الفيلم الشهير "كرنفال في دشرة".

بشرى عقبي

عاشت الفنانة بشرى عقبي هذا العام  حالة من المؤكد أنها لا ترغب في تكرارها، بعد أن تصدر اسمها المواضيع الأكثر حديثا في مواقع التواصل الاجتماعي، إثر تسريب فيديو يعرض حياتها الشخصية من طرف زوجها السابق.

وإن كان البعض انتقدوا ما ظهرت به  إحدى بطلات سلسلة "عائلة جمعي"، فإن آخرون تعاطفوا مع بشرى عقبي، واعتبروها ضحية ابتزاز إلكتروني، داعين في الوقت ذاته إلى العمل على عدم مشاركة هذا الفيديو والإبلاغ على حذفه، وعادت بشرى عقبي لتصنع الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تم تداول صورة لها بالحجاب.

كارولين

بداية الشهر الجاري، شهد مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة الجزائر حركة غير عادية، بعد أن عج بمئات الفتيات اللائي قدمن إليه من كل حدب وصوب، ليس لاستقبال نجم كرة مشهور، أو مطرب  معروف، إنما فقط للالتقاء بنجمة مواقع التواصل الاجتماعي شهيناز المنحدرة من ولاية تيارت والمقيمة منذ 10 سنوات بالسويد، والمعروفة باسم "كارولين".

وصنع الاستقبال النسوي الكبير للعائدة إلى الجزائر من السويد جدلًا على الشبكة العنكبوتية، حيث أن البعض استغربواهذا الاسقبال بهذا الحشد الكبير، بينمااعتبر البعض ذلك عاديًا وكل متفاجئ بهذه الواقعة هو مجرد جاهل بقوة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الجمهور.

تبقى هذه النماذج السابقة مجرد عينة من الأخبار والمواضيع التي شكلت معظم ما بحث عنه الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي

وتبقى هذه النماذج السابقة مجرد عينة من الأخبار والمواضيع التي شكلت حديث وبحث الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت مثل اليوم جزءًا من حياة الجزائريين اليومية ومحلّ بحث واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

النضال من أجل "التفاهة"

"جدل الثقافة".. النقد في مواجهة أسئلة الكولونيالية وما بعدها